م الآخر| الصداقة.. كلمة لها معنى كبير
![م الآخر| الصداقة.. كلمة لها معنى كبير](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/227002_Large_20140504114451_7.jpg)
ما أجمل الصداقة، وما أفضل الحياة مع الأصدقاء، فقد أشتُقت كلمة الصداقة من الصدق، فكل واحد من الصديقين يصدق في حبه لأخيه من قول وعمل وإخلاص له.
والصداقة هي المشاركة في السراء والضراء، ومؤازرة الصديق في وقت الشدة، فالصديق الحق هو الذي يقف بجوار صديقه وقت الحاجة، وكما قيل قديمًا "الصديق وقت الضيق"، ولكن هل كل إنسان يصلح صديقًا؟.
لذا يجب علينا أن نحسن اختيار الصديق؛ لأن الصديق هو مرآة لصديقه، فيجب اختيار الصديق الخلوق ذو سلوك حسن لأننا إذا لم نحسن اختيار الصديق، انقلبت الصداقة إلى عداوة، وكما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهناك أصدقاء خير تجعل المرء يقوم بعلاقات طيبة مع الآخرين، فالصداقة الطيبة تحسن من حال المرء وتجعل سلوكهُ طيب، وكما قيل قديمًا "قل لي من صديقك أقول لك من أنت"، فإذا كان الصديق حسن الخُلق ينعكس إيجابيًا على المرء بالخير.
وهنا أروى إليكم قصة بسيطة تعطي معنى الصداقة بإيجاز.. "روي أنه كان هناك صديقين يسيرون في الصحراء، وأثناء السير في طريقهم وقع من أحدهم كيس الطعام، فجاء الآخر وصفع صديقه الذي أوقع الطعام على وجههِ، فقام الرجل المصفوع بكتابة الصفعة على الرمال وكتب.. "صفعني صديقي"، وسارا بعد ذلك إلى أن وجدا بئرًا فشربا ونزلا فيه للاستحمام، وفجأة كاد الرجل المصفوع أن يغرق فشده صديقه، وأنقذه وخرجا من البئر، فقام الرجل المصفوع بحفر ذلك على صخرة بجوار البئر وكتبَ.. "أنقذني صديقي من الغرق"، فتعجب صاحبه وقال له لماذا كتبت الصفعة على الرمال، وهذا على الصخرة، فرد عليه صديقه وقال الصفعة سوف يُمحى ثأثيرها كما تَمحو الرياح أثر الرمال، أما إنقاذك لحياتي يُحفر على الصخر كي لا يُمحى، وتدوم الصداقة بيننا".
فما أجمل الصداقة الطيبة بين الأصدقاء، وكما قال الشاعر: "عن المرء لا تسأل، وسل عن قرينه.. فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي"، فأحسنوا اختيار الصديق.