في أزمة كورونا.. اليمين المتطرف يدفع البرازيل إلى الانهيار

في أزمة كورونا.. اليمين المتطرف يدفع البرازيل إلى الانهيار
- كورونا
- وباء كورونا
- كوفيد 19
- البرازيل
- رئيس البرازيل
- كورونا
- وباء كورونا
- كوفيد 19
- البرازيل
- رئيس البرازيل
بلغ عدد إصاباته على مستوى العالم منذ ظهوره في مدينة "ووهان" الصينية 5.306.158، فيما بلغ عدد الوفيات 340.040، وصلت حالات الشفاء منه 2.160.039، إنه وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي زرع في جميع دول العالم الهلع، منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، في وسط الصين، كذلك انتشر سريعا في قارات العالم.
وقالت وزارة الصحة في البرازيل، إن البلاد أصبحت ثاني أكبر بؤرة لحالات الإصابة بالوباء في العالم بعد الولايات المتحدة بعد تأكيدها إصابة 330890 شخصا متجاوزة بذلك روسيا.
وأضافت الوزارة البرازيلية، أن البلاد سجلت 1001 حالة وفاة يومية بكورونا، أمس الجمعة ليصل إجمالي الوفيات إلى 21048 حالة، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.
وفي "ساو باولو"، أكثر المدن تضررا من كورونا، أظهر مقطع مصور من الجو صفوفًا من قطع الأراضي المفتوحة في مقبرة فورموزا مع محاولتها مواكبة الطلب.
وكانت وزارة الصحة، أوصت الأربعاء الماضي، باستخدام عقاري كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين، لعلاج الإصابات الخفيفة بالوباء، وهي الأدوية التي دفع بها الرئيس اليميني جايير بولسونارو، رغم عدم وجود أدلة قاطعة على فعاليتها.
وأوصت المبادئ التوجيهية الفيدرالية الجديدة التي أصدرتها الوزارة الأطباء بوصف الأدوية المضادة للملاريا مع بداية أعراض الإصابة بكورونا المستجد، إلى جانب المضاد الحيوي أزيثروميسين.
ويصف بولسونارو ونظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي يقارن به غالبا، الدواءين بالعلاج المحتمل لكوفيد-19، حتى أن ترامب كشف، الاثنين الماضي، أنه يتناول هيدروكسي كلوروكين يوميا كإجراء وقائي، لكن بعض الدراسات أثارت الشكوك بشأن سلامة هذه الأدوية وفعاليتها لمكافحة الوباء.
وعلى الرغم من انتشار الوباء بشكل مقلق للغاية، دعا بولسونارو مجددا أمس الأول الخميس، إلى استئناف النشاط من أجل "إنقاذ الاقتصاد".
ويستخدم الدواء في علاج الملاريا ومجموعة من أمراض المناعة الذاتية، ولم يتأكد بعدُ بشكلٍ نهائي ما إذا كان مناسبا لعلاج فيروس كورونا الذي يصيب الجهاز التنفسي، غير أنه تم إجراء دراسات وافية على الآثار الجانبية لهذا الدواء.
ويواجه الرئيس اليميني المتطرف انتقادات على نطاق واسع بسبب أسلوب معالجته للتفشي كما أنه أيضا محور أزمة سياسية متفاقمة. ومنذ بدء تفشي الوباء استقال وزيران للصحة بعد أن ضغط عليهما بولسونارو للترويج للاستخدام المبكر لأدوية الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين، كما استقال أيضا العديد من خبراء الصحة العامة البارزين، وحل محلهم عسكريون.
ولم يبد بولسونارو أي إشارة على التراجع عن إصراره على أن "كوفيد 19"هو مرض غير خطير نسبيا وأنه لا توجد حاجة لإجراءات التباعد الاجتماعي الأوسع نطاقا لإيقافه، وكان قال إنه ينبغي عزل البرازيليين المعرضين لمخاطر عالية فقط.
ويعارض الرئيس البرازيلي بشدّة، تدابير الحجر في البلد الذي تقطنه 210 ملايين نسمة، على خلفية ما يعتبره حفاظاً على الوظائف والاقتصاد البرازيلي.
وقدم وزير الصحة البرازيلي، نلسون تيش، في وقت سابق، استقالته بسبب "خلافات في وجهات النظر" مع حكومة بولسونارو، حول تدابير مكافحة كورونا المستجد، في 16 مايو الجاري.
ولم يبقَ تيش سوى أقل من شهر على رأس وزارة الصحة، وهو منصب في غاية الأهمية حاليا في البرازيل في ظل تفشي كورونا المستجد، وفقا لما ذكرته قناة"العربية" الإخبارية.
من جهتها، أشارت مصادر، إلى أن الوزير البرازيلي، وهو طبيب أورام، استقال بسبب خلافات مع بولسونارو، خاصة في ما يتعلق باستعمال عقار الكلوروكين الذي يدعمه هذا الأخير في حين لم تثبت نجاعته علميا.
وعوّض "تيش" يوم 17 أبريل الماضي، وزير الصحة صاحب الشعبية الواسعة لويز هنريكي مانديتا الذي أقاله بولسونارو عقب مجموعة خلافات ظهرت إلى العلن مع بدء مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وكان بولسونارو، أقال مانديتا المؤيد لفرض تدابير الحجر المنزلي لاحتواء وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، على عكس الرئيس، وأعلن وزير الصحة البرازيلي، لويس إنريكي مانديتا، في 16 إبريل الماضي، أنه أقيل من منصبه من جانب بولسونارو، الذي يختلف معه تماما بشأن سبل مكافحة "كوفيد 19"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
وكان الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا، وجه في وقت سابق، نداء إلى البرازيليين قال فيه "لتعملوا يجب أن تكونوا أولا على قيد الحياة"، في إسقاط على الرئيس الحالي جايير بولسونارو، الذي يخشى أن تدمر قيود التباعد الاجتماعي المفروضة لمكافحة جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" الاقتصاد، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الأوسط".
وقال مكتب المتحدث باسم رئيس البرازيل جايير بولسونارو، في وقت سابق، إن الفحوص أثبتت إصابة المتحدث أوتافيو دو ريجو باروس، بوباء كورونا المستجد، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وكان بولسونارو "يميني متطرف"، قارن الوباء في وقت سابق، بـ"إنفلونزا بسيطة"، معتبرا أنه تسبب برد فعل "مبالغ به"، ورفض الرئيس البرازيلي، تدابير مثل إغلاق المدارس والأنشطة التجارية، وفقا لما ذكرته قناة"سكاي نيوز عربية" الإخبارية.وكان بولسونارو، تعرض للطعن بسكين في 2018، ولكنه نجا من الحادث.
ورفض بولسونارو، إجراءات التباعد الاجتماعي المعمول بها منذ 17 مارس الماضي وحددها محافظو الولايات الذين امتثلوا لتوصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص الجائحة.
وشوهد بولسونارو وهو يخرق المبادئ التوجيهية الصادرة عن خبراء الصحة التابعين لإدارته، إذ ظهر وهو يتجول في المخابز ويحيي المؤيدين بمصافحة وعناق.
وكانت البرازيل اتخذت إجراءات لمنع انتشار كورونا، حيث حظرت دخول مواطني الصين ودول الاتحاد الأوروبي للبلاد دون إغلاق المطارات الدولية، وحظرت سلطات مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو، التجمعات الحاشدة.
وعلى خلفية انتشار الوباء في البلاد انخفضت شعبية بولسونارو، إلى أدنى مستوى لها، حسب استطلاعات للرأي العام، حيث وصف 30% من السكان أداءه بـ"الجيد" أو "الممتاز"، بينما اعتبره 36% "سيئا" أو "سيئا جدا"، وحمل 17% من البرازيليين الذين شملهم الاستطلاع، حكومة بولسونارو مسؤولية الأزمة الاقتصادية في البلاد، كما انتقد الكثيرون تعامل الحكومة مع أزمة كورونا.
وقال بولسونارو، في وقت سابق، "إن المجتمع البرازيلي لن يكون قادرا على تحمل شهرين أو ثلاثة أشهر من إجراءات العزل التام لمكافحة كورونا المستجد، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات من شأنها أن تلحق ضررا شديدا بالتجارة والخدمات خلال مكافحة الجائحة".
وتسبب كورونا المستجد في أزمة للأسواق المالية في البرازيل وأصيب المزيد من أعضاء النخبة السياسية بالمرض، فيما طالبت احتجاجات برحيل بولسونارو، وتأكدت إصابة مستشار الأمن القومي لبولسونارو ووزير التعدين والطاقة ورئيس مجلس الشيوخ في البلاد بالوباء.
وبولسونارو الذي يطلق عليه أحيانا لقب "ترامب الاستوائي" بسبب أسلوبه الفظ في التعبير عن آرائه والشبيه بأسلوب الرئيس الأمريكي دونال ترامب، يبدي علانية إعجابه بسيد البيت الأبيض.
وكان المدعي العام البرازيلي أوجوستو آراس طلب في وقت سابق من المحكمة العليا أن تسمح بفتح تحقيق مع بولسونارو في اتهامات بتجاوز صلاحياته، ويأتي ذلك بعد أن قدم وزير العدل البرازيلي سيرجيو مورو استقالته، متهما ا بولسونارو بالتدخل السياسي في عمل الشرطة الفدرالية التي تجري تحقيقات مع أفراد عائلته.
وقدم وزير العدل استقالته بعد قرار بولسونارو إقالة قائد الشرطة الفدرالية في البلاد، وعلى خلفية هذه التطورات بدأ أعضاء في الكونجرس بجمع التواقيع من أجل فتح تحقيق خاص في القضية.