تطورات احتجاجات أمريكا.. ترامب يطالب بتعميم نشر الحرس الوطني

تطورات احتجاجات أمريكا.. ترامب يطالب بتعميم نشر الحرس الوطني
تزداد الأوضاع سوءًا يوما بعد يوم في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد مقتل رجل من أصل أفريقي أعزل على يد الشرطة بولاية مينيابوليس، ما تسبب في موجة عارمة من الاحتجاجات في عدد من الولايات، ولم يقتصر الأمر على أمريكا فحسب بل امتد إلى دول أجنبية عدة عبر مواطنوها عن استنكارهم للحادث.
واضطرت السلطات فى عدد من الولايات الأمريكية لنشر قوات الحرس الوطني، وفرض حظر التجول في 25 مدينة بعد ليلة جديدة من المظاهرات الشعبية التي رافقتها أعمال شغب ومواجهات بين قوات الأمن مع المحتجين.
وقال قائد شرطة مدينة نيويورك، ديرموت شي، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، إن شرطة المدينة اعتقلت نحو 350 شخصا خلال أعمال الشغب.
وأضاف: "جرى تنفيذ أكثر من 300 اعتقال، معظمهم بسبب انتهاكات طفيفة تتعلق بالاحتجاجات، وأصيب أكثر من 30 من ضباط الشرطة بجروح طفيفة".
وتجددت، مساء أمس ، تظاهرات احتجاجية، وأعمال شغب في عدد من المدن الأمريكية على خلفية مقتل المواطن جورج فلويد من أصول أفريفية على يد عناصر شرطة في مينيابوليس.
وخرج مئات المتظاهرين للاحتجاج في كل من مينيابوليس ولوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن، وعدد من المدن الأخرى.
وأكدت الشرطة في مدينة نيويورك أنها ألقت القبض على بعض المتظاهرين، كما احتجزت الشرطة في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا سائق حاول خرق صفوف المتظاهرين بشاحنته مؤكدة عدم إصابة أحد خلال الحادث.
وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأعمال الشغب التي شهدتها مينابوليس ليل الجمعة، بعد مقتل جورج فلويد بأيدي الشرطة، معتبرًا أن ما شهدته هذه المدينة هو من صنع "لصوص وفوضويين".
وقال ترامب، اليوم إن على حكام الولايات من الديمقراطيين التحرك ضد حركة "أنتيفا"، وطلب نشر الحرس الوطني في باقي المدن الأمريكية لمواجهة الاحتجاجات، مؤكدًا "سنصنف حركة أنتيفا كمنظمة إرهابية".
وقال ترامب في مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، حيث كان يُتابع تحليق رائدي فضاء أمريكيين، إنّ "وفاة جورج فلويد في شوارع مينابوليس مأساة خطيرة"
وحمل وزير العدل الأمريكي، وليام بار أنصار حركة "أنتيفا" (مناهضة الفاشية) اليسارية المسؤولية عن أعمال الشغب في مينيابوليس ومدن أخرى بالبلاد في الأيام الأخيرة، متعهدًا بمحاكمة المتظاهرين المنظمين الذين شاركوا في الاضطرابات بجرائم اتحادية.
فيما قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم، الأحد، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تستعين بسلطتها الاتحادية لتعزيز الحرس الوطني في الوقت الحالي، مع استمرار الاحتجاجات في عدة مدن أمريكية على مقتل رجل أسود أعزل في منيابوليس كانت الشرطة متحفظة عليه الأسبوع الماضي.
وحسب "رويترز" أضاف أوبراين للصحفيين في البيت الأبيض "لن نضفي الطابع الاتحادي على الحرس (الوطني) في الوقت الحالي. لكن إذا استلزم الأمر، فإن لدينا قوات عسكرية إضافية يمكن إرسالها... إذا كان حكام الولايات ورؤساء البلديات بحاجة إليها وخرجت الأوضاع عن سيطرتهم"، مضيفًا أن قرارات إنفاذ القانون لا بد وأن يتخذها حكام الولايات ورؤساء البلديات.
وتابع: "سنقدم كل ما يحتاجه حكام الولايات ورؤساء البلديات للمحافظة على السيطرة على مدنهم".
واندلعت الاضطرابات خلال الأيام الماضية بعد وفاة جورج فلويد، الرجل الأسود الذي ظهر في مقطع مصور في منيابوليس وهو يعاني من صعوبة التنفس، بينما كان رجل شرطة أبيض يجثو على رقبته.
وقال الحرس الوطني في بيان، اليوم، الأحد، إنه جرى استنفار 5000 من جنوده وأفراد قواته الجوية في 15 ولاية وفي العاصمة واشنطن، إلا أن "هيئات إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي لا تزال مسؤولة عن فرض الأمن".
وذكر البيان أن 2000 آخرين من أفراد قوات الحرس الوطني مستعدون للاستنفار عند الحاجة.
وخارج أمريكا احتج مئات الأشخاص في لندن وبرلين، اليوم، الأحد، تضامنًا مع المتظاهرين في الولايات المتحدة .
وحسب "رويترز" جثا المحتجون على ركبهم في ميدان الطرف الأغر بوسط لندن مرددين "لا عدالة .. لا سلام"، ثم مروا بجوار مقر البرلمان حتى وصلوا إلى السفارة الأمريكية.
كما شارك عدة مئات من المحتجين في مسيرة خارج السفارة الأمريكية في برلين رافعين لافتات تقرأ "القصاص لجورج فلويد"، و"اوقفوا قتلنا" و"من التالي الذي سيحطم عنقه".
وتسبب مقتل جورج فلويد أثناء اعتقاله يوم الاثنين في إشعال احتجاجات بالولايات المتحدة أججها الغضب الكامن من التحيز العنصري في نظام العدالة الجنائية الأمريكية.
وتحولت بعض المظاهرات إلى العنف مع إغلاق متظاهرين لحركة المرور، وإضرام النار، والاشتباك مع الشرطة، التي أطلق أفراد منها الغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيكي من أجل اعادة فرض النظام.