رئيس "الدراسات العربية" السابق: "الغنوشي" يصر على جر تونس إلى محور "تركيا - قطر"

رئيس "الدراسات العربية" السابق: "الغنوشي" يصر على جر تونس إلى محور "تركيا - قطر"
- نيفين مسعد
- إخوان تونس
- الغنوشي
- ميليشيات أردوغان
- طرابلس
- ليبيا
- نيفين مسعد
- إخوان تونس
- الغنوشي
- ميليشيات أردوغان
- طرابلس
- ليبيا
قالت نيفين مسعد، المدير العام السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية، أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، إن راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، رئيس البرلمان، يصر على جر تونس إلى محور «تركيا - قطر»، ولا يرى خطراً فى وجود الجماعات الإرهابية على حدود بلاده، مشيرة إلى أن «ليبيا تتفكك والمجزأ يتجزأ». وأضافت فى حوار لـ«الوطن» أن مصر تواجه وضعاً غير مسبوق فى تاريخها والتهديدات تأتيها من كل الاتجاهات، كما أن وجود ميليشيات أردوغان فى طرابلس أمر مقلق لكل جيران ليبيا، موضحة أن الولايات المتحدة حالياً فى أسوأ حال وترامب قد يخسر انتخابات الرئاسة بسبب كورونا.. وإلى نص الحوار.
لماذا تصاعد الغضب ضد إخوان تونس وتحديد جلسة فى مجلس النواب لمساءلة رئيس حركة النهضة، رئيس البرلمان راشد الغنوشى وسحب الثقة منه؟
- السبب المباشر لهذه الجلسة هو قيام الغنوشى بتهنئة فايز السراج رئيس حكومة طرابلس على استعادة قاعدة الوطية العسكرية من الجيش الوطنى الليبى، وإن كان هذا التصرف من جانب الغنوشى ليس هو الأول من نوعه،حيث سبق أن زار تركيا فى يناير الماضى بشكل مفاجئ دون إعلام البرلمان،والتقى أردوغان فى القصر الرئاسى.
د. نيفين مسعد لـ"الوطن": "ليبيا تتفكك والمجزأ يتجزأ".. ورئيس "النهضة" لا يرى خطراً فى وجود الجماعات الإرهابية على حدود بلاده
وكيف تتوقعين أن يكون مصير الغنوشى؟
- أياً كانت النتيجة، فإن راشد الغنوشى انكشف وظهر على حقيقته كأى إخوانى يسعى لجر تونس إلى محور تركيا - قطر ولا يرى خطراً فى وجود جماعات إرهابية فى ليبيا على بعد كيلومترات من بلاده كما استفز «الغنوشى» الكثير من التونسيين بزيارته غير المبررة لتركيا ولقائه أردوغان فى يناير الماضى، ثم عاد واستفزهم مرة أخرى بتهنئة «السراج» وضبط متلبساً بالكذب أكثر من مرة فى إطار محاولاته لتقديم تبريرات واهية لتصرفاته.
والحقيقة المؤكدة أن «الغنوشى» انكشف فى البرلمان وداخل الحركة النهضة، فهو يسوف ويؤجل انعقاد مؤتمر الحركة حتى لا يفقد رئاسته لها وفقاً للوائح «النهضة» التى تنص على ألا يبقى على رأسها شخص واحد لفترتين، وقد تولى الغنوشى الرئاسة لمدة دورتين من ٢٠١٢ وكل دورة ٤ سنوات واستنفدهما، وهناك أصوات داخل الحركة تطالبه بالتنحى.
كيف ترين الأوضاع فى ليبيا؟
- ليبيا تتفكك، الآن لدينا شرق ضد غرب، وليس مستبعداً أن يظهر فى دولة قبلية من يتمرد على السلطة فى الشرق أو فى الغرب وينفصل عنها، فالتاريخ يثبت لنا أن المجزأ يتجزأ أكثر لنصبح أمام تفتيت المفتت، فاليمن انقسم بداية لشمال وجنوب، والسودان انقسم إلى شمال وجنوب، والجنوب قد يشهد انقساماً جديداً.
مصر تواجه وضعاً غير مسبوق فى تاريخها
وكيف يؤثر ذلك على الأمن القومى المصرى؟
- انقسام ليبيا يضر كل جيرانها «تونس والسودان والجزائر ومصر» وليس فى مصلحة أحد أبداً أن يجدوا تركيا وقطر والإخوان على حدودهم، وهذا هو السبب فى حالة الهلع التى تعيشها تونس جراء سياسات زعيم حزب النهضة راشد الغنوشى، المصرّ على زج تونس فى الصراع الليبى ومباركة من حكومة السراج التى استقدمت مرتزقة أردوغان إلى بلادها.
أما مصر فهى تواجه وضعاً غير مسبوق فى تاريخها، فالتهديدات كانت عادة تأتى من مصدر واحد، أما الآن فالتهديدات على كل حدودها، فمن الجنوب «سد النهضة»، ومن الشرق إسرائيل والإرهاب، وتركيا من الشمال فى البحر المتوسط والآن تركيا والإخوان غرباً.
توقعتِ فى مقال سابق تقارباً وليس صداماً بين إيران والولايات المتحدة خصوصاً فى العراق.. فلماذا؟
- هذا صحيح، وهناك مؤشرات على احتمالات بدء التفاوض بين البلدين،منها المفاوضات السرية التى كُشف عنها مؤخراً لتبادل السجناء، كما أن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى ما كان له أن يصل للسلطة إلا بتوافق ضمنى بين إيران وأمريكا، فالكاظمى ليس أفضل خيار لإيران لكنه ليس ضدها، كما أن داعش بدأ يظهر على الساحة مجدداً، وعندما كان داعش موجوداً وفاعلاً قبل القضاء عليه، استوجب ذلك تعاوناً بين البلدين، وأنا أزعم أن أمريكا لا تريد القضاء على إيران وإنما إضعافها بحيث تظل فزاعة لدول الخليج.
وما الذى يدفع إيران الآن لمفاوضات رفضتها أكثر من مرة قبل رفع العقوبات تماماً؟
- إيران تتعرض لضغوط داخلية وخارجية ضخمة جداً، والولايات المتحدة أيضاً تتعرض لضغوط كبيرة فهى فى حاجة لتوجيه طاقتها واهتمامها إلى الخطر الأكبر عليها القادم من الصين، فالخطر الإيرانى تم تضخيمه بأكثر مما يستحق فى السياسة الخارجية الأمريكية، بسبب إسرائيل، وتقديرى أن أمريكا فى حاجة الآن لإعادة إيران إلى حجمها الطبيعى، ويجب العلم أن «الغول الصينى» ليس مشكلة أمريكا الوحيدة، فهناك قضايا أخرى مهمة تراجَع الاهتمام بها بسبب الانشغال غير المبرر بإيران، ومن هذه القضايا علامات الاستفهام الكثيرة حول مستقبل الاتحاد الأوروبى، وهناك من يقول إن فيروس كورونا سيشكل نظاماً عالمياً جديداً، والولايات المتحدة الآن فى أسوأ حال، وترامب قد يخسر الانتخابات المقبلة بسبب الفيروس الذى أضعف إيران وأمريكا، وهو عامل مهم لدفعهما للتفاوض وخفض العداء.
لكن إيران تتعرض لضغوط منذ نشأتها عام 1979.. فما الجديد؟
- الضغوط التى تتعرض لها إيران الآن غير مسبوقة، لأنها على كل الجبهات، فوباء كورونا وحده تحدٍّ كبير، لأن هذا الفيروس قصم ظهر دول متقدمة فما بالك بدولة من دول العالم الثالث؟ والعقوبات الأمريكية موجودة منذ سنوات لكنها لم تصل إلى هذا القدر من الحدة، وهناك محاولات أمريكية إسرائيلية لضرب نفوذها فى دول الجوار، فحزب الله على سبيل المثال يجرى خنقه اقتصادياً وتجفيف منابع تمويله، ومواقع إيران فى سوريا تتعرض لقصف مستمر، ونفوذها فى العراق يتراجع.
هل هذه الضغوط من شأنها أن تؤدى لانهيار النظام أم تركيعه؟
- لا أعتقد أن هذه الضغوط من شأنها أن تؤدى لانهيار النظام وإنما قد تدفعه للتفاوض مع الأمريكان، والتفاوض لا يعنى المصالحة وإنما التعايش مع الاختلافات وإدارتها بحيث يتم إبعادها عن الصدام وتقليل حدته فقط، فالنظام لن يسقط إلا من الداخل، لأن إيران مجتمع متعدد العرقيات والأديان، فُرس وعرب وآذريون وبلوش وجيلاك وأكراد وتركمان، وهذه القوميات متعددة المذاهب والأديان منها السنة والشيعة واليهود والمسيحيون، والنظام لن يسقط إلا إذا تفككت هذه التركيبة المعقدة.
أثبتت التجربة أن النظم تظل قائمة حتى يقرر الجيش الوقوف إلى جانب المحتجين.. فهل هذا وارد فى إيران؟
- هذا ليس وارداً فى تقديرى، لأن الحرس الثورى فى إيران أقوى من الجيش، والحرس الثورى لا يمكن أن يتدخل لإسقاط نظام «الملالى» لأنه يستمد منه شرعيته، فإذا سقطت جمهورية «الثورة الإسلامية» تنتفى الحاجة لـ«الحرس الثورى» ولا يوجد كيان عسكرى موازٍ للجيش فى إيران أو الدول التى تتمدد فيها إيران كما هو الحال فى لبنان (حزب الله) واليمن (الحوثيون) والعراق (الحشد الشعبى).
الولايات المتحدة حالياً فى أسوأ حال و«ترامب» قد يخسر انتخابات الرئاسة بسبب كورونا.. والحرس الثورى لن يتدخل لإسقاط نظام «الملالى» فى إيران