أوروبا ترفض أطماع تركيا في شرق المتوسط.. وأنقرة تلجأ لإسرائيل

كتب: محمد حسن عامر

أوروبا ترفض أطماع تركيا في شرق المتوسط.. وأنقرة تلجأ لإسرائيل

أوروبا ترفض أطماع تركيا في شرق المتوسط.. وأنقرة تلجأ لإسرائيل

خلق الخلاف القبرصي التركي إدانة جديدة لعمليات الحفر التي تقوم بها أنقرة قبالة السواحل القبرصية من قبل أوروبا التي تسعى لحصار أطماع نظام رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط، بينما تسعى "أنقرة" لاستقطاب إسرائيل.

وأدان الاتحاد الأوروبي، مساء أمس، تحركات تركيا قبالة سواحل قبرص في إطار نزاع مرتبط بالتنقيب عن حقول الغاز، متهما أنقرة بـ"مفاقمة" الخلافات. وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد دعت تركيا مرارا إلى وقف حفريات التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص؛ لأنها تتداخل مع المنطقة الاقتصادية لقبرص العضو في التكتل الأوروبي.

وفي وقت سابق هذا العام، جمد الاتحاد الأوروبي أصول مواطنين تركيين مشاركين في العمليات ومنعهما من دخول أراضيه، لكن أنقرة لم تتراجع. وقال وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك: "نأسف لأن تركيا لم تتجاوب مع النداءات العديدة للاتحاد الأوروبي لوقف مثل هذه النشاطات".

يأتي هذا تزامنا مع حديث عدد من وسائل الإعلام عن اجتماع سري عقد في تركيا شارك فيه وفد إسرائيلي؛ لبحث إمكانية التوصل مع المسئولين الأتراك، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن إتاحة التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط.

باحث في الشأن التركي: أنقرة تتفاوض بشأن خط الغاز مع تل أبيب منذ 2016

في هذا السياق، قال محمد ربيع الديهي الباحث المتخصص في الشأن التركي، إن الواقع يقول إن تركيا أرسلت وزير الطاقة التركي برات البيراق في عام 2016 للتفاوض مع نظيره الإسرائيلي يوفال شتاينتر، وقتها حول إمكانية إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى تركيا وأوروبا، لكن تل أبيب عدلت عن فكرة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية والذي كانت تصل تكلفتها لـ 3 مليارات دولار.

وأضاف، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "التراجع يعود إلى المخاوف الأوروبية من الاستخدام السياسي للغاز من قبل أردوغان، ما جعل المشروع يتحول إلى أنبوب غاز إسرائيلي يمر عبر اليونان بتكلفة مضاعفة، ويشمل المشروع البديل أيضا تصدير الغاز القبرصي المستخرج مع الغاز الإسرائيلي في نفس الأنبوب".

الديهي: زيارة الوفد الإسرائيلي إلى تركيا تؤكد مدي ازدواجية النظام التركي في التعامل مع تل أبيب

وقال "الديهي": "أما زيارة الوفد الإسرائيلي في هذا التوقيت تؤكد مدي ازدواجية النظام التركي في التعامل مع إسرائيل، حيث تستخدم شعارات لدغدغة مشاعر المواطنين والشعوب العربية والإسلامية من خلال التصريحات الصحفية المتشددة أن إسرائيل عدو، في حين تقيم أنقرة مع إسرائيل علاقات قوية، كما تسعى أنقرة للتودد لإسرائيل بهدف عقد مشاورات معها في السر حسب مصالحها حتى لو كانت فتح الأراضي التركية لإرضائها".

الديهي: زيارة الوفد الإسرائيلي بالتزامن مع تنقيب تركيا عن الغاز قبالة ليبيا أمر يثير الانتباه

وقال الباحث المتخصص في الشأن التركي، إن زيارة الوفد الإسرائيلي تأتي تزامننا مع إعلان أنقرة التنقيب في ليبيا عن الغاز وهذا أمر يثير الانتباه، لكن يمكننا الحديث عن أن زيارة الوفد الإسرائيلي لتركيا تأتي من أجل جولة جديدة من المباحثات مع المسئولين الأتراك، بهدف التوصل إلى مسودة اتفاق للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط"، مضيفا: "إلا ان التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين غير ممكن في الوقت الحالي، بسبب الاتفاقات السابقة بين قبرص وإسرائيل، وفي حالة دخلت إسرائيل في اتفاق مع تركيا فهذا من شأنه أن يلغي فاعلية الاتفاقات السابقة ويثير أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وقبرص واليونان".

ورحب الاتحاد الأوروبي، أمس، بجهود قبرص من أجل التفاوض حول هذا الخلاف، مؤكدين أن التصعيد الأخير في التحركات التركية يسير مع الأسف في الاتجاه الخاطئ.

يأتي هذا في وقت تقوم السفينة التركية "يافوز" بالحفر قبالة سواحل قبرص منذ نهاية أبريل الماضي. وقد أكد وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أمس الأول أن أعمال الحفر لن يتوقف.  


مواضيع متعلقة