خبراء مكافحة الفيروسات:"الزحام والاختلاط" وراء انتشار كورونا في 6 محافظات

كتب: خالد عبدالرسول

خبراء مكافحة الفيروسات:"الزحام والاختلاط" وراء انتشار كورونا في 6 محافظات

خبراء مكافحة الفيروسات:"الزحام والاختلاط" وراء انتشار كورونا في 6 محافظات

أرجع خبراء فى الطب الوقائى ومكافحة العدوى والفيروسات خريطة انتشار «كورونا» فى محافظات مصر، التى أعلنت عنها وزارة الصحة مؤخراً، والتى أظهرت ارتفاع نسب الإصابات فى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية والفيوم والإسكندرية، مقابل انخفاضها فى معظم محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية، إلى عوامل الكثافة السكانية والزحام وتركز الخدمات وأماكن العمل والاختلاط واستخدام المواصلات العامة.

"أمانى": الإصابات تركزت فى المحافظاتالتى تحظى بكثافات سكانية عالية والصعيد بلا تجمعات

وقالت الدكتورة أمانى جمعة، أستاذ صحة المجتمع بجامعة الفيوم، واستشارى مكافحة العدوى، إن المحافظات التى تركزت بها النسب الأعلى من الإصابات هى المحافظات التى تحظى بكثافات سكانية عالية وتتركز بها المدن الكبيرة ومعظم الخدمات والمصانع والشركات، وبالتالى تحظى بنسب «تخالط» مرتفعة، مثل القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والمنوفية.

وقالت أستاذة صحة المجتمع إن انخفاض نسب الإصابات فى المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد بسبب تراجع الكثافات السكانية، هذا فضلاً عن احتوائها على أرياف تشمل أعمالاً زراعية، حيث يعمل الفلاح وأسرته فى أرضه، ولا يوجد تخالط كبير، كما أن طبيعة الحياة هناك لا توجد بها أماكن للاختلاط، مثل كافيهات أو مطاعم أو صالات جيم يمكن أن تنشر العدوى بهذا الفيروس الذى ينتقل بالتخالط. وأرجعت ارتفاع نسب الإصابات أيضاً بالمحافظات المجاورة للقاهرة، ومن بينها القليوبية والمنوفية والفيوم، إلى الانتقالات اليومية المستمرة بينها وبين القاهرة، والتى تنقل معها العدوى، بجانب عوامل الكثافة السكانية العالية وانخفاض الوعى الصحى، للدرجة التى جعلت أناساً بسطاء يقولون مثلاً إنهم لن يصدقوا وجود فيروس إلا إذا رأوه أمام أعينهم.

"إيناس": نمط الحياة والمواصلات العامة ينقلان العدوى 

وفسّرت الدكتورة إيناس عبدالرحيم، أستاذ الطب الوقائى بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، انخفاض نسب الإصابات فى المحافظات الحدودية والصعيد بـ«اللايف ستايل» أو أسلوب الحياة هناك، حيث لا توجد حركة كبيرة أو مخالطة، على عكس الحال فى محافظات الوجه البحرى والمدن الكبرى، مثل القاهرة التى تتركز بها الأعمال وتنتشر وسائل المواصلات العامة، ومن ثم توجد فرص أكبر للمخالطة، هذا فضلاً طبعاً عن ارتفاع العدد الكلى للسكان بهذه المحافظات.

وأضافت «د. إيناس»: ما زالت الأنشطة فى المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد أقل صخباً، والمخالطة غالباً تكون مع من هم داخل البيت نفسه، كما لا توجد وسائل مواصلات مزدحمة، كما هو الحال فى القاهرة، التى يوجد بها المترو والأوتوبيسات والميكروباصات، التى تنقل أعداداً كبيرة من المواطنين يومياً، وتعتبر فرصة لنقل العدوى، حتى مع وجود الكمامات التى لا تمنع العدوى بنسبة 100%، لا سيما مع عدم استخدامها بشكل سليم وقيام البعض بوضعها على الذقن وعدم تغطية منطقة الأنف والفم بها.

وأشارت أستاذ الطب الوقائى إلى أن الأماكن المفتوحة المعرّضة للشمس والهواء، والموجودة فى المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد، تعتبر مناطق أمان لا يمكن أن ينتشر فيها الفيروس طالما حافظ الناس على مسافة متر بين كل فرد والآخر، على عكس الحال فى المحافظات والمدن الكبرى التى تتميز بالزحام ولا يتوافر فيها مثل هذه الأماكن، مشيرة إلى أنه على المواطنين تجنّب الزحام فى هذه الفترة، والتصرّف بحكمة، وفى الوقت نفسه دون خوف أو هلع، حتى لا يتأثر جهازها المناعى سلباً.

وفى تفسيره لانخفاض نسب الإصابة بالمحافظات الحدودية، قال الدكتور سيد سالم، أستاذ الفيروسات والوبائيات بمعهد الصحة الحيوانية، إن هناك ما يُسمى بالحواجز الطبيعية كالبحار والصحراء التى تلعب دوراً فى منع انتشار الأوبئة والأمراض، وهى موجودة فى معظم المحافظات الحدودية، كما هو الحال فى مرسى مطروح مثلا، التى لديها هذه الحواجز متمثلة فى الصحراء، وكذلك الوادى الجديد، وسيناء.

وأشار «سالم» كذلك إلى أن سكان هذه المناطق يطبّقون قواعد التباعد الاجتماعى أصلاً كجزء من ثقافتهم القبلية والبدوية، حيث تجد مسافات كبيرة تصل إلى كيلومترات بين البيت والآخر، كما أنه لا يوجد وافدون يترددون بشكل يومى على هذه المحافظات، كما هو الحال فى محافظة الوادى الجديد، هذا فضلاً عن أن أهالى هذه المناطق يتمتعون بمناعة قوية، نظراً لوجودهم فى بيئة نقية غير ملوثة، وكثرة الحركة لديهم وتناولهم أطعمة صحية وعدم معاناتهم من السمنة، يجعل الدورة الدموية لديهم نشطة ومقاومتهم للأمراض أعلى، ونفس ما ينطبق على المحافظات الحدودية يمكن أن ينطبق، وإن بدرجة أقل على محافظات الصعيد.


مواضيع متعلقة