الأمم المتحدة تكافح كورونا بنداء إنساني وإلغاء فعاليات وفرق طوارئ

كتب: محمد علي حسن

الأمم المتحدة تكافح كورونا بنداء إنساني وإلغاء فعاليات وفرق طوارئ

الأمم المتحدة تكافح كورونا بنداء إنساني وإلغاء فعاليات وفرق طوارئ

تسعى الأمم المتحدة لجمع مزيد من الأموال لمكافحة فيروس كورونا المستجد، خصوصا في الدول المصنفة باعتبارها "هشة"، ووجهت الأمم المتحدة، الخميس، نداء جديدا لجمع نحو 4.7 مليارات دولار لحماية ملايين الأرواح والحد من تفشي فيروس كورونا الجديد في دول هشة.

ويأتي النداء الجديد لتقديم تبرعات في وقت أضيفت 9 دول إلى قائمة الأولويات هي بنين وجيبوتي وليبيريا وموزمبيق وباكستان الفلبين وسيراليون وتوجو وزيمبابوي.

"عالمنا يواجه خطرا غير مسبوق، والأمم المتحدة تواجه أحد أكبر التحديات في تاريخنا"، هكذا افتتح الأمين العام رسالته التي وجهها إلى موظفي الأمم المتحدة في نيويورك، في الثاني عشر من الشهر الماضي، داعيا الجميع إلى التحلي بالذكاء وإظهار الرحمة والحفاظ على السلامة. 

وأرفق الأمين العام مع رسالته إرشادات إلى الموظفين المقيمين في منطقة نيويورك ونيوجيرسي وكونتيكت من بينها رفع الوعي إزاء فيروس كورونا وأعراض الداء، والتذكير بأهمية غسل اليدين المتواصل والحفاظ على المسافة الاجتماعية بالإضافة إلى توجيهات معيّنة خاصّة بالمرضى أو أولئك الذين قد تظهر عليهم أعراض المرض وتقديم النصائح لهم من بينها العزل والاتصال بالجهات المختصة والتوجه إلى مراكز الرعاية الصحية.   

كما أكد الأمين العام على العمل على تقييم ضرورة السفر والاجتماعات كل حالة على حدا لتحديد المخاطر المرتبطة بها، إضافة إلى اختبار وتفعيل خطط استمرارية العمل جزئيا.

وقال: "لقد أرسلت تدابير استعدادية لجميع رؤساء المكاتب والبعثات حول العالم، وفي نيويورك يعمل فريق سياسات الطوارئ الأعلى ومجموعة عمليات الأزمات باستمرار لتقييم استعداداتنا والإجراءات الأخرى".

كما اتخذ الأمين العام قرارا بإلغاء جميع الفعاليات الجانبية التي ترعاها منظومة الأمم المتحدة في المقرّ الدائم بنيويورك، من 16 مارس إلى نهاية شهر أبريل، وحثّ جميع الدول الأعضاء أيضا على النظر في إلغاء جميع الفعاليات الجانبية للاجتماعات التي تتم برعاية تلك الدول.

وقالت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن فيروس كورونا قد "أثار موجة مقلقة من التحامل ضد الشعب الصيني ومواطني شرق آسيا".

ووسط تقارير عن إساءات نابعة عن كره الأجانب موجهة إلى الآسيويين في أوروبا وأماكن أخرى، دعت السيدة باشيليت الدول الأعضاء إلى بذل قصارى جهدها لمكافحة هذا التمييز وغيره من أشكال التمييز. 

وأعربت المفوضة السامية عن تقديرها العميق للفرق الطبية في جميع أنحاء العالم التي تتصدى للفيروس التاجي، الذي يشكل "تهديدا خطيرا للحق في الحياة وصحة الناس في كل مكان".

وأضافت: "من أجل مكافحة الفيروس بشكل فعال، ينبغي تنفيذ جميع تدابير الصحة العامة دون تمييز من أي نوع، مع التركيز على الشفافية والمعلومات لتمكين الناس من المشاركة في حماية الصحة، يجب أن يكون الحجر الصحي، الذي يقيد الحق في حرية الحركة، متناسبا مع المخاطر ومحدودا بالوقت وآمنا".

واستجابة لارتفاع حالات إغلاق المدارس والجامعات في سبيل احتواء فيروس كورونا، عقدت منظمة اليونسكو، في العاشر من الشهر الجاري، مؤتمرا عالميا عبر الفيديو لمسؤولي التعليم العالي بهدف تصعيد الاستجابة لحالات الطوارئ وتبادل الاستراتيجيات للحد من اضطرابات التعلم في جميع أنحاء العالم، وتم تمثيل 72 دولة عبر 27 وزيرا للتعليم و37 من كبار الممثلين.

وفقا للبيانات الصادرة اليوم عن اليونسكو، فإن الأزمة تؤثر الآن على ما يقرب من 363 مليون متعلم في جميع أنحاء العالم، من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى التعليم العالي، بما في ذلك 57.8 مليون طالب في التعليم العالي.

وأوضحت أن واحد من كل خمسة طلاب في جميع أنحاء العالم يتخلف عن الدراسة بسبب أزمة كورونا ويظل طالب واحد من بين كل أربعة طلاب خارج مؤسسات التعليم العالي.

ولتوجيه الاستجابة العالمية، أعلنت اليونسكو إنشاء فرقة عمل طارئة معنية بفيروس كورونا، بهدف دعم الاستجابات الوطنية وتبادل الاستجابات الفعالة للسياسات مع التركيز على البلدان الأكثر ضعفا، سيتم إنشاء مجتمع واسع من الممارسات لتعزيز تبادل المعرفة والتعلم من الأقران وبناء القدرات في التعليم عن بعد والتعلم المفتوح. 

ووفقا للخطة الإنسانية، سيتم تخصيص الأموال لشراء معدات طبية لإجراء فحوص وعلاج المرضى، وتوفير محطات لغسل الأيدي وإطلاق حملات توعوية وإقامة جسور جوية إنسانية إلى إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وتهدف الأمم المتحدة أيضا إلى تطوير برامج من أجل مكافحة أفضل لانعدام الأمن الغذائي، الذي يتفاقم نتيجة للأزمة الاقتصادية التي يتسبب بها وباء كوفيد-19.

وشدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على "الحاجة لتدابير استثنائية"، وقال "أحض المانحين على العمل في إطار التضامن والمصلحة الذاتية، وجعل ردهم متناسبا مع حجم المشكلة التي نواجهها".

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، من المتوقع أن ترتفع أعداد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في أفقر دول العالم خلال فترة الشهور الثلاثة إلى الستة المقبلة.


مواضيع متعلقة