وزير فلسطيني:مخططات الضم الإسرائيلية هدفها السيطرة على مصادرنا المائية
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قال وزير المياه الفلسطيني، المهندس مازن غنيم، في حوار لـ"الوطن" إن ملف المياه أحد ملفات مفاوضات الحل النهائي الخمس وأكثرها تعقيدا، حيث أدرك الاحتلال أهمية المياه لمستقبل "دولتهم"، لذلك كانت السيطرة على الموارد المائية هدفًا استراتيجيا دائما لهم، ومنذ عام 1948 حتى يومنا هذا، إذ تمثل المياه أساسًا هامًا لمخططاتهم التوسعية، فأثر عدوان 1967 استحوذت إسرائيل بشكل كامل على نهر الأردن وروافده، لافتًا إلى الأراضي الغنية بالمياه في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي منحت الاحتلال بعدا استراتيجيا كبيرا على المستوى الجغرافي والطبيعي.
وأكد وزير المياه الفلسطيني، أن ما تشهده بلاده اليوم من مخططات "الضم" للأغوار والتوسع الاستيطاني غير الشرعي، ما هو إلا أحد الأطماع الإسرائيلية الساعية إلى السيطرة على المصادر المائية، مشددًا على تمسك الفلسطينيين بحقوقهم المائية وفقًا للقوانين وقرارات الشرعية الدولية، والتي تكفل مبدأ السيادة الدائمة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال على مواردها الطبيعية بما فيها الأرض والمياه، مشيرًا إلى ضرورة مواصلة العمل على توظيف كافة الجهات الدولية الفاعلة لفضح ممارسات الاحتلال وحشد وتعبئة الرأي العام الدولي لاستعادة الحقوق المائية التاريخية للأراضي المحتلة، بالإضافة إلى تفعيل دور المنظمات الأممية والدولية المعنية بحقوق الإنسان للضغط على إسرائيل لوقف تجاوزاتها الجسيمة ونهبها للمصادر المائية والتي تعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وعن الوضع المائي لفلسطين الآن في ظل ممارسات الاحتلال، أوضحت سلطت المياه الفلسطينية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تضع سلطة المياه بين شقي الرحى، إذ تحاول الموازنة بين مساعي الاحتلال اليومية لسرقة الموارد الفلسطينية وبين وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني وتعويضه، مؤكدًا أن فلسطين تعاني من نقص متزايد في كميات المياه المتاحة نتيجة للسياسات الإسرائيلية التعسفية التي تسيطر من خلالها على معظم المصادر المائية في فلسطين، بالإضافة إلى زيادة الطلب المتنامي على المياه كنتيجة طبيعية للنمو السكاني وتحقيق الاحتياجات المائية المتزايدة للتنمية في القطاعات المختلفة وعلى رأسها الزراعية والصناعية والتي تشكل مصدر دخل رئيسي للكثير من الأسر الفلسطينية، فضلًا عن تحديات الندرة المائية للمنطقة، بالتوازي مع انعكاسات التغير المناخي الذي يؤثر سلبا على مصادر المياه كماً ونوعاً.
وأشار المهندس مازن غنيم، إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المصادر المائية الفلسطينية السطحية والجوفية، فالاحتلال يستغل أكثر من 85% من المصادر الجوفية الموجودة في الضفة الغربية، وكذلك يحرم الفلسطينيين من حق الوصول والاستخدام لنهر الأردن والبحر الميت، ولا تقتصر التعديات الإسرائيلية على احتكار مصادر المياه فقط، بل تعرقل الجهود الفلسطينية والدولية لتنفيذ وتأهيل البُنية التحتية لشبكات المياه والمشاريع المتعلقة بها، والأخطر أن الاحتلال يسرق مصادرهم ويجبرهم على شراء المياه منه بأسعار وكميات تخدم أجنداته السياسية، وإعطاء الأولوية لتلبية احتياجات المستوطنات غير الشرعية.
أما بالنسبة لقطاع غزة، لفت وزير المياه الفلسطيني، إلى أن معظم المياه التي تصل إلى القطاع لا تتوافق من حيث الجودة والنوعية مع المعايير الدولية، حيث أن حوالي 97 % من المياه المستخرجة من الحوض الجوفي الساحلي والذي يعتبر المصدر الرئيسي للمياه في القطاع "غير صالحة للاستخدام الآدمي"، ولا تزال القيود الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة تشكل عائقاً رئيسياً لتنفيذ العديد من المشاريع الهادفة إلى تطوير البنية التحتية بشكل عام، كما تواجه سلطة المياه في غزة مشكلة توفير الطاقة اللازمة لتنفيذ المشاريع والبرامج المائية وعلى رأسها التحلية والصرف الصحي.