تطال 40 مليون.. أزمة غذاء تضرب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب كورونا

كتب: محمد حسن عامر

تطال 40 مليون.. أزمة غذاء تضرب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب كورونا

تطال 40 مليون.. أزمة غذاء تضرب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب كورونا

رجحت "الأمم المتحدة"، في بيان اليوم، تفاقم أزمة الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، بينما تجتمع بعض الحكومات والمنظمات الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية لتداعيات الفيروس.

ووفق تصريح صادر عن المدراء الإقليميين لكل من اليونيسف ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحية العالمية، فإن الحكومات تعمل مع الشركاء عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار الساعة لحماية المجتمعات المحليّة من مرض فيروس كورونا.

وأضاف التصريح: "وبينما تُنقذ هذه الجهود العديد من الأرواح، إلا أن الآثار بالغة على سلاسل إمداد وتوريد الغذاء، وعلى توفر وإمكانية الحصول على أنواع أفضل من الأطعمة الآمنة والمغذية، والقدرة على تحمل تكاليفها. كما أن العائلات الهشة تكافح من اجل تأمين دخل للعائلة وتوفير لقمة على مائدة الطعام".

1 من كل خمسة أشخاص بمنطقة الشرق الأوسط يعانون نقص الغذاء

وأوضحت أن أكثر بلدان المنطقة تضررا من الجائحة هي البلدان التي تواجه أصلًا أزمة غذائية، وقد أدى الوباء إلى تفاقم التحديات في  بلدان مثل أفغانستان وسوريا واليمن والسودان من حيث الكمية ووتيرة توفّر وتنوع الطعام الذي يستهلكه الأطفال والعائلات. ولفت إلى أن تلك البلدان تحتل أول عشر مواقع على لائحة دول العالم التي عانت من أسوأ أزمات الغذاء في عام 2019 من حيث عدد السكان الذين عانوا الأزمة أو ما هو أسوأ، إذ بلغ عدد المتضررين قرابة 40 مليون شخص، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى خلق نوع جديد من الأزمات الغذائية، أو على الأغلب تفاقم الأزمات الحالية، إذ أن 1 من كل 5 في المنطقة يعانون مشكلات غذاء. ودعا التصريح "شركاء التنمية الدوليين والمانحين والقطاع الخاص"، إلى معالجة توفير وتأمين وإتاحة القدرة على تحمل تكاليف الطعام الآمن والمغذّي، وتأمين تغذية أكثر العائلات هشاشة والأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في جميع أنحاء المنطقة، مع تنفيذ التدابير اللازمة حول الصحة والوقاية والتحكم في الوقت نفسه.

الفقر يهدد ما يصل إلى 86 مليون طفل بسبب تداعيات كورونا

وحذرت دراسة أعدتها منظمتا "اليونيسف" و"سايف ذي تشيلدرن"، أيضا، من أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 قد تدفع ما يصل إلى 86 مليون طفل إضافي إلى الفقر بحلول نهاية العام. وقالت "اليونيسف" (منظمة الأمم المتّحدة للطفولة) و"سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) في بيان مشترك، أمس: "الدراسة أظهرت أن إجمالي عدد أطفال الكوكب الذين يعانون من الفقر سيبلغ بحلول نهاية هذا العام 672 مليون طفل، بزيادة بنسبة 15% عن العام الماضي".

وأوضح البيان أن ثلثي هؤلاء الأطفال تقريبا يعيشون في دول إفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى، ودول أخرى في جنوب آسيا. ووفقا للدراسة، التي استندت إلى تقديرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وإلى معطيات ديموغرافية في حوالي 100 دولة، فإن الزيادة الأكبر في عدد الأطفال الذين سيعانون من الفقر بسبب الجائحة ستحدث في أوروبا وآسيا الوسطى.

أكثر من 50 من رؤساء الدول والحكومات يجتمعون لبحث التعافي الاقتصادي من تداعيات "كورونا"

في السياق ذاته، يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم، ورئيس وزراء كندا جوستين ترودو ورئيس وزراء جامايكا أندرو هولنيس، بقادة العالم والمنظمات الدولية في مبادرة مشتركة لتحديد وتسريع الجهود للاستجابة العالمية للتأثيرات الاقتصادية والبشرية الهامة لفيروس "كوفيد 19" والتقدم بحلول ملموسة للطارئة التنموية. وأكدت "الأمم المتحدة" أن الوباء يتطلب استجابة على نطاق واسع تكون منسقة وشاملة ومتعددة الأطراف لدعم البلدان المحتاجة، بما يمكنها من التعافي بشكل أفضل من أجل اقتصادات ومجتمعات أكثر ازدهارا ومرونة وشمولا.

ويشارك أكثر من 50 من رؤساء الدول والحكومات في هذا الحدث رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية في عصر "كوفيد-19" وما بعده، وهو الاجتماع الأكثر شمولا للدول للتركيز على التعافي الاجتماعي والاقتصادي وعلى احتياجات التمويل، ويجب أن يتواصل تنسيق هذه الجهود لتجنب التأثيرات المدمرة على حياة الناس وسبل العيش، وسط تأكيدات بأن جميع الدول تواجه ضغوطا اقتصادية في الاستجابة لهذه الجائحة، وخاصة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التي يشهد الكثير منها تراجعا في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وينظر الاجتماع في 6 مجالات عمل عاجلة لتعبئة التمويل اللازم للاستجابة والتعافي تشمل توسيع السيولة عبر الاقتصاد العالمي، ومعالجة أوجه هشاشة المديونية، ووقف التدفقات المالية غير المشروعة، وزيادة التمويل الخارجي للنمو الشامل وخلق فرص الشغل، واستراتيجيات للدول من أجل تعاف أفضل، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة تغير المناخ واستعادة التوازن بين الاقتصاد والطبيعة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "لقد أظهر الوباء هشاشتنا"، مضيفا: "نحن في أزمة بشرية غير مسبوقة بسبب فيروس مجهري.  إننا بحاجة للاستجابة بالوحدة والتضامن، والجانب الرئيسي للتضامن هو الدعم المالي".

"الأمم المتحدة": الوباء يمكن أن يقتطع 8.5 تريليون دولار أمريكي من الاقتصاد العالمي وساعات العمل ستتراجع

وتظهر أرقام منظمة الصحة العالمية أن جائحة كوفيد-19 أودت بحياة أكثر من 340.000 شخص، مع أكثر من 5.4 مليون إصابة على مستوى العالم.

وتشير توقعات الأمم المتحدة، إلى أنه في حال لم نتحرك الآن فإن الوباء يمكن أن يقتطع ما يقرب من 8.5 تريليون دولار أمريكي من الاقتصاد العالمي على مدى العامين المقبلين، وهو ما سيدفع بـ 34.3 مليون شخص إلى الفقر المدقع هذا العام، وربما 130 مليون شخص إضافي خلال هذه العشرية.

وتتوقع منظمة العمل الدولية أن تكون ساعات العمل العالمية في الربع الثاني من عام 2020 أقل بنسبة 10.5 بالمائة مما كانت عليه قبل الأزمة، أي ما يعادل 305 مليون وظيفة بدوام كامل. وتتأثر النساء بشكل خاص، حيث يتواجدن بشكل كبير في القطاعات الأكثر تضررا من فقدان الوظائف الأولي. كما أنهن يمثلن أغلبية العاملين في القطاع غير الرسمي على مستوى العالم ويشغلن عموما وظائف أقل أمانًا مع حماية أقل ومدخرات أقل، وهن أكثر عرضة للعيش في الفقر أو قريبا من الفقر.

ويتسبب الوباء في ضائقة اقتصادية حتى في البلدان التي لم تشهد بعد الآثار الصحية بأعداد كبيرة. فانخفاض الصادرات وانخفاض النمو يقوضان بسرعة قدرة العديد من البلدان النامية على تحمل الديون، سيما البلدان التي تعتمد بشكل كبير على السلع أو عائدات السياحة أو التحويلات. وتشكل ضائقة الديون المتزايدة تحديا هائلا لهذه البلدان يفاقم من الحد من قدرتها على تنفيذ تدابير محفزة.


مواضيع متعلقة