فقدت 15 فردا.. شاهدة على حادث أقباط المنيا: حاولنا تجاهل مشهد الاختيار

كتب: ماريان سعيد

فقدت 15 فردا.. شاهدة على حادث أقباط المنيا: حاولنا تجاهل مشهد الاختيار

فقدت 15 فردا.. شاهدة على حادث أقباط المنيا: حاولنا تجاهل مشهد الاختيار

حادث وقع منذ 3 سنوات.. حافلتان تقلان مجموعة من الأقباط من محافظة بني سويف في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل، تحولت وجهتها إلى السماء حيث نالوا الشهادة على يد جماعات الغدر والإرهاب في مدينة العدوة، بمحافظة المنيا، وهو ما رصده مسلسل الاختيار الذي يجسد حياة البطل الشهيد أحمد صابر منسي في حلقة اليوم.

"نشكر ربنا مجابوش مشاهد كتير من الصعبة" تقول حنان عادل، الشاهدة على حادث دير الأنبا صموئيل حيث كانت ضمن الركاب وفقدت 15 فردا من أسرتها فأصبحت أرملة شهيد ووالدة أصغر شهيدة في حادث أتوبيس المنيا "مارفي"، وابنه لشهيدة وسلفة لآخر فهي امرأة وجدت نفسها وحيدة بين جثث أحبائها.

تقول "حنان" التي ترعى أبناء أختها الشهيدة الثلاث الصغار والذين فقدوا أباهم وأمهم في حادث أتوبيس المنيا مع ابنتها الناجية مارينا إنها كانت تشاهد الحلقة مع أبنائها وحينها سألوها "ماما مش دي الحادثة بتاعتنا وسكتوا" وأنا حاولت أتجاهل، وتابعت "الحادثة متنستش سايبة علامة في كل واحد مفيش مجال أتكلم معاهم، مريم بنت أختى طفلة واخدة 4 رصاصات في رجلها أقولها إيه".

المشاهد التي لا تنسى وتتكرر في ذاكرتهم تؤمن حنان أنهم نجوا ليكونوا شهود على ما حدث قائلة إن بعد هجوم الإرهابيين عليهم وهم يرتدون ملابس الجيش لكن يخفون وجوههم بقماش أسود، اتجهوا لمهاجمة أتوبيس العمال ثم عادوا للأتوبيس مرة أخرى لحرقه بالجاز وتفجير قنبلة لكن الله لم يأمر بما حاولوا تنفيذه ونجت مع من تبقى من الحادث ليكونوا شهودا على ما حدث.

وتتابع حنان أنها ترعى أبناء أختها الصغار لتقارب عمرهم مع أعمار أولادي أما الكبار فهم مع جدتهم، "ماذا نقول لأطفال وجدوا والديهم غارقين في دمائهم على الأرض، فكيف لطفل، في إشارة للطفل هدرا والذي نجا من الحادث، قبل أن يفطم يبحث عن والدته ولا يجدها".

ورغم بشاعة الحادث ومشاهده التي لا تفارق ذاكرتها إلا أن "حنان" لا تزال تصلي من أجل خلاص نفوس الإرهابيين وأن يناديهم الله ليتوبوا عن أعمالهم وما أذاقوه للناس قائلة: "أنا نفسي ربنا يفتح عينهم وبصلي لهم من أول يوم الحادثة لأنهم كانوا سبب بركة لينا".

وكانت مجموعة من العناصر الإرهابية يستقلون 3 سيارات دفع رباعي عام 2017، هاجموا وحاصروا الحافلات وبدأوا في إطلاق النيران بشكل عشوائي، وانتقلت القيادات الأمنية إلى محل الواقعة وتبين وقوع الحادث أثناء سير الأتوبيس بأحد الطرق الفرعية الصحراوية، متوجها إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، وأسفر عن استشهاد 26 مواطنا وإصابة آخرين، وتم فرض كردون أمني بالمنطقة. 

 


مواضيع متعلقة