أحمد صبحي غنيم يكتب تجربته.. 75 يوما من التمريض بالحجر الصحي

كتب: عبدالله مجدي

أحمد صبحي غنيم يكتب تجربته.. 75 يوما من التمريض بالحجر الصحي

أحمد صبحي غنيم يكتب تجربته.. 75 يوما من التمريض بالحجر الصحي

75 يوما قضيتها داخل الحجر الصحي في مستشفى النجيلة بمطروح، واليوم، هو أول إجازة رسمية لي، منذ بداية عملي في مستشفى العزل، أول مستشفى للعزل الصحي في مصر لعلاج مصابي فيروس كورونا، انتدبت لها في 1 فبراير الماضي، بعدما كنت أعمل في مستشفى القنطرة غرب بالإسماعلية.

مشاعر مختلطة بين الخوف والقلق انتابتني، منذ أن علمت أن شقيقتي ستكون معي في الحجر الصحي، الخوف الحقيقي رايته في أعين والدي، كيف أن تري أبنائك يذهبون لمحاربة فيروس، تسبب في وفاة الأف حول العالم، دون أن يستطيع أحد إيجاد علاج لإيقافه.

طوال تلك الفترة، لم يكن اهتمامي مقتصرا على المرضى فقط، بل كان يجب عليّ أيضا الاعتناء بشقيقتي، التي تعمل معى في ذات الحجر الصحى، فرغم أن كل منا كان يعمل في مستشفى مختلف قبل الحجر الصحي، إلا أن القدر جمعنا سويا ليعتني كل منا بالآخر.

مع بداية كل صباح، أفكار عديدة تدور في رأسي، أفكر في حيرة كيف سأهتم بعمل في رعاية المرضي المصابين بفيروس كورونا، وبين شقيقتي التي تعمل ممرضة في ذات الحجر، بعد أن جمعتهما الظروف سويا للعمل فيه.

العمل داخل "النجيلة"، لا يتوقف، الحركة مستمرة بهدف رعاية المرضى، وزيادة معدلات الشفاء لأقصى نسب ممكنة، لم تقتصر مهمتنا على علاجهم من فيروس كورونا فقط، بل رفع الحالة المعنوية لهم، لأنها لها عامل كبير في الشفاء، وفي سبيل ذلك تحمل توترهم وقلقهم الزائد بالطمأنينة.

الحذر في التعامل.. تلك هي النصيحة التي كنت دائما أوصي بها شقيقتي "إسراء"، للحفاظ على صحتها من الإصابة بالفيروس، حتى خروجها من المنزل وعودتها لزوجها وأسرتها، وكانت الوسيلة الوحيدة للقائها والاطمئنان عليها في أوقات الراحة، أو بالاتصالات الهاتفية.

مواقف عديدة صعبة شاهدتها خلال الفترة الأخيرة، من بينها إصابة أصدقاء وزملاء لي بفيروس كورونا، ووفاة بعضهم، منهم صديقي الممرض السيد المحسناوي، وكذلك وفاة ناجي صالح أمين مخزن، أفكار كثيرة دارت في رأسي، حالات الوفاة، كيف سيكون حال أسرتهم، هل شقيقتي بخير؟، وفي النهاية لأ أجد إجابات لتلك الأسئلة.

ومع أنني حصلت على الإجازة التي تمنيت الحصول عليها، ورغم أنني أجريت أكثر من تحليل أكد أنني غير مصاب بفيروس كورونا، إلا أنني أخشى الذهاب إلى منزلي، خوفا من أن اتسبب في إصابة زوجتي بالفيروس، كذلك قررت أنني لن أزور والدي، خوفا على صحتهما من الإصابة.

رغم تلك الصعوبات التي واجهتها، إلا أن تلك التجربة أفادتني كثيرا، فتعلمت منها معنى روح التعاون بين الفريق الواحد، ومعني التضحية والفداء، لحماية أرواح أخرى، كذلك زادت التجربة من حبي وتقديري لمهنة التمريض، بعدما تأكدت من تقدير الشعب والدولة لنا، خلال الفترة الماضية.


مواضيع متعلقة