"الساخر حتى من نفسه".. أحمد الخطيب يتحدث عن صلاح جاهين في "كلم ربنا"

"الساخر حتى من نفسه".. أحمد الخطيب يتحدث عن صلاح جاهين في "كلم ربنا"
تناول الكاتب الصحفي أحمد الخطيب مدير تحرير جريدة "الوطن"، في موضوع حلقة اليوم من برنامج "كلم ربنا" المذاع على راديو 9090، حكاية الشاعر الراحل صلاح جاهين.
وقال الخطيب: "حب الدنيا من الإيمان، إوعى تصدق اللي يقولك إن المؤمن مش ابن دنيا، هو ابن دنيا زي ما هو ابن دين".
وأضاف: "صاحب قصة النهاردة أحب الدنيا وبهره جميل صنع الخالق العظيم في كل شبر منها، آمن إن مفتاح الدنيا في مصر المحروسة بالأولياء، اللي اتقدس ترابها برسالة الأنبياء، حب كل حارة في حواريها وكل درب من دروبها، حب مصر قبليها وبحريها".
وأردف، أن مصر بالنسبة لجاهين كانت هي الدنيا الجميلة التي أحبها وعاش لها وعلمته الكلمة والمعنى: "لحكاويها ولياليها أكتب أحلى كلام، هو القلب المؤمن المزروع في بستان الضحكة الحلوة المجلجلة، والعقل المتغذي من نهر الحكمة اللي بيجري في دم كل مصري، الساخر من كل شيء حواليه حتى من نفسه".
وأشار، إلى أنه كان متأملا في الحياة بطولها وعرضها وفي البشر بحلوهم ومرهم: "يغوص في أعماق نفسه بخيرهم وشرهم، كان يعشق السباحة ويغوص في أعماق نفسه ونفوس البشر ويجيب المعنى العائم في بحر الحكمة ويحطه في كلام متروق ومتذوق، هو مكنش مجرد شاعر، كان فيلسوف أو حكيم ورث العبقرية عن جدوده الفراعنة".
وواصل: "عرف يقدم بكلام بسيط أعقد المعاني الإيمانية وقدر يعرف الإنسان يعني إيه كلمة إيمان بعد ما علمهم كلمة وطن وعلم الناس الصبر على المحن وإنها عمرها ما تقدر تهزم إنسان، لكن الملل الحاجة الوحيدة اللي تقدر تهزم الإنسان لأنها تفقده طعم الحياة وإحساسه بيها".
ولفت، إلى أن علاقته بحي السيدة زينب كانت خاصة جدًا، وجمع صداقة وطيدة بينه وبين الشيخ السيد مكاوي في حي السيدة زينب: "عشان كده النفس الصوفي كان حاضر بقوة في شعر صلاح جاهين وجوهر الصوفية الحب، وهو عاش بحب وغنى للحب، حب الوطن، حب الطبيعة المنحوتة بالعظمة والجمال وحب الإنسان اللي بيحلم بعالم أفضل وحب الله الرحمن الرحيم العليم بعباده، النفس الصوفي عند صلاح جاهين صحى الطفل اللي جواه وخلاه يتنطط بالإحساس بالبهجة والحب والوجد".
وأشار، إلى أنه في حي السيدة زينب رسم بكلامه الرشيق واحدا من تابلوهاته الجميلة "الليلة الجميلة"، وهي الرحلة التي خلدت رحلة المولد، بكل تفصيلة من تفصيلها: "من أول فتح عينك تاكل ملبن لحد عيلة تايهة يا ولاد الحلال".