بدلة وقائية.. حيلة أم لحماية نجلها من كورونا بامتحانات الثانوية: ما يهمنيش التريقة

كتب: دينا عبدالخالق

بدلة وقائية.. حيلة أم لحماية نجلها من كورونا بامتحانات الثانوية: ما يهمنيش التريقة

بدلة وقائية.. حيلة أم لحماية نجلها من كورونا بامتحانات الثانوية: ما يهمنيش التريقة

مخاوف عديدة تعيشها منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان، بينما تغرق في بحر من الأفكار يسيطر عليه القلق، جراء خضوع نجلها الأوسط لامتحانات الثانوية العامة المقررة من يوم الأحد الموافق 21 يونيو 2020 وتستمر حتى يوم الثلاثاء 21 يوليو 2020، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالبلاد، لتبادر إلى ذهنها تحصينه بالبدلة الوقائية أثناء أدائه الامتحانات.

منذ إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في رمضان الماضي، لموعد امتحانات الثانوية العامة، ليكون يوم الأحد الموافق 21 يونيو 2020، شهد الأمر حالة من الجدل، لرغبة عدد من أولياء الأمور وقف الامتحانات خوفا على أبنائهم من الإصابة بفيروس كورونا، لاسيما بعد اعتبار الحكومة للمرض كوباء في قرار رسمي قبل أيام.

من بينهم والدة الطالب محمد محمود، بالثانوية الأزهرية في مدينة الإسماعيلية، التي سيطر عليها الخوف البالغ من ذلك القرار وكانت تتمنى تأجيله لحين انتهاء الجائحة التي تعصف بالعالم، خاصة أن ذلك الموعد سيجمع الثانوية العامة والأزهرية بنفس الوقت ما يعني تكدسا مروريا خلال فترة الامتحانات بالشوراع ما يساعد في نقل العدوى.

"إحنا بنستعد للثانوية من يوليو اللي فات، وكل شوية فيها تغييرات وخوف وتوتر"... بدأت خريجة بكالوريس التجارة والأم لثلاثة أبناء، حديثها لـ"الوطن"، بهذه الجملة التي تتضمن مخاوف عدة وألم بالغ، حيث وقعت في حيرة بين تأجيل امتحانات نجلها هذا العام أم الاستمرار بها وسط ذلك القلق، رغم حرصها على إتباع كافة الإجراءات الوقائية لهم، وتلتتزم مع أسرتها بالكامل في عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.

البدلة الوقائية للأطباء، هي الوسيلة التي بادرت لذهن الأم لحماية ابنها أثناء الامتحانات، لذلك سارعت لاقتناء 3 منهم "قولتله مش هتروح الامتحان إلا وأنت لابسهم ومش مهم مين يقول ايه"، ليأخذ "محمد" الأمر على سبيل المزاح، لينشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ويحقق تفاعلا ضخما في دقائق قليلة، إلا أن والدته تنوي تنفيذه بشكل جاد، نظرا للخوف بين الطلاب والمعلمين، لذلك تعيش على أمل تأجيلها لشهر سبتمبر لحين السيطرة على المرض وفقا لتصريحات وزير التعليم العالي مسبقا.

"اتفاجئت لما لقيت ماما جيبهملي ومصممة ألبسهم علشان الطريق واللجنة، مش متخيل ممكن أعمل كده".. كان ذلك رد فعل الطالب الثانوي في شعبة العلوم محمد محمود، فور رؤيته للبدل الوقائية التي جلبتهم والدته، حيث مازال مترددا في ارتدائهم، بين هخوفه الضخم من انتقال العدوى له، كونه يستقل 3 مواصلات للوصول إلى مدرسته، فضلا عن وجود أعداد كبيرة من المحال حولها ما يشجع الطلبة على التجمع قبل وبعد الامتحان.

يشارك "محمد" والدته الدعوة نفسها بتأجيل الامتحانات لشهر سبتمبر، بسبب أنه "مفيش طالب ثانوي مستعد للامتحانات"، حيث تم إجراء تعديلات عدة على المناهج، فضلا عن تعطيل الدراسة منذ منصف مارس الماضي، ونقل التعليم للأونلاين، إلا أنه لم يكن كافيا بالنسبة له "في دورس كانت محتاجة شرح أكتر ومش الكل عارف يتعامل مع الإنترنت لسه، واتحرمنا من المراجعات ولسه تايهين".

الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة التعليم لحماية الطلاب ليست كافية في رأيه، فضلا عن تصريحات بعدم التأجيل كونه يراها قريبة من "أني نازل رايح السوبر ماركت، بالكمامة والكحول، مختلفش حاجة رغم أنهم مختلفين تماما"، كما أنه أكد أن لجان امتحانات الثانوية العامة يسيطر عليها التوتر في الأساس "فما بالك لو حد كح أو عطس جامد، ده هيعمل جو مقلق أكتر".

ورغم كل تلك الصعوبات والمخاوف، مازال الطالب الثانوي يحاول المذاكرة على أكمل وجه والاستعداد للامتحانات المنتظرة، في ظل تلك التوقعات العديدة.  


مواضيع متعلقة