شيخ الأزهر: التواضع يستلزم السماحة في القول والأدب في الفعل

شيخ الأزهر: التواضع يستلزم السماحة في القول والأدب في الفعل
قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إنّ الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه قائلا: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ"، وقد يقال لما أمر الله نبيه بالتواضع للمؤمنين خاصة ولم يأمره بالتواضع عن غيرهم؟، والجواب أنّ التواضع لأهل الكفر والطغيان مذلّة وخضوع وانكسار، ومعاذ الله أن يأمر برذيلة من هذه الرذائل اللا آدمية.
وأضاف شيخ الأزهر خلال برنامجه "الإمام الطيب"، المذاع على شاشة قناة dmc، أنّه يرد في سياق الموضوع ذاته قوله تعالى: "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"، وفي معناه أيضا في قوله تعالى: "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، موضحا أنّ معنى "لا تصعر خدك للناس" أي لا تشح وجهك للناس كبرا وإعراضا عنهم.
وأشار إلى أنّ التواضع والرفق ولين الجانب، هو ما يستلزم السماحة في القول والأدب في الفعل، وليس التواضع مذلة أو مهانة، فالبُعد بينه وبين هاتين الرذيلتين هو بعد ما بين المشرق والمغرب، فالتواضع فضيلة ترتبط أشد الارتباط وأوثقه بفضائل أخرى كالرحمة بالعباد وخفض جناح الذل لهم، وكذلك الخشوع لله تعالى والخضوع لعظمته وسلطانه، أما الذل فهو بذل النفس وبيعها في سوق الشهوات والأغراض، ويتبعه بالضرورة الهوان والمهانة واعتيادهما.