الثقافة أون لاين خطة محاربة "كورونا" بالفنون

12:12 ص | السبت 09 مايو 2020

فيروس وحّد العالم وأجبر الملايين على التزام منازلهم، توقفت المدارس والجامعات وحتى الأنشطة الرياضية تم فرض حظر التجول وأصبحت شاشات التليفزيون والهواتف هى الملجأ الوحيد للملايين داخل مصر وخارجها، وكان التحرك سريعاً فى لحظة تاريخية فارقة توحد فيها العالم لمواجهة الخطر، متناسياً الحروب والنزاعات والتفرقة وفتحت الجامعات ومراكز التدريب أبوابها عبر مواقعها الإلكترونية وانتقلت المهرجانات والحفلات من الواقع الطبيعى إلى الواقع الافتراضى وتم رفع الحظر على الكتب، فأصبحت الثقافة متاحة للملايين بالمجان.

ودشن اتحاد الكتاب مبادرة شارك فيها ١٢٠٠ ناشر وتناسى الفنانون الإيرادات وبادروا بطرح أفلامهم وحفلاتهم أون لاين لنشهد للمرة الأولى حفلات حية فى فضاء افتراضى.

حتى المهرجانات ودعت مسارحها وانتقلت بلجان تحكيمها واستقرت بين يدى الجمهور وبادرت وزارة الثقافة للمرة الأولى بطرح أعمالها الفنية من حفلات ومسرحيات ولوحات ومنحوتات فنية للجمهور عبر نوافذها الإلكترونية ومواقعها المختلفة ونجحت فى الاختبار الأول بعد أن جمعت الآلاف من المتعطشين للفنون حول قناتها الرسمية وتصدرت للمرة الأولى مؤشرات البحث داخل مصر لتحارب فيروس كورونا بالفن.

"خليك في البيت": مسارح ومتاحف وحفلات فنية تتحدى "الفيروس" على الإنترنت

«الثقافة بين إيديك» شعار رفعته وزارة الثقافة فى محاولة للاضطلاع بدورها فى مواجهة أزمة «كورونا» التى هزت العالم بعنف وأجبرت الحكومات على اتخاذ إجراءات احترازية لضمان التزام المواطنين بمنازلهم.

وزارة الثقافة لم تكن بمعزل عن هذه الحياة الافتراضية، وأعلنت عن إطلاق فعالياتها «أونلاين» للجمهور من خلال بث الحفلات والأفلام والمهرجانات وإتاحة الكتب تحت عنوان «مبادرة خليك فى البيت الثقافة بين إيديك» التى أطلقتها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم.

وتهدف المبادرة إلى بث نوادر أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر عبر قناة وزارة الثقافة على «يوتيوب» وحسابات السوشيال ميديا الخاصة بها. ووجهت الوزارة دعوة لتنفيذ الإجراءات الاحترازية الرامية إلى الحفاظ على الصحة والسلامة العامة من خلال التزام المنازل نظراً للظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد فى إطار التحول الثقافى والترفيهى إلى الإنترنت، كما تتيح المبادرة للعالم الاطلاع على المحتوى الإبداعى المصرى ومتابعة الحراك الثقافى فى المجتمع من خلال شبكة الإنترنت وتمثل إحدى خطوات الوزارة فى تفعيل التحول الرقمى.

"صابر": أقمنا أول حفل بتقنية الهولوجرام بدار الأوبرا المصرية وحقق ٧٠ ألف مشاهدة خلال ساعات

وقال الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، إنه تمت إقامة أول حفل بتقنية الهولوجرام فى دار الأوبرا وتضمن رائعة أم كلثوم «حيرت قلبى معاك» وعدداً من أعمال «كوكب الشرق»، أداء النجمتين ريهام عبدالحكيم ومى فاروق، وكان انطلاقة قوية وتخطى عدد مشاهديه خلال ساعات من الانطلاق ٧٠ ألف مشاهد. وتابع «صابر»: نعمل فى ظل منظومة متكاملة تعزف فيها قطاعات وزارة الثقافة المختلفة سيمفونية بدأت بفكرة من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم وسارع الجميع فى التنفيذ، وشهدت الأيام التى سبقت الانطلاق اجتماعات امتد بعضها لمنتصف الليل للانتهاء من خريطة البث الموحَّد وقمنا بجرد مكتباتنا الصوتية والرقمية لاختيار أفضل ما فيها لتقديمه للجمهور، ووقع اختيار دار الأوبرا على ٤٠ عرضاً مختلفاً، حيث ننوى الاستمرار بعد انتهاء الأزمة فى هذا الاتجاه.

وأضاف أن لجنة متخصصة اختارت حفلات باليه لفرق عالمية مثل «باليه بحيرة البجع وكسارة البندق كارمن وأليس فى بلاد العجائب» أوركسترا القاهرة السيمفونى ورمزى يسا وكل نجوم الطرب فى مصر والعالم العربى، بخلاف مجموعة متميزة من تراث دار الأوبرا المصرية، تضم حفلات لـ«العندليب» و«البيتى شا» ويتواصل البث يومياً حتى نهاية أبريل بمواد إبداعية متنوعة لم تعرض من قبل وغير متاحة عبر الإنترنت تم تصويرها عبر سنوات بكاميرات الأوبرا واحتفظنا بها فى مكتباتنا، وتقوم خلية عمل حالياً بمراجعة المادة المقدمة وتنقيحها ورقمنة بعضها.

"مختار": اخترنا 60 عرضاً مسرحياً من كنوز ونوادر المسرح المصرى

وقال إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، إن المبادرة تشهد عروضاً مسرحية من كنوز المسرح المصرى ويصل عددها إلى ٦٠ عرضاً مسرحياً جميعها من مكتباتنا ومن تراث المركز القومى للمسرح، ولم نعرّض فنانينا والعاملين بالوزارة للخروج لتسجيل العروض، حيث تمتلك الوزارة بقطاعاتها كنوزاً من المسرحيات

وأضاف «مختار» أن العروض المشاركة فى المبادرة تتنوع بين عروض لكبار النجوم، منها «الملك هو الملك، وأهلاً يا بكوات، والإسكافى ملكاً، وأولاد الغضب والحب، ورجل القلعة»، بجانب عروض لشباب فنانى البيت الفنى للمسرح منها «شيزلونج، والسيرة الهلامية»، بالإضافة إلى إنتاج البيت الفنى للمسرح خلال الأعوام القليلة الماضية، منها «الساعة الأخيرة، وأنا كارمن، وكوميديا البؤساء، وشباك مكسور، والثامنة مساء، وترنيمة الفلاح الفصيح»، بجانب عروض الأطفال والعرائس، منهم «عبور وانتصار، والقطط، ومحطة مصر»، وهى عروض حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً وقتها، بجانب عرض «أوبرا بنت عربى» الذى دمج بين الفنانين من ذوى الاحتياجات الخاصة والفنانين الطبيعيين.

وأكد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن العناوين التى تم نشرها ضمن مبادرة «خليك فى البيت الثقافة بين إيديك» تتضمن كتب ركائز القيم التى تساند المجتمع، إلى جانب سلاسل «ما»، و«رؤية» و«التراث الحضارى» من إصدارات هيئة الكتاب، ويمكن تحميل هذه الكتب وغيرها من أمهات الكتب التراثية وإصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب مجاناً بصيغة «pdf» من الموقع الرسمى لوزارة الثقافة على شبكة الإنترنت

وزيرة الثقافة: إتاحة مسرحيات وأفلام وحفلات وتحميل كتب مجاناً وجولات متحفية هدية مصر لعشاق الفنون الجميلة

من جانبها، أكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أن المبادرة لاقت رد فعل كبيراً وانتظر الجمهور العروض، وهو ما تُرجم فى أعداد المشاهدات الكبيرة منذ العرض الأول.

وتابعت أنها اتفقت مع وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، على بث عروض مبادرة «خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك» يومياً عبر قنوات التليفزيون المصرى، حيث خصص رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين موعداً ثابتاً على شاشة القناة الثانية للتليفزيون المصرى فى التاسعة مساء اعتباراً من الأربعاء الماضى، مشيرة إلى أن العروض تتنوع بين مسرحيات منها «سلم نفسك - قهوة سادة- أين أشباحى» ومجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية والكثير من عناوين الكتب وإصدارات مختلف قطاعات الوزارة.

وأضافت أن المواد المتاحة على موقع وزارة الثقافة تضم عدداً من أمهات الكتب التراثية وإصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب للتحميل المجانى بصيغة «pdf» من الموقع الرسمى لوزارة الثقافة على شبكة الإنترنت.

وأوضحت أن المواد الثقافية والفنية تتضمن كنوز أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر والموجودة بمكتبات وأرشيف قطاعات الوزارة على قنواتها على «يوتيوب» وحسابات السوشيال ميديا الخاصة.

وأضافت «عبدالدايم» أن مبادرة «الثقافة بين إيديك» تأتى كأحد الحلول البديلة لتقديم ألوان الإبداع الجاد للجمهور فى ظل تعليق الأنشطة الفكرية والفنية نظراً للظروف الطارئة التى تمر بها البلاد وتمثل إهداء لأبناء الوطن ودعوة للالتزام بالإجراءات الوقائية التى اتخذتها الدولة حفاظاً على الصحة العامة جراء تداعيات فيروس كورونا، مشيرة إلى أنها خدمة ثقافية مجانية تهدف إلى تيسير الحصول على جرعة فكرية وفنية ومعرفية من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة.

وشددت وزيرة الثقافة على أن مكتبات وزارة الثقافة تضم مجموعة ضخمة ونادرة من الأنشطة والفعاليات التى تشكل جزءاً مهماً من ملامح الهوية، وتم انتقاء مواد منها لعرضها إلكترونياً منها أعمال نادرة تعرض لأول مرة وتبرز خلالها الصورة الرائدة للقوى الناعمة المصرية.وأوضحت أن الثقافة المصرية تواصل أداء دورها فى نشر الوعى بمختلف صوره وتقديم ألوان إبداعية مميزة إلى جانب إذكاء روح التفاؤل والأمل وزيادة الحصيلة المعرفية والثقافية بين جموع المواطنين خاصة الشباب والأسرة المصرية.

وأضافت أن نشر عيون التراث إلى جانب مجموعة من السلاسل المعاصرة جاء ضمن فعاليات المبادرة الإلكترونية «خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك» التى تمثل إحدى صور الجهود المبذولة للمساهمة فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية للحفاظ على السلامة العامة.

ودعت «عبدالدايم» المصريين إلى استغلال التكنولوجيا فى الاطلاع ونشر الوعى، مؤكدة أن المطبوعات التى تمت إتاحتها تعد نواة لتقديم عناوين أخرى بنفس الأسلوب بهدف الارتقاء بالوعى وزيادة الحصيلة المعرفية.

وتابعت أن الدعوة لزيادة الحصيلة المعرفية متواصلة، حيث تم تزويد الموقع بمجموعة ضخمة من إصدارات المركز القومى للترجمة، تضم نخبة من المؤلفات العالمية التى تم تحويلها إلى اللغة العربية ومختارات من إصدارات دار الكتب والوثائق القومية تتناول ملامح التراث وتاريخ مصر. وأشارت إلى أن بث بعض مواد المبادرة عبر التليفزيون المصرى لن يؤثر على البث عبر قناة وزارة الثقافة على «يوتيوب»، خاصة بعد تحقيق نسبة مشاهدة ضخمة ما يمثل نجاحاً غير مسبوق، ويؤكد وعى الجمهور ورغبته فى الحصول على جرعات إبداعية جادة ومميزة، مضيفة أن المواد الإبداعية التى يتم بثها تتنوع بين العروض المسرحية وليالٍ من مهرجانات الموسيقى العربية وجولات افتراضية فى المتاحف وأضافت الوزارة، على موقعها الرسمى بشبكة الإنترنت، خدمة مجانية تسمح بإجراء زيارة لعدد من المتاحف الوطنية إلى جانب مجموعة ضخمة من أعمال أكثر من ٥٠ فناناً تشكيلياً.

وأكدت وزيرة الثقافة أن المبادرة تقدم هدية لمحبى الفنون الجميلة من خلال المحتوى الفنى لقطاع الفنون التشكيلية تتمثل فى توفير زيارة افتراضية لعدد من المتاحف الوطنية التى تضم كنوز المقتنيات الثمينة والنادرة فى شكل بانوراما، منوهة بأنه تم تحميل أعمال فنية متنوعة لأكثر من ٥٠ فناناً تشكيلياً، حيث يمكن لزوار الموقع الاطلاع على الكثير من المدارس الفنية.