30 طلقة في رأس الإرهاب.. "الاختيار" يكشف خيانة الإخوان ويخلِّد سيرة الأبطال

كتب: سمر صالح

30 طلقة في رأس الإرهاب.. "الاختيار" يكشف خيانة الإخوان ويخلِّد سيرة الأبطال

30 طلقة في رأس الإرهاب.. "الاختيار" يكشف خيانة الإخوان ويخلِّد سيرة الأبطال

ثلاثون يومًا متواصلة منذ بداية شهر رمضان، لم تخل سيرة الشهداء وبطولات رجال الجيش المصري من البيوت المصرية بل والعربية أيضا، التفوا جميعا حول شاشات التليفزيون باهتمام شديد لمتابعة أحداث مسلسل الاختيار، الذي نجح في توثيق الحوادث الإرهابية التي ارتكبها عناصر الإرهاب المندس على أرض سيناء في حق رجال الجيش والشرطة، بل واستهدف بها المدنيين في بعض المناطق، فتصدر اسم المسلسل وصناعه محرك البحث جوجل وموقع فيس بوك وموقع التدوينات القصيرة تويتر بعدما أثار جدلا واسعا على صفحات السوشيال ميديا.

المسلسل الذي لعب بطولته الفنان أمير كرارة وشاركه عدد من النجوم، بعضهم ظهر كضيف شرف في وسط الأحداث، أعاد إلى الأذهان سنوات من الظلام عاشها أبناء الشعب المصري عقب ثورة يناير وتولي الإخوان مقاليد الحكم في مصر، عدلوا الدستور بما يناسب أهواءهم وسمحوا للعناصر الإرهابية دخول أرض مصر عبر سيناء، وتلاعبوا بعقول الكثير من أجل إقامة الحكم الإسلامي وإقامة دولة إسلامية على أرض سيناء.

كل الأحداث التي عرضتها حلقات مسلسل الاختيار تمت في الواقع كما هي دون تزييف أو نقصان، بداية من أحداث الاتحادية بعدما أصدر مرسي الإعلان الدستوري المكمل في نوفمبر 2012، والاشتباكات الدامية التي وقعت بين مؤيدي محمد مرسي من جهة وبين عناصر الشعب الرافضة من جهة أخرى، مرورًا باعتصامي رابعة والنهضة من جانب عناصر جماعة الإخوان للتمسك بحكم مرسي عكس رغبة جموع الشعب المصري الرافض لحكم الإخوان، وما تبع الاعتصامين من مشاهد ترويع المواطنين من سكان المنطقتين واحتلال مداخل العمارات والطرقات الجانبية للاعتصام بها.

عقب إسقاط حكم الإخوان والدخول في المرحلة الانتقالية، بدأت الأعمال الانتقامية من جانب أنصار الجماعة الإرهابية والعناصر التكفيرية التي شنت هجمات عدة على جنود الجيش المصري في سيناء، وبحسب تهديدات أحد عناصر الإخوان على الهواء مباشرة بقوله، "الذي يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي إلى الحكم".

محاولة استهداف وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، في سبتمبر 2013، وسقوط عشرات الضحايا والمصابين من المدنيين الأبرياء في حي مدينة نصر بالعاصمة القاهرة، كانت واحدة من الحوادث الإرهابية التي خطط لها الإرهابي هشام عشماوي والعناصر الإرهابية انتقاما لإسقاط حكم الإخوان في مصر.

لم يسلم المدنيون ورجال الشرطة من أيدي العناصر الإرهابية في الواقع، الذي نقلته حلقات "الاختيار"، وفي الرابع والعشرين من يناير عام 2014، استهدفت العناصر الإرهابية مديرية أمن القاهرة مع الساعات الأولى لصباح ذلك اليوم، في حادث إرهابي راح ضحيته عدد من عناصر الشرطة وإصابات وخسائر للمدنيين المجاورين لمقر المديرية. 

حادث الفرافرة في يوليو 2014، واحد من سلسلة حوادث إرهابية استهدفت رجال الجيش في سيناء بعد سقوط حكم الإخوان وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، جسدتها أحداث الحلقات الأخيرة في مسلسل الاختيار، أبرزت تضحيات رجال الجيش في سيناء في مواجهة العناصر الإرهابية المندسة في الجبال وفي الأنفاق السرية التي شيدوها للاختباء بها.

نقلت أحداث الحلقة 21 من مسلسل الاختيار هجمات يوليو 2015 الإرهابية على حواجز تفتيش في الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، واستمرت الهجمات الإرهابية تتوالى على رجال الجيش استشهد فيها أبطال عدة منهم المقدم رامي حسنين، بعد استهداف الإرهابيين سيارته أثناء توجهه لتنفيذ عملية جديدة، وانفجرت به السيارة واستشهد على أرض سيناء، كما حدث في الواقع.

مداهمات عدة نفذها رجال الجيش للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء خلال تلك الفترة، وبمجرد أن انتقل البطل أحمد المنسي إلى مربع البرث في سيناء بات مستهدفًا من قبل العناصر الإرهابية بعد أن كبَّدهم الكثير من الخسائر المادية والبشرية في المداهمات التي نفذها ضد أوكارهم.

في فجر السابع من يوليو عام 2017، وبعد أن انتهى رجال الكتيبة من أداء صلاة الفجر، بدأت ملحمة البرث، التي استشهد بها منسي.

دارت أحداث الحلقة 28 من مسلسل الاختيار حول واقعة كمين مربع البرث، التي وقعت في فجر 7 يوليو 2017، بدخول سيارتين ملغومتين لمربع الكمين، وبعدما تمكن أبطال الكتيبة 103 من التعامل معهما، دفع التكفيريون بسيارات أخرى محملة بالذخيرة والأسلحة والإرهابيين.

استمرت المواجهات بين أبطال الكمين بقيادة المنسي بين الإرهابيين على مدار ساعات طويلة حتى ظهر اليوم التالي، استشهد وأصيب عدد كبير من أبطال الكمين واحدا تلو الآخر، لم يستسلم المصاب منهم حتى آخر نفس فيه.

أوضحت أحداث الحلقة حرص رجال الجيش على الحفاظ على جثث زملائهم الشهداء أثناء المواجهات حتى لا يمثل الإرهابيون بها.

 

ظل منسي يواجه الإرهابيين حتى نفدت ذخيرته واستبدلها بذخيرة جديدة، وصعد فوق سطح الكمين ليستهدفه أحد الإرهابيين بطلقة في رأسه سقط على إثرها شهيدا، وانتهت أحداث الحلقة بوصول إمدادات الجيش بالطائرات؛ لتقضي على الإرهابيين الموجودين في مربع البرث جميعا. 

لم تكن واقعة البرث هي الأخيرة من نزيف الدم، وبعدها بـ3 أشهر فقط، ارتكبت العناصر الإرهابية عملية إرهابية أخرى في حق رجال الشرطة في سيناء، وهي حادث الواحات الإرهابي الذي راح ضحيته عدد كبير من قوات الشرطة على طريق الواحات.

رغم حرص صناع العمل على نقل أحداث الواقع كما هي على مدار شهر كامل، لا تزال محاولات أنصار جماعة الإخوان مستمرة في إنكار تجريم أفعالهم الإرهابية في حق المدنيين ورجال الجيش والشرطة، يحاولون الظهور بصورة المفترى عليه، وهو ما اتضح خلال الأيام الماضية من جانب أنصارهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

مصممة ملابس "الاختيار" عن النقاب والجلباب: شخصيات الواقع كان لبسهم كده

حاول البعض إظهار المسلسل بالمسيء للإسلام والمسلمين، بعد عرض حلقاته وظهور العناصر التكفيرية باللُحى الطويلة والجلبات، وظهور زوجاتهم بالنقاب.

وردا على ذلك، قالت ملك ذو الفقار، مصممة ملابس مسلسل "الاختيار"، لـ"الوطن"، إن المسلسل يجسد حياة شخصيات حقيقية من الواقع، وجرى مراعاة ذلك جيدا خلال تنفيذ أحداث العمل بكافة التفاصيل حتى الملابس التي يظهر بها الممثلون، "كانت الشخصيات الأصلية ترتدي نفس الشكل من الملابس"، وأضافت: "قريبة عشماوي اللي ظهرت في المشهد بالنقاب كانت في الحقيقة لابسة نقاب وطبيعي هي كانت جاية من الشارع للبيت تكون لابسة نقاب في المشهد".

إلى جانب ذلك، حاول البعض إنكار بعض الوقائع الإرهابية، بينما استشهد المسلسل بتسجيلات حقيقية وصور مرصودة بالأقمار الصناعية للعمليات الإرهابية الحقيقية التي جسدتها أحداث المسلسل.


مواضيع متعلقة