بعد تحذيرات الصحة العالمية بشأن كورونا.. يمنيون يوضحون أوضاع البلاد

كتب: آلاء عوض

بعد تحذيرات الصحة العالمية بشأن كورونا.. يمنيون يوضحون أوضاع البلاد

بعد تحذيرات الصحة العالمية بشأن كورونا.. يمنيون يوضحون أوضاع البلاد

يبدو أن اليمن يحبس أنفاسه لأزمة مرتقبة، فمع استمرار الحرب القائمة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، للسنة السادسة على التوالي، وامتداد حبال وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" إلى المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى، تتباعد المسافات بين اليمنيين وبين السلام الذي ينشدونه خلاصًا لحاضرهم ومستقبلهم، واستعادة حياتهم التي سلبها الصراع مع جماعة الحوثي الموالية لإيران، فعلى الرغم من أن الوباء المستجد بدأ بالتفشي في البلاد، إلا أن تلك الجماعات، تعرقل كل وسائل النجاة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، إنها تعتقد، إن كورونا المستجد يتفشى في اليمن على نطاق مجتمعي، إذ سجل اليمن أول ثلاث إصابات بكورونا المستجد في محافظة لحج بجنوب البلاد توفيت منها حالة واحدة.

كما سجل إصابة أخرى في مدينة عدن بالجنوب، كما أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور، عن وفاة مريض مصاب بـ"كوفيد-19"، في محافظة تعز، ويرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا إلى 25 فيما بلغت الوفيات 5 حالات.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت جماعة الحوثي الإرهابية التي تسيطر على العاصمة صنعاء، ومعظم المراكز الحضرية الكبرى عن حالة إصابة واحدة وهي لشخص صومالي عثر عليه ميتا داخل فندق، على الرغم من الأحاديث الكثيرة المترددة على ألسنة وسائل الإعلام المحلية في اليمن، والتي تفيد بأن العاصمة صنعاء بها عشرات الحالات المصابة بالفيروس.

وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني: ميليشيا الحوثي تتعمد ضرب المرافق والبنى للإضرار بحالة المواطن

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان باليمن، الدكتور نبيل عبدالحفيظ، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، "إن الوضع الآن معقد في اليمن الذي شهد صراعات وحروب للسنة السادسة على التوالي، فالمليشيات الحوثية تتعمد بشكل واضح ضرب الكثير من المرافق والبنى التحتية للدولة بشكل مقصود، للإضرار بحالة المواطن"، موضحًا أن هناك أمراض نسيها العالم، لكنها مازالت تستوطن اليمن وتحصد آلاف الأراوح سنويًا مثل التفود والملاريا وحمى الضنك وآخرهم فيروس "كورونا" الذي طرق أبواب اليمن مؤخرًا.

وتابع"عبد الحفيظ"، أن هناك حالة من الذعر تنتاب الجميع في حين تخيلهم للوضع إذا تفشي الوباء إلى جانب الأوبئة السابقة ونتائجه المدمرة على البلاد، مضيفا أن اليمن يشهد كوارث متتالية منذ فترة، لافتًا إلى المنخفضات الجوية التي مرت بها اليمن في الأيام الماضية، والتي أدت إلى أمطار شديدة تسببت في نسف أحد الجبال تمامًا، بسبب تواصل الأمطار، والمستنقعات المائية التي تكونت في مدينة عدن، وجلبت معها أسراب هائلة من الجراد إلى المدينة، علاوة على الكارثة الكبرى، وهي ميليشات الحوثي التي تتعامل بلا مسؤولية، وبلا ضمير لحماية الناس، أو التعامل من أجل التخفيف عنهم، بل تسق كل المعونات المقدمة لليمن، وتقتحم المخازن وتقطع الطرق.

وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني، أن مليشيا الحوثي التي تسيطر صنعاء، تصر على إخفاء حقيقة الوضع المتعلق بـ"فيروس" كورونا في المناطق التي تسيطر عليها، إذ أعلنت عن إصابة واحدة فقط لمهاجر صومالي، على الرغم من أن هناك معلومات مؤكدة تشير إلى وجود عشرات الإصابات في صنعاء والمناطق المجاورة لها.

وأوضح عبدالحفيظ، أن غياب الحكومة عن عدن وعدم القيام بدورها في ظل هذه المعمعة، يجعل المواطن اليمني فريسة للانتهاكات من قتل مباشر وتهديد وأوبئة، فضلًا عن معاناته مع الفقر، فهناك 80% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر، مشيرا إلى أن اليمن سجلت 25 إصابة وأكثرها من العاصمة عدن ومدينة لحج التي دخلت إلى الخط مؤحرًا، وجاري التوجه إلى المنظمات الصحية للتحرك ضد هذه الجائحة.

صحفي يمني: البلاد تواجه مشكلة تدفق المهاجرين الأفارقة في ظل هذه الازمة

وفي سياق متصل، قال الصحفي اليمني، محمد أمين الشرعبي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن الصراع القائم في اليمن يعرقل الاجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة كورونا المستجد، مشيرًا إلى إنهيار النظام الصحي في جميع المحافظات اليمنية وقلة الكوادر الطبية، مضيفًا أنه تم إغلاق محافظة حضر موت بشكل كامل بعد اكتشاف الحالات الأولى واغلاق المساجد والأسواق.

وأوضح الشرعبي، أن لجنة الطوارئ في البلاد عقدت مؤتمرًا صحفيًا، أمس الأربعاء، وتم الإعلان عن 18 حالة اشتباه جديدة، لافتًا إلى تواضع الامكانيات الطبية في المحافظات مقارنة بالحجم الكبير للسكان واحتياجاتهم لمواجهة الوباء.

ويعتقد أن وضع القطاع الطبي ضعيف بالتزامن مع انتشار الفيروس، فمستشفيات العزل والحميات تعد على أصابع اليد، مؤكدًا أن حالات الوفاة المعلن عنها في اليمن ربما تكون أقل من الحقيقة.

واشار الصحفي اليمني، إلى مشكلة استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة من الساحل الغربي للبحر الأحمر من إثيوبيا والصومال وغيرها، فضلًا عن ضعف الاجراءات الوقائية المفروضة على تنقل المواطنون بين المحافظات ونقل البضائع ومنافذ البيع.

أما عن نشاط المليشيات الإرهابية في اليمن في حالة تفشي الوباء بشكل كبير، لا يعتقد "الشرعبي" أن يؤثر الفيروس على نشاطها وانتهاكاتها المستمرة للأراضي اليمنية.

جمال حيدرة: لا يوجد حتى الآن أجهزة "بي سي آر" الخاصة بالفحص للتفريق بين المصابين بأمراض أخرى

وفي ضوء ذلك، قال الصحفي اليمني جمال حيدرة، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، بخصوص كورونا المستجد، أنه لا أحد يستطيع حتى الآن أن يكون دقيقا في تقديم أرقام حقيقية عن عدد المصابين والمتوفين بهذا الفيروس، بسبب عدم وجود جهة بعينها معنية بنقل الأخبار للرأي العام ووسائل الإعلام، لكن الأكيد أن الفيروس تفشى بالفعل في الأوساط اليمنية وسيكون ضحاياه كثيرون جدا.

وأشار "حيدرة"، إلى أن: لكن هناك أطباء يعملون في مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء وعلى رأسهم مستشفى الكويت، يؤكدون أن هنا مئات الحالات المصابة وعشرات الوفيات وسط حالة من تكتم الحوثيين على المعلومات.

وأوضح حيدرة، أن الأطباء أكدت أنه لا يوجد حتى الآن أجهزة "بي سي آر" b c r الخاصة بالفحص للتفريق بين المصابين بأمراض أخرى اجتاجت عدن بعد كوارث السيول الأخيرة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وبين كورونا المستجد.

وتابع حيدرة قائلا: "للأسف الوضع الحالي كارثي جدًا، وعلى كل الأطراف أن تضطلع بمسؤولياتها الأخلاقية على أقل تقدير لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الشعب، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس ضغط أقوى على كل الأطراف لإيقاف الحرب على الأقل في ظل هذه الأوضاع".


مواضيع متعلقة