من السعودية لديمشلت.. "جميل" يوزع وجبات إفطار على أرواح الشهداء

كتب: دينا عبدالخالق

من السعودية لديمشلت.. "جميل" يوزع وجبات إفطار على أرواح الشهداء

من السعودية لديمشلت.. "جميل" يوزع وجبات إفطار على أرواح الشهداء

عشرات من الأوعية الخفيفة تمتلئ بالأطعمة الشهية استعدادا لتوزيعها على عدد من الصائمين، منذ 8 رمضان الجاري، ينتظرها أهالي مركز دكرنس بالدقهلية، كونها مختلفة عن غيرها، فهي تحمل صورة واحدا من شهداء الوطن، وهو الشهيد عبدالحميد الإمام، الذي نالته يد الإرهاب، في انفجار عبوة ناسفة بإحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد، في 1 مايو الجاري.

حادث إرهابي غاشم هز مصر بأكملها، في مطلع مايو الجاري، الموافق 8 رمضان، أعلن تفاصيله العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، باستشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 مجندين، عقب انفجار عبوة ناسفة بإحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد، مؤكدا على أن القوات المسلحة تؤكد استمرار أعمالها القتالية ضد العناصر الإرهابية للمحافظة على أمن الوطن واستقراره.

لم تقتصر أصداء ذلك الحادث على مصر فقط، وإنما وصل إلى أحمد جميل، المصري المقيم بالسعودية منذ 13 عاما، ليضاعف الألم من حزنه الذي منعه من قضاء الشهر الكريم بصحبة أهله لأول مرة، ليقرر مع أحد أصدقائه تعويض ذلك، بتوزيع وجبات مجانية على أهالي قرية ديمشلت، مسقط رأس الشهيد.

"حبيت إننا نعمل عمل خيري يفيد أخونا الشهيد ابن قريتنا، ده أقل واجب نقدر نعمله".. رغم عدم معرفة جميل بعبدالحميد الشخصية المسبقة، واقتصار الأمر على المعرفة العائلية التي تجمع أهالي القرية، إلا أنه لم يتوان عن تقديم تلك اللفتة الإنسانية المميزة التي يعتبرها صدقة جارية على روحه الطاهرة الشابة التي فتك بها الإرهاب، وفقا لحديثه لـ"الوطن".

كما أن المصري المقيم بالسعودية يعتبر ذلك "أقل واجب" يمكنه تقديمه للشهيد، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وفي ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد المنتشر في مصر والعالم، والذي تسبب في توقف الكثير من أبناء القرية عن عملهم ومن ثم ضيق في المعيشة لديهم، لذلك حاول تخفيف أعباء الأسر غير القادرة من خلال تلك الوجبات البسيطة التي تتنوع بين الأرز واللحوم والدجاج والفاكهة والمشروبات.

قرر أيضا جميل مع صديقه زيادة عدد الوجبات من 20 إلى 50 وجبة يوميا، وتخصيص كل يوم لشهيد، يضع صورته على الغلاف الخارجي للوجبة تصحبها أدعية له، ومنهم الشهيد أحمد منسي، والشهيد محمود الصديق محمد الذي فقدته القرية أيضا قبل 3 أعوام.


مواضيع متعلقة