حركة "النهضة" التونسية تساند هجوم تركيا والمرتزقة على قاعدة "الوطية"

كتب: محمد علي حسن

حركة "النهضة" التونسية تساند هجوم تركيا والمرتزقة على قاعدة "الوطية"

حركة "النهضة" التونسية تساند هجوم تركيا والمرتزقة على قاعدة "الوطية"

بينما تشتد المعارك في غرب ليبيا بين الجيش الوطني الليبي والمليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا والمرتزقة السوريين، تبقى تونس أسيرة أصداء الرصاص في البلد المجاور بعد أن قيدتها حركة النهضة بمصير الإرهاب الإخواني في الإقليم.

وبعدما أكد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، على أنه لا حل عسكري للصراع في ليبيا سارع بالاتصال بفايز السرائج بطرابلس لتهئنته على سيطرة قواته على قاعدة الوطية الجوية، وتتكون هذه القوات من مجموعة من الميليشيات، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين، وخبراء عسكريين أتراك.

وخلال الاتصال الهاتفي، قال الغنوشي للسراج إن تونس تتأثر مباشرة بكل ما يحدث في ليبيا، ويهمها عودة الأمن والاستقرار للدولة الجارة.

وتعد سيطرة الميلشيات الإرهابية والتركية على قاعدة "عقبة بن نافع"، بمساعدات تونسية سواء عناصر إرهابية في ليبيا أو مساندة من حركة النهضة، أزالت خشية  قادة المليشيات من القاعدة التي تنطلق منها طائرات الجيش الليبي لاستهداف الإرهابيين بالمنطقة، وقد حاولوا عدة مرات استهداف القاعدة واقتحامها منذ عام 2014 وباءت جميع تلك المحاولات بالفشل.

وأبدى الحزب الدستوري الحر اعتراضه على اتصال أجراه الغنوشي مؤخرا بخالد المشري المعروف بانتمائه للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان في ليبيا، والذي يشغل حاليا رئيس المجلس الأعلى للدولة.

الغنوشي وقف خلف المرتزقة السوريين الذين وصل عدد 9000 عنصر في طرابلس

وطالب الحزب بمساءلة الغنوشي عن أسباب هذه الاتصالات السرية التي لا تنشر على صفحة المجلس، بل يتم التضليل بشأنها.

ويقول باسل ترجمان، الخبير التونسي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن حركة النهضة كانت جزء من المجموعة المساندة سياسيا وعقائديا للهجوم الذي نفذته الميلشيات الإرهابية والقوات التركية على  قاعدة الوطية، حيث وقف الغنوشي خلف المرتزقة السوريين الذين وصل عدد 9000 عنصر في طرابلس إضافة إلى المستشارين الأتراك.

وقاعدة عقبة بن نافع في منطقة الوطية غربي طرابلس هي أكبر قاعدة جوية بالبلاد وتبلغ مساحتها 20 كلم مربع، وهي ذات بنية عسكرية كبيرة تسمح لاستيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة التي ليس بها شق مدني.

العشرات من الإرهابيين التونسيين التابعين لتنظيم داعش يقاتلون في ليبيا

وأضاف ترجمان لـ"الوطن": "حسب المعلومات المتوفرة فإن العشرات من الإرهابيين التونسيين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي و جبهة النصرة تم نقلهم للغرب الليبي للمشاركة ضمن مجموعات القتال للمحاربة ضد قوات الجيش الوطني الليبي".

وتابع الخبير التونسي: "من نتائج سيطرة هذه المجموعات الإرهابية على القاعدة التي تبعد عدة كيلومترات عن الحدود مع تونس، استعادة المبادرة في المناطق حول الحدود الليبية - التونسية، ما جعل الجيش التونسي ينتشر على الحدود بين البلدين مخافة لتكرار قيام هذه الجماعات بعمليات إرهابية داخل البلاد، فالذاكرة التونسية لا تخلو من مثل هذه العمليات كالهجوم الإرهابي في مارس 2016 على بنقردان لمحاولة إقامة داعشية، حيث ستستفيد الجماعات من الفوضى وتسعى تركيا لتطبيقها في الغرب الليبي بشكل مشابه لما حدث في شمال سوريا".

وتٲتي أهمية قاعدة عقبة بن نافع الجوية بمنطقة الوطية لموقعها المهم حيث تقع جنوب مدينة الجميل على الطريق الساحلي وتبعد عن الحدود التونسية بحوالي 55 كلم، وبإتجاة مطار طرابلس الدولي 120 كلم، وأسست القاعدة بناء علي أساس تحصينات التضاريس الجغرافية بالإضافة إلى إنشاء تحصينات خارجية.

واختتم ترجمان حديثه لـ"الوطن": "حكومة رجب طيب أردوغان عمدت تكرار الفوضى في ليبيا لنهب الثروات وعلى رأسها النفط كما فعلت في شمال سوريا وشمال العراق".

وتريد تركيا وتنظيم الإخوان استغلال القاعدة العسكرية لتصبح مركزا وحماية لخطوط تهريب السلاح من الحدود التونسية عبر حركة النهضة، حيث تم إفشال تهريب الأسلحة التركية من اللأراضي التونسية لليبيا أكثر من مرة لمساعدة التنظيمات الإرهابية في السيطرة على غرب ليبيا.

وتعد تركيا هي العامل المشترك في العلاقة بين الغنوشي وحركته النهضة من جانب وإخوان ليبيا وميليشيات حكومة طرابلس من جانب آخر، حيث طار إليها الغنوشي في يناير الماضي، في زيارة لم يعلن سببها، وما دار فيها بشكل واضح وأثارت جدلا واسعا في الشارع التونسي.

وفي مارس الماضي كشفت وثائق نشرها محامون تونسيون عن أن الجناح العسكري لحركة النهضة تكفل منذ سنة 2011، من خلال 3 كتائب سرية، بربط جسور العلاقات بين إخوان ليبيا، والتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، في ظل دعم مالي ولوجستي سخي من تركيا وقطر.

وقد لعبت تلك الوثائق دورا رئيسيا في فضح ارتباط عبدالعزيز الدغسني، صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية بتونس، بملفات حيوية مثل تسفير أكثر من ثلاثة آلاف تونسي إلى بؤر التوتر في الشرق الأوسط، بحسب الناشط السابق في الحركة الإسلامية الجيلاني العمري.  


مواضيع متعلقة