«أشرف»: خرج ليصلى.. فعاد بـ«شلل رباعى»

كتب: شيماء عادل

«أشرف»: خرج ليصلى.. فعاد بـ«شلل رباعى»

«أشرف»: خرج ليصلى.. فعاد بـ«شلل رباعى»

يجلس على فراشه متوسطاً طفليه، لا يفارق مكانه إلا وقت الضرورة، ومضة سريعة من مصباح لونه أبيض جعلته يشير إلى طفله «حسن» صاحب الأعوام الـ8 ليفتح الباب ويستقبل زميل أبيه «حسن»، يعتدل فى جلسته ويصافح رفيق المنطقة والمستشفى الذى قضى فيه 3 أعوام من أجل الاستشفاء من رصاصات غدرت بهما عصر جمعة الغضب 2011. يتوسط «حسن» الطفلُ أباه «أشرف الشحات»، صاحب الأعوام الـ40، وصديقه، ليبدأ فى ترجمة كلام والده الذى يعانى من فقدان السمع وعدم القدرة على الكلام، يتذكر كل منهما يوم إصابته فى جمعة الغضب، يترجم الطفل إشارة والده: «كان رايح يصلى العصر فى المسجد وعدى على ميدان المطرية، لقى حركة غريبة وواحد بيشاور له، بس هو مكانش فاهم إيه اللى بيحصل قدامه، كان فاكرها خناقة، اتصاب بـ3 طلقات خرطوش فى ضهره وساعتها وقع مكانه». يشير الوالد إلى قدميه بحزن شديد، وهو ما علق عليه الطفل: «أبويا أول ما اتصاب الناس شالوه وجابوه على البيت، وفضل قاعد لحد الساعة 12 بالليل، عقبال ما عرفنا ننقله لمستشفى القبة العسكرى، وهناك عمل 3 عمليات فى ضهره، ومن ساعتها وهو بقى مصاب بشلل رباعى». الجراحات التى أجراها لإزالة الخرطوش من جسده لم تنهِ معاناته، فما زالت هناك رصاصة مستقرة أسفل العمود الفقرى رفض الأطباء إزالتها بحجة أنها قد تصيبه بشلل كلى، ما جعله يرضى بالأمر الواقع، فالشلل الرباعى بالنسبة له أفضل بكثير من الشلل الكلى، ليضيف مدرس الرسم الذى يعمل بإحدى المدارس الأزهرية إلى قائمة معاناته من عدم السمع والقدرة على الكلام مرض الشلل الرباعى. معاناة ثالثة كشف عنها صديقه «حسن» عندما قاطع ابنه الصغير كاشفاً الغطاء عن بطن صديقه، مشيراً إلى أحد جانبيه الذى تخرج منه أنبوبة قائلاً: «للأسف الدكاترة هنا استسهلوا، ولما كان أشرف بيعانى من عدم قدرته على التبول أو التبرز الدكاترة فتحوا له فتحة فى جنبه ووصلوا أنبوبة بمعدته للتبرز وأخرى للتبول، فيه حد فى العالم يتخيل إنه يعيش طول حياته يتبرز من جنبه؟!». يشير «أشرف» بعلامات يترجمها ابنه: «أنا مش عايز حاجة من الدولة غير إنها تساعدنى فى السفر وأشيل الخرطوشة اللى فى ضهرى، وأقدر أعيش حياتى بشكل طبيعى، وألا تقتصر حياتى على الجلوس فى المنزل وسط الطفلين محمد وحسن، اللذين يعتبران نقطة التواصل مع العالم الخارجى».