م الآخر| البحث عن فضيحة

م الآخر| البحث عن فضيحة
إذا أردنا أن نتحدث عن الشائعات سنجد أنه في السابق كانت أكثر الشائعات مرتبطة بالفنانين، فمن أشهر الشائعات التي نتذكرها في أواخر التسعينات.. أن الفنان الراحل صلاح قابيل تم دفنه وهو حي، وشائعة أخرى.. أن الفنان عادل إمام سوف يسدد ديون مصر بشرط أن توضع صورته على الجنيه المصرى، وغيرها من الشائعات الشهيرة التي لازالت محفورة في أذهاننا، وربما نضحك عندما نتذكرها؛ لأنها شائعات معدودة مرتبطة بزمن معين عشناه، فأصبحت شائعات شاهدة على العصر.
أما الآن بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتعدد وسائل الاتصال، فقد تطورت الشائعات شكلًا ومضمونًا، وأصبح ترويج الشائعات علم يتم تدريسه في الغرف المغلقة، ومهنة مدفوعة الأجر يمتهنها كل أفّاق أثيم، فالشائعة أصبحت موثقة بالصور المفبركة بحرفية عالية لتكون أقرب للحقيقة، واللجان الإلكترونية التي تمارس الدعارة بالكلمات تعمل لصالح أعداء الوطن، وتتقاضى الأجر مقابل ترويج الأكاذيب، وتعمل بكل اجتهاد وتتعاون فيما بينها على الإثم والعدوان
كل يوم بمليون كذبة، وبكل سهولة تنتشر الشائعة في مواقع التواصل الاجتماعي، ليس ذلك فقط بل للأسف بعض القنوات تستقي معلوماتها من هذه المواقع؛ ما يساعد على توسيع رقعة انتشار الشائعة التي تنطلق مثل السهم المسموم؛ لتصيب العقول ويصدقها الناس، وتظل الشائعة تتردد حتى تستقر في الأذهان، وتصبح حقيقه مسلم بها.. حقيقة يصعب تكذيبها فيما بعد، وتطورت نوعية الشائعات والأكاذيب، فأصبحت أكاذيب من نوع مختلف.
أكاذيب تستهدف الشرف وتجرح الكرامه وتكسر الكبرياء.. أكاذيب تستهدف تشويه الرموز السياسية والدينية، وتطعن في الأعراض، وتشكك في الذمم المالية بدون دليل، والهدف هو إسقاط هيبة رموز الدولة، وتدمير الصورة الذهنية المثالية المرسومة في أذهان الناس عن الشخص أو الرمز المستهدف، فقد أرادوا أن يجعلوا الوطن بلا هيبة، وأرادوا أن ينزعوا ما تبقى من احترام، وهذا هو الهدف أن يتم تفريغ الوطن من رموزه.
وينتشر السباب، وتتكاثر الشتائم وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة مصارعة، يكون فيها البقاء للأقذر لسانًا، وللأسف هذا ما وصلنا إليه بالفعل
لقد حقق المغرضون أهدافهم بالهيمنة الفكرية، وغزو العقول، وبثق الشائعات وترويج الفتن، وخلق مناخ مضطرب لتدمير الأخلاق، ولمخالفة كل القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية، فإذا كان السيد المسيح يقول "أَحِبُّوا أعداءَكم.. باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلى مُبغِضيكم.. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ".
فهم يريدون طمس هذه القيم والتعاليم الدينية، ونشر الفتن وتحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلى مواقع تفكك اجتماعي، فتكون النتيجة هي أن أبناء الوطن الواحد يتبارزون بالشتائم طوال الليل والنهار، وهذا هو الهدف المنشود، فهذا التفكك هو الخطوة الأولى للتقسيم الفعلي، وهذا هو المخطط الذي للأسف يتم تنفيذه بأيادي مصرية، فعلينا أن نكون أكثر وعيًا، وأن ننقح كل ما يصل إلينا، وأن لا نروج للأكاذيب التي يراد بها هلاكنا.