مجلة فرنسية: الصداقات التركية القطرية للغنوشي تحرج الأغلبية
تميم أمير قطر
تلعب علاقة راشد الغنوشي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والدول الداعم لهذا التنظيم دورا كبيرا في تراجع حزب النهضة في تونس، كما أكد المحلل السياسي الفرنسي ماثيو جاتيه على صفحات مجلة جوين أفريك الفرنسية.
وكتب جاتيه أن تأجيل مشروعي قانونين في نهاية أبريل يكشف عن نقاط ضعف الائتلاف الحكومي بقيادة النهضة، وأدت علاقات زعيمه، راشد الغنوشي، مع الحركة الإسلامية الدولية إلى إبعاد حلفائه عن السلطة.
وحسب التقرير وقع مجلس نواب الشعب في تونس على عشرات من الاتفاقيات الاستثمارية الثنائية التي تسمح للهياكل الأجنبية بالاستقرار في تونس. لكن في 29 و30 أبريل أثار اثنين من القوانين الخاصة بهذه الاتفاقيات الثنائية حالة من الجدل داخل البرلمان التونسي، وأضاف التقرير أن هوية الأطراف الثانية في هذه الاتفاقيات هي التي أشعلت حالة الغضب التونسي "تركيا صندوق قطر للتنمية".
وأضاف التقرير أن هذا التحفظ داخل البرلمان التونسي كشف عن ضعف الائتلاف الحكومي واتساع نطاق المعارضة التونسية.
وألقى التقرير الضوء على الدور الذي لعبته عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض، في الكشف عن المخاطر الناتجة عن مثل هذه الاتفاقيات مع تركيا وقطر، ولقد أكدت عبير موسى أن هذه النصوص تضر بالسيادة الوطنية بشكل خطير، كما أنها ستسمح للمستثمرين الأتراك و صندوق قطر بتحويل الأموال دون قيود عبر تونس.
تعود المخاوف التونسية إلى حقيقة أن هذين البلدين يلعبان دور في ليبيا، وبالتالي من خلال هذه الاتفاقات وبدعم من النهضة، يمكن أن تتحول تونس إلى قاعدة لوجستية لدعم الإخوان المسلمين هناك، كما تؤكد رئيسة الحزب الدستوري الحر.
الدور قطري في إطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية يكشف عن علاقات نظام تميم الواسعة مع التنظيمات الإرهابية
لعبت قطر دور في إطلاق سراح سيلفيا رومانو، موظفة الإغاثة الإيطالية التي اختطفت قبل 18 شهرا في شرق إفريقيا، ووصلت سيلفيا إلى روما يوم الأحد 10 مايو على متن طائرة بعد يوم من إطلاق سراحها، بعد أن كانت مخطوفة من قبل حركة الشباب الصومالية في نوفمبر 2018.
وألقت العديد من وسائل الإعلام الإيطالية الضوء على هذا الدور القطري الذي تضمن دفع فدية إلى الإرهابيين الذين خطفوا سيليفا في الدوحة.
وحسب جريدة كورييا الإيطالية الشهيرة في تقرير بعنوان "سيلفيا رومانو ودور الوسيط القطري"، يسلط الضوء على الدور القطري في إطلاق سراح سليفيا وعلاقة الإمارة الخليجية بالقوى المتطرفة.
لقد وصلت سيلفيا إلى مطار شيامبينو في روما وكان في استقبالها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي و ووزير الخارجية لوجي دي مايو، كما من المتوقع أن تلتقي مع مسؤولي الادعاء العام في روما في وقت لاحق.
وحسب دي مايو فإنه تم العثور على سيلفيا في الصومال على بعد نحو 30 كيلومتر من العاصمة مقديشو وإن إطلاق سراحها تم بفضل جهود وكالة المخابرات الخارجية. وذكرت الصحف الإيطالية أن أجهزة المخابرات الإيطالية عملت مع نظيراتها الصومالية والتركية من أجل تحرير رومانو.
تاريخ طويل
حسب الجريدة الإيطالية هناك علاقات قوية تربط بين قطر وإيطاليا سواء في مجال الاقتصاد أو التعاون العسكري. في هذا الإطار لعبت قطر دور الوسيط في إطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية.
حسب التقرير لدى قطر تاريخ طويل في مجال تحرير الرهائن. لقد تصرفت قطر في كثير من الأحيان كوسيط، وفي حالة واحدة أنفقت ما يقرب من مليار دولار ضرورية لإطلاق سراح 26 مواطن، من بينهم بعض أفراد العائلة المالكة.
وأضاف التقرير أن ذلك أسفر عن اتهام قطر بمساعدة الحركات الراديكالية مثل النصرة. "يشير منتقدي الدوحة أن دفع الفدية يعد طريقة غير مباشرة لمساعدة الفصائل الخطرة".
جدير بالذكر أن دراسة لمؤسسة راند الأمريكية بعنوان "الأخوة في السلاح-توحيد المحور القطري التركي" قد أشارت أن في عام 2014، زعمت تقارير صحفية أن قطر دفعت ملايين الدولارات كفدية لتنظيم جبهة النصرة لإطلاق سراح الراهبات السوريات، والصحفي الأمريكي بيتر ثيو بادنوس، و 45 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفي أغسطس 2015، أدرجت الولايات المتحدة اثنين من الممولين المزعومين من قطر على القائمة السوداء، وهي طريقة لتحذير دولة ما زالت تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية هي قاعدة العديد.
الدوحة وحركة الشباب
جدير بالذكر أن لقطر علاقة واسعة بحركة الشباب التي اختطفت عاملة الإغاثة الإيطالية. حسب دراسة مؤسسة راند الأمريكية تعد قطر من بين الداعمين الرئيسيين لحركة الشباب، وفقا لمقابلة أجريت عام 2017 في دير شبيجل الألمانية مع قائد لحركة الشباب تحول إلى مخبر. وادعى عضو حركة الشباب أن شيوخ قطر جلبوا 20 مليون دولار للصومال في عام 2016 ذهبت إلى جيوب زعماء حركة الشباب الذين استخدموا الأموال في النفقات الشخصية ومن أجل دفع الأموال إلى الإرهابيين وشراء الأسلحة.
في يوليو 2019، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين سفير دولة قطر لدى الصومال ورجل أعمال قريب من الأمير القطري، حيث أشار الأخير ويدعى كايد المهندي إلى أن قطر ترعى الهجمات الإرهابية في الصومال من أجل تعزيز مصالحها. وتعليقا على انفجار سيارة مفخخة في ميناء بوساسو في شمال الصومال، زعم المهندي قائلا: "نحن نعرف من يقف وراء هذا الهجوم، والذي كان يهدف إلى دفع الإماراتيين إلى مغادرة الصومال"، في إشارة إلى المصالح التجارية لدولة الإمارات العربية المتحدة في الصومال. . تدير شركة إماراتية تسمى P&O Ports ميناء بوساسو.
وأشارت الدراسة أن مستشار كبير سابق للرئيس السابق للصومال قد زعم أن الجمعيات الخيرية القطرية - بما في ذلك مؤسسة قطر الخيرية- تعمل مع أشخاص تشتبه الحكومة الصومالية في أنهم مرتبطون بحركة الشباب. ادعى المستشار كذلك أن هذه الجمعيات الخيرية تعمل في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون أو تشتهر بانتشار الفكر المتطرف.