م الآخر| مصر تبحث عن شعبها
![م الآخر| مصر تبحث عن شعبها](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/227618_Large_20140506082155_7.jpg)
أين أنت أيها الشعب؟
بتُ أبحثُ عنكَ في كل مكان؟
فأين أنت بعد ما ضاقت بي الطرقات؟.. بعد ما زاد بي الفساد؟.. بعد ما انطفأت بي الفرحة والضحكات؟
هو ده حال مصر، وحال كل المصريين، ظلوا يبحثون عن الضحكة التي اختفت، وكنا أكثر شعب نوصف بها، فبعد ما يحدث في البلد لا نجد ما يضحكنا، ولا يعيننا على المعيشة، ولا نجد راحة البال بها، وأمثل حال بلدنا مصر والوطن العربى أجمع بقصة طريفة تصفُ حالنا، وهي أنه يوجد بلد بها حاكم ديكتاتور على شعبه، وقاسي في حكمه.
وذات يوم هذا الملك أتى بفيل ضخم تركه يجوب في البلد، والناس تخشى أن تقترب منه لأنه "تبع" الملك، فظل الفيل يهدم منازل، ويعم فسادًا في الأرض، ولا أحد يستطيع أن يقول شيء، ويسأل الملك حاشيتة بكل فخر وكبرياء.. ما بال الفيل أهو مسرور أم لا؟.
فيرد عليه الوزير ويقول: نعم يا مولاي.. الفيل ينعم بحياة رغدة وزاهية، ويعمل ما له في البلدة، ويؤكد على كلام الوزير باقي الحاشية الفاسدة، فيُسر الملك بما يسمعه من أقاويل ترضية فقط، ولا ينظر بعين الرحمة إلى شعبه المطحون الكادح في الطرقات يأمل أن يجد لقمة عيشه.
وذات يوم قد مل الشعب من هذا الفيل الضخم ومن صاحبه، وقد اتفقوا على أن يجتمعوا، ويثوروا على هذا الملك في كلمة واحدة "بأن الفيل يمشي في الطرقات، ويعم الفساد، والخراب بالبلدة"، وحينما يرى الملك تجمع الشعب كله، فلا يستطيع أن يسجن هذا العدد، ويرضخ إلى مطالبهم، واتفق الشعب على تنفيذ ذلك،
ووكلوا واحدًا منهم أن يقول للملك المطالب الشعبية، وباقي الشعب يقول ورائه "آمين" كي يؤكدوا كلامه.
فأخذوا بعضهم البعض إلى قصر الملك الظالم، ووقفوا أمامه، وفجأة نظر الشعب حوله؛ فوجد جيش الملك قد حاصرهم من جميع الجهات، وأخذ الرجل الذي وكلوه بأخذ موقعه تحت شرفة الملك، وناداه بأعلى صوته قائلًا: أيها الملك..أيها الملك.
فخرج الملك من شرفته، وقال له نعم.. مابكَ.
قال الرجل: مولاي.. الفيل يامولاي، ولم يجد أحدًا يردد ورائه
قال الملك: ما به؟
قال الرجل: الفيل يا مولاي، ولم يجد أحدًا خلفه
قال الملك: (وقد فاض به الغيظ) ما به أيها الرجل؟
نظر الرجل خلفه فلم يجد أحدًا من الشعب، وقد هرب كل الشعب من الساحة؛ خشية البطش بهم.
فقال الرجل: (وقد وعى أنه قد فُني وهلك) بصوتٍ رقيق: الفيل يا مولاي نجده كئيبًا، وبلا ونيس يؤنس وحدته، وقد خشينا عليه من الهلاك، فنطلب منك بمن يؤنس وحدته.
(ضحك الملك بكبرياء وعلى الفور أمر الملك من وزيرة بإحضار أنثى فيل؛ كونيس للفيل الأول)، وزاد الفساد فسادًا عن قبل، وذلك لهروب الشعب من المواجهة ضد الفساد، والدكتاتورية، والطغيان، وهذا هو الحال الذي نعيشه.
فلكي الله يا مصر، ونأمل عودة الشعب لكي في أقرب وقت، وبأحسن حال.