كيف فشلت إيران في مواجهة كورونا؟

كتب: سمر صالح

كيف فشلت إيران في مواجهة كورونا؟

كيف فشلت إيران في مواجهة كورونا؟

ألقى تقرير جديد لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، الضوء على التناقضات التي ظهرت في طريقة تعامل النظام الإيراني لمنع تفشي فيروس كورونا على أراضيها.

التقرير الذي نشره موقع "سكاي نيوز العربية"، أشار إلى أن تعامل إيران مع الأزمة تمثل في التحذيرات الأولية التي أصدرتها وزارة الصحة، إلى جانب السياسات غير المتسقة لرئيس البلاد، واتباع نظريات المؤامرة من جانب المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما أدى إلى حيرة الشعب في تصديق البيانات وكيفية التصرف تجاه هذه الأزمة.

كيف تعاملت إيران مع أزمة فيروس كورونا؟

في غضون وقت قليل، ارتفعت أعداد الإصابة والوفاة بفيروس كورونا في إيران، وتحولت في فبراير الماضي إلى ثاني أكبر بؤرة لانتشاره بعد الصين، بلد المنشأ، وتحدث بعض التقارير عن تهاون الحكومة في التعامل مع هذا الخطر.

في بداية ظهور الوباء في البلاد، تحدثت بيانات وزارة الصحة الإيرانية، عن أن كورونا انتشر في البلد، بسبب أشخاص دخلوها بطريقة غير قانونية، من باكستان وأفغانستان، أو بشكل غير مباشر من الصين.

وفي وقت سابق، اتهم أحمد أميريبادي فرحاني، نائب مدينة قم الإيرانية، حيث ينتشر الفيروس بشكل كبير هناك، السلطات بالتأخر في إعلان الإصابات، ووصف الوضع في قم بـ"السيئ"، خاصة بعد أن غادر بعض مسؤولو الصحة المدينة.

وفي المقابل، دعا وزير الصحة الإيراني سكان مدينة قم إلى عدم مغادرتها، وسكان باقي المناطق الإيرانية إلى عدم زيارة المدينة.

التكتم والتهوين من حجم الأزمة

وبحسب سكاي نيوز، أدى تكتم المسؤولون الإيرانيون، إلى تفشي الوباء بين المواطنين وأضحت قم بؤرة الوباء في إيران، وباتت تشكل خطرًا على دور الجوار، حيث أعلنت السلطات العراقية في مدينة النجف جنوبي بغداد، عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، في فبراير الماضي، لمواطن إيراني دخل إلى البلاد، قبل قرار منع دخول الإيرانيين.

وبعد أن تهاونت السلطات الإيرانية في التعامل مع الأزمة، اتخذت دول الجوار إجراءات حازمة تمثلت بإغلاق الحدود مع إيران ووقف الرحلات الجوية منها وإليها.

وأعلنت أفغانستان وباكستان وكردستان وتركيا وأرمينيا والعراق والكويت والإمارات والسعودية وعمان، غلق المعابر الحدودية مع إيران، ووقف الرحلات الجوية، لمنع تسلل الفيروس الخطير إلى أراضيها.

وفي نهاية أبريل الماضي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه يجب على الإيرانيين توخي الحذر، وليس الخوف من فيروس كورونا، في الوقت الذي خففت فيه البلاد القيود في محاولة للعودة للحياة الطبيعية. 

وقال روحاني للمواطنين: "إن الخوف المفرط والقلق المفرط والهلع المفرط أسوأ من هذه الكورونا نفسها ويمكن أن يدمر ذلك حياة الناس ويقلق راحتهم". حيث حاول الرئيس الإيراني، التهوين من حجم الأزمة في بداية الأمر، ولم يأمر بإغلاق البلاد على غرار عدد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط، ثم جاءت الاحتفالات ببداية العام الجديد في شهر مارس، حيث يسافر خلاله الإيرانيون بأعداد كبيرة، ما تسبب في تفشي المرض على نطاق واسع.

وعاد الإيرانيون إلى المتاجر والأسواق والحدائق خلال الأسبوع الأخير من أبريل مع تخفيف البلاد القيود المفروضة بسبب كورونا بعد أن تراجعت الزيادة اليومية في عدد حالات الوفاة إلى أقل من 100 منذ 14أبريل.

اتهامات لأمريكا بأنها معوق لاحتواء الأزمة

فيما قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، إن تفشي فيروس كورونا في الصين وإيران ناتج عن هجوم بيولوجي إرهابي.

وأضاف في تصريح صحفي، نقلا عن موقع روسيا اليوم: "لو لم تكن العقوبات الأمريكية لتمكنت طهران من مواجهة الهجوم بسهولة".

تضارب الأرقام حول الوفيات

وتناقضت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الحكومة بشأن أعداد الإصابات والوفيات، أما المعارضة الإيرانية أفادت في بيان لها إن عدد الضحايا يفوق الأعداد الرسمية المعلن عنها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مقاطع فيديو تظهر عمليات دفن موتى في مقابر جماعية، يقال إنها في مدينة لانجرود شمالي إيران.

وردًا على الاتهامات المتتالية التي تطالها، أعلنت السلطات الإيرانية استعدادها لإجراء فحوص على عشرات الآلاف من المواطنين مما يؤكد المخاوف من تفشي المرض هناك.


مواضيع متعلقة