الأزهر العالمي للفتوى يعرض لكتاب "مقاصد الصوم" لسلطان العلماء

الأزهر العالمي للفتوى يعرض لكتاب "مقاصد الصوم" لسلطان العلماء
عرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لكتاب "مقاصد الصوم" لسلطان العلماء العز بن عبد السَّلام (577هـ -1181م/ 660هـ - 1262م)، وهو الكتاب الثامن ضمن مشروعه التثقيفي حكاية كتاب.
والعز بن عبد السلام، هو: أبو محمد عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السَّلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي نسبًا، والدمشقي مولدًا ونشأةً، والمصري إقامةً ومرقدًا، والشافعي تدريسًا ومذهبًا، أحد علماء الإسلام الأعلام، المُلقَّب بالعز، وعز الدين، وسلطان العلماء.
وامتازت رسالته "مقاصد الصوم" بإيجاز اللفظ والمبنى مع جلال نفعٍ ومعنى، إضافةً إلى حسن ترتيبها وتناسقها، وجمال عرضها ودقتها، وقد تألَّفت هذه الرسالة من عشرة فصول دون أن يزيد متنُها عن خمسين صفحة جمع فيهن المؤلف مقاصد الصوم، وبين وجوبه، وفضائله، وآدابه، وما يُجتنَب فيه، وتعرض كذلك لليلة القدر، والاعتكاف، وصوم التَّطوع، ثم ختمها بذكر الأيام المنهي عن الصوم فيها.
وشملت عدَّد كثيرًا من فوائد الصوم، فقال: «للصوم فوائد: رفع الدرجاتِ، وتكفير الخطيئات، وتكثير الصدقات، وتوفير الطاعات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات ... وللصوم فوائد كثيرة أخر، كصحة الأذهان، وسلامة الأبدان» ثم أعقب ذلك شرحًا وافيًا لكل مفردة مدلّلًا عليها بأدلة من الوحيين الشَّريفين، وفعل السَّلف الصالح.
كما فصَّل في آداب الصيام، ومما ذكره في ذلك: حفظ اللسان والجوارح عن المعاصي، وتعجيل الإفطار، والدعاء عنده، والفطر على الرطب أو التمر أو الماء، وتأخير السُّحور لِيُتَقَوّى به على الصوم.
ثم تكلَّم عن فضائل ليلة القدر، وسبب تسميتها بذلك، وتنزل الملائكة والروح فيها، وسلامهم على المجتهدين في العبادة، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وأنها خير من ألف شهر، وحثَّ على أن يلتمسها المُلتمسون، ويطلبها الطالبون، تأسيًا بسيدنا رسول ﷺ وصحابته الكرام.
كما تحدَّث عن وقتها ومكانها في عشر رمضان الأواخر؛ مُرجحًا أنها ليلة الحادي والعشرين أو السَّابع والعشرين، ودلَّل على ذلك.
ثم ختم المؤلف حديثه عن فضل الصوم في سائر الأيام، رمضان وغير رمضان، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.. ونحو ذلك، وبين أن الصوم يقي صاحبه من عذاب النار، وأن النبي ﷺ كان يُكثرُ منه دون أن يستكمل صيام شهر إلا رمضان؛ مُشيرًا إلى الأيام التي نهت الشريعة عن صيامها كيوم عيد الفطر، وعيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة.
وفي الجملة: فإن للمؤلف في هذا الكتاب جهدًا مُشكورًا، وشرحًا ميسورًا، يبين للمسلم ما للصيام من فضائل وبركات، وما يُفعَل أثناءه من آداب وطاعات، وما ينبغي تركه من موبقات ومنهيات.
وبعد هذا العرض المُوجَز؛ نرجو أن نكون قد وُفِّقنا لإعطاء القارئ الكريم تصوُّرًا عامًّا عن تلك الرِّسَالةِ ومؤلِّفِها، يدعوه إلى قراءتها، ويعينه على فهمها وفَهمِ أسلوب كاتبها.