تعرف على جهود الراحل صالح كامل لدعم الأزهر الشريف

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

تعرف على جهود الراحل صالح كامل لدعم الأزهر الشريف

تعرف على جهود الراحل صالح كامل لدعم الأزهر الشريف

جمعت الشيخ صالح كامل رجل الأعمال السعودي الذي توفي أمس، علاقة وطيدة بالأزهر الشريف، فهو من أكبر داعمي الأزهر طوال عمره، وتمثل أكبر تعاون ودعم منه للأزهر في مركز صالح كامل للاقتصاد، الذي أنشأه في تسعينيات القرن الماضي لدعم الدراسات والأبحاث الاقتصادية بالجامعة.

وكرّم مجلس جامعة الأزهر، خلال انعقاده الأربعاء 25 سبتمبر 2019، برئاسة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، الشيخ صالح كامل، مؤسس مركز الاقتصاد الإسلامي بالجامعة، بحضور نواب رئيس الجامعة وأمين عام الجامعة المحاسب مؤمن متولي، وعمداء الكليات بالقاهرة والأقاليم.

وتقدم المجلس بالشكر للشيخ صالح كامل على دعمه للجامعة ولمركز الاقتصاد الإسلامي بالجامعة، منذ تأسيسه، مؤكدا أنّ الشيخ صالح كامل أصبح رمزا من رموز الأمة الإسلامية، من خلال أعماله، ولم يتأخر يوما عن نداء الواجب، وخاصة مع مصر، والتي يعبر عن حبه العميق والأصيل لها ولأهلها في كل مناسبة، ولأزهرها الشريف.

وأثنى المجلس على ما يبذله الشيخ صالح كامل من جهد من أجل تنفيذ ودعم عدد من الهيئات والمؤسسات والمشاريع التي تسهم في نهضة الأمة الإسلامية اقتصاديا واجتماعيا لتتبوأ أمتنا مكانتها التى نصبو إليها جميعا.

وكان ذلك في إطار سعي الجامعة الدائم لترسيخ مبادئ الوفاء ورد الجميل، من منطلق الحديث الشريف "مَنْ لمْ يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله"، وفي ضوء توجيهات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للارتقاء، واتساقًا مع رؤية ورسالتها السامية.

تاريخ نشأة مركز الشيخ صالح بجامعة الأزهر

أنشأ الراحل مركزا متخصصا في الدراسات الإقتصادية، يسمى بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، ونشأت فكرة المركز بتبرع من الشيخ صالح عبداللَّه كامل قدمه إلى كلية التجارة جامعة الأزهر في صورة تخصيص 20 ألف جنيه بصفة جوائز تشجيعية تمنح سنويا لأفضل البحوث والدراسات التجارية الإسلامية لحفز الباحثين بالكلية على توجيه بحوثهم نحو الاقتصاد الإسلامي، ثم تطورت الفكرة إلى إنشاء وحدة تنظيمية تلحق بالكلية، وحين انتقل "مركز الأبحاث والدراسات التجارية الإسلامية" التجارة جامعة الأزهر سميت الكلية من مبناها في المقر القديم لجامعة الأزهر بحي الدراسة إلى المبنى الجديد للجامعة في مدينة نصر، وقدمت الجامعة قطعة أرض مميزة لإقامة مبنى مستقل للمركز.

وتقديرا للشيخ صالح عبداللَّه كامل الذي تبرع بإقامة المبنى وتأثيثه على حسابه الخاص، صدر القرار الوزاري رقم 138 لسنة 1982م بإطلاق اسمه على المركز ليكون "مركز صالح كامل"، ثم عدل الاسم عام 1992م إلى "مركز الأبحاث والدراسات التجارية الإسلامية"، ومنذ عام 1990م أصبحت تبعيته للجامعة بدلا من كلية التجارة.

وعن التشكيل التنظيمي والإداري للمركز، فهو وحدة من الوحدات ذات الطابع الخاص بجامعة الأزهر، وطبقا للوائح والقوانين واللائحة الأساسية للمركز، يكون للمركز مدير من بين أساتذة الجامعة المتخصصين ومجلس إدارة، ولجان علمية، وجهاز إداري.

أ- مجلس الإدارة: تنص اللائحة الأساسية للمركز على تشكيل المجلس كالآتي:-

- الشيخ صالح عبداللَّه كامل، عضوا فخريا.

- رئيس جامعة الأزهر رئيسا لمجلس الإدارة.

- نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، نائبا لرئيس مجلس الإدارة.

 - عضوان من كلية الشريعة بجامعة الأزهر.

 - عضوان من كلية التجارة بجامعة الأزهر.

 - عضوان من الشخصيات العامة ممن لهم اهتمام بالاقتصاد الإسلامي.

 - مدير المركز.

 ب- لجان المركز يوجد بالمركز أربع لجان علمية مشكلة من المتخصصين في مجالاتها من الجامعة وخارجها وهى:

 - لجنة البحوث والدراسات والمكتبة والمجلة.

 - لجنة الندوات والمؤتمرات.

- لجنة السنة النبوية الشريفة.

- لجنة التشريعات الاقتصادية. 

وعن أهداف المركز ووسائل تحقيقها، فتتلخص في إثراء البحث ونشر المعرفة الاقتصادية من منظور إسلامي، وتأهيل الكوادر اللازمة لتطبيق الاقتصاد الإسلامي، وتكوين قاعدة معلومات تتعامل حول الاقتصاد الإسلامي، والإسهام في علاج المشكلات الاقتصادية من منظور إسلامي.

الوسائل والأساليب التي يتبعها المركز لتحقيق أهدافه

 أ- عقد لقاءات علمية دورية متمثلة في:

1- محاضرات عامة دورية لكبار العلماء والخبراء.

 2- مؤتمرات دولية، بواقع مؤتمر كل سنة على الأقل ولمدة 3 أو 4 أيام.

3- ندوات محلية، بواقع 3 ندوات كل سنة على الأقل ولمدة يوم أو اثنين.

4- المنتدى الاقتصادي: وهو لقاء علمي قصير لمناقشة إحدى القضايا الاقتصادية المعاصرة ويعقد بواقع 4 منتديات سنويا.

5- الحلقات النقاشية: وهي لقاء علمي دوري يعقد كل شهر دوريا لمناقشة إحدى القضايا العلمية أو التطبيقية.

 ب- عقد دورات تدريبية وحلقات دراسية، باستمرار على مدار العام في مجالات متعددة منها.

ج- إنشاء قاعدة معلومات تتمثل في:

1- مركز السنة النبوية الشريفة: لإدخال كتب السنة على الحاسب الآلي وتم حتى الآن إدخال٢١ كتاباً من كتب السنة بعد الإعداد العلمي لها.

2- المكتبة الميكروفيلمية: وتحتوى على رسائل الماجستير والدكتوراه التي منحتها جامعة الأزهر منذ إنشائها مسجلة على أفلام ميكروفيلم وتوجد أجهزة لقراءة الأفلام وإمكانيةا لتصوير منها على أوراق أو نقلها على أسطوانات كمبيوتر ومتاح للجميع الإطلاع عليها.

3- عدد 5 مكتبات متخصصة تحتوى على نحو 12 ألف كتاب في كل من: مكتبة الحديث وبها عدد 2697 كتابا، مكتبة العلوم الإسلامية وتشمل: تفسير وعلوم القرآن، فقه، عقيدة،وعظ وإرشاد، ثقافة إسلامية وبها عدد 3604 كتابا، مكتبة الاقتصاد الإسلامي وبها 2210 كتابا، مكتبة اللغة العربية والتاريخ وبها عدد 1659 كتابا، مكتبة اللغات الأجنبية و بها عدد 811 كتاب، إضافة لتلقي المركز مكتبات كاملة إهداء من بعض الأساتذة وضعت في مكان خاص بأسمائهم، وتوجد مكتبة للدوريات العلمية سواء المشتراة أو التي يتلقاها المركز بصفة هدايا من جهات محلية ودولية.

4- إعداد وإصدار أعمال علمية إنشائية متوفرة في صورة مجلدات من عدة أجزاء أو على أسطوانات كمبيوتر. مثل كشاف المؤلفات في الاقتصاد وكشاف مصطلحات ومفاهيم الاقتصاد الإسلامي – الكشاف الاقتصادي للقرآن الكريم (تم طبع المجلد الأول فقط) وجاربإعداد الكشاف الاقتصادي للسنة النبوية الشريفة.

 هـ- النشر العلمي، ويتمثل في:

1- طباعة جميع اللقاءات العلمية في مجلدات.

2- الأعمال الإنشائية.

3 - مجلة علمية محكمة دورية كل 4 أشهر.

4- سلسلة دراسات وبحوث دورية.

هـ- جوائز الشيخ صالح كامل التشجيعية في الاقتصاد الإسلامي استمرارا للفكرة الأساسية لإنشاء المركز يقدم سعادة الشيخ صالح عبداللَّه كامل سنويا 20 ألف جنيه، تمنح للبحوث الفائزة والتي يعلن عن موضوعها كل عام وقد تكرم سعادة الشيخ صالح عبدالله كامل ورفع المبلغ إلى 30 ألف جنيه بدءاً من 2003.

 و – الاستشارات وخدمة المجتمع: 

1- يقدم المركز استشارات بشأن بعض القضايا والمشاكل للعديد من الجهات، حكومية وغير حكومية.

2- مساعدة الباحثين من الجامعات في اختيار موضوعات لبحوثهم للماجستير والدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي وفي توجيههم أثناء إعداد رسائلهم.

ونعى الأزهر الشريف، وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رجل الأعمال السعودي الشيخ صالح كامل، والذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز 79 عامًا.

وأكد الأزهر أنّ الفقيد عرف عنه المسارعة إلي الأعمال الإنسانية والخيرية، ولم يتأخر يوما عن مساعدة المحتاجين، فكان رحمه الله من رواد العمل الخيري والإنساني.

وقدّم الأزهر بخالص العزاء لأسرة الراحل، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.


مواضيع متعلقة