أكرم حسني: كوميديا "رجالة البيت" مستمدة من حياة الناس

كتب: خالد فرج

أكرم حسني: كوميديا "رجالة البيت" مستمدة من حياة الناس

أكرم حسني: كوميديا "رجالة البيت" مستمدة من حياة الناس

كشف النجم أكرم حسنى عن أن الكوميديا المُقدمة فى مسلسله الجديد «رجالة البيت»، الذى يتقاسم خلاله البطولة مع أحمد فهمى، مستمدة من مفردات الحياة اليومية للناس، لافتاً إلى أن نوعية مسلسلات الحلقات المنفصلة المتصلة تخلق حالة كوميدية متنوعة للمشاهد، ولكنها تحرق أفكاراً وشخصيات على أبطالها فى الوقت نفسه، بحسب قوله.

وأوضح «أكرم» فى حواره مع «الوطن» مدى تأثير فيروس «كورونا» المستجد على أجواء التصوير، ورد على من طالبوا بوقف تصوير المسلسلات الرمضانية للحد من انتشار الفيروس، وتحدث عن محاكاته مع «فهمى» لمشهد النهاية من فيلم «العار» فى إطار كوميدى، والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.

لماذا اخترت «رجالة البيت» لتقديمه فى دراما رمضان الحالى؟

- وجود أحمد فهمى حمسنى لهذه التجربة من قبل الاستقرار على فكرتها، بحكم اتفاقنا المسبق على تكرار تعاوننا بعد مسلسل «ريَّح المدام» عام 2017، وكان يُفترض تنفيذ هذا الاتفاق فى رمضان 2019 ليتأجل إلى العام الحالى، الذى نواصل خلاله سبر أغوار نوعية الحلقات المنفصلة المتصلة، لأن قماشة هذه النوعية من المسلسلات تخلق كوميديا مختلفة ومتنوعة، إضافة إلى كونها غير مُلزمة للمشاهد بمتابعة قصة درامية، بمعنى أنه لو بدأ مرحلة المشاهدة منذ الحلقة الرابعة مثلاً سيتمكن من متابعة باقى الحلقات.

ألا ترى أن هذه النوعية من المسلسلات تحرق شخصيات على أبطالها بما يتعذر تقديمها مجدداً فى أعمال أخرى؟

- أوافقك الرأى، وإن كانت كل نوعية لها ميزة وعيب، فالحلقات المنفصلة المتصلة مثلاً تحرق أفكاراً وشخصيات، ودائماً ما تصلنا تعليقات تشير إلى أن بعض الأفكار تتحمل تقديمها فى أفلام مستقلة، ولكنها فى المقابل تعد بمثابة وجبة درامية خفيفة الظل على المشاهد فى رمضان، لأن الجمهور يتابع المسلسلات العادية من حيث التسلسل الدرامى لأحداثها، وهذه الجزئية ليست من أطر نوعية الحلقات المنفصلة المتصلة، التى تشهد تقديم حدوتة مختلفة كل حلقتين أو 3 حلقات، بحيث تكون الكوميديا الخفيفة هى الإطار العام لها.

ألم تخشَ أن يثير اسم مسلسلك انطباعاً قبل عرضه بأنه ينحاز للرجل ضد المرأة؟

- على العكس تماماً، بدليل وجود إسقاط فى الحلقات الأولى على الرجال معدومى المسئولية، وذلك عبر شخصيتى «تيمون» و«بومبا» اللذين يغلب الاستهتار على تصرفاتهما، وهو ما نشير إليه فى نهاية الحلقات برسالة مفادها «الراجل مش كلمة وخلاص، ولكن لازم يتحمل المسئولية، ويبقى عنده مصدر دخل ثابت، بحيث يصرف على زوجته وأولاده».

هل تسبب فيروس «كورونا» المستجد فى وضع حدٍ لخيالكم الإبداعى أثناء التصوير؟

- بكل تأكيد، لأن أحداث مسلسلنا كانت تستلزم السفر وتعدد مواقع التصوير، ولكن نظراً للظروف الراهنة قللنا من عدد أيام التصوير، وأصبحنا نتخذ كل الإجراءات الاحترازية من تعقيم وتباعد فى المسافات وما إلى ذلك، وهو ما أثر بشكل كبير على المحتوى المُقدم، لاسيما أن الكوميديا التى نُقدمها لا تعتمد على مواقع التصوير بقدر اعتمادها على الحوار والمواقف، ومن هذا المنطلق، سعينا للتوازن ما بين العمل فى «لوكيشنات» محددة وتقديم كوميديا نابعة من مفردات الحياة العادية للناس.

"القلب الجرىء" كلمة السر للتميز فى الكوميديا وتقديم الأغانى فى المسلسلات يُثريها فنياً

ولكن تقديم الكوميديا يتطلب حالة مزاجية جيدة من صانعيها.. أليس كذلك؟

- نعم، ولذلك كنا بين فكى الكماشة، فلم يكن بوسعنا المكوث فى منازلنا، لوجود 400 بنى آدم ممن يتقاضون أجوراً يومية أو رواتب منتظمة عن عملهم، لأننا إذا قلنا سواء أنا أو فهمى «مش هنشتغل» ستُخرب الكثير من البيوت، وفى المقابل إذا صورنا بالشكل الذى نعتاد عليه سنخالف التعليمات، وما بين هذا وذاك، أمسكنا العصا من منتصفها، حيث قللنا عدد أيام التصوير كما أشرت سلفاً، وكثفنا المشاهد بقدر المستطاع، مع توفير جهة الإنتاج «سينرجى» لأجهزة التعقيم والكمامات والقفازات، ووسط كل هذا لا أنكر شعورنا بالقلق والخوف إزاء هذا الوضع، ولكننا أمام مهمة لا بد من إكمالها لنهايتها.

ألم تفكر فى عزل نفسك عن أسرتك بحكم وجودك مع عمال وفنيين وممثلين داخل موقع التصوير؟

- أملك مكتباً معزولاً إلى حد ما عن منزلى، حيث أجلس فيه وقت عودتى من التصوير، «وكل يومين تلاتة أروح أقعد مع الأولاد»، أى أننى أقلل من وجودى معهم قدر المستطاع، ولكنى لن أستطيع منع نفسى عنهم بكل تأكيد.

رفضت استثمار نجاح "أبو شنب" فى السينما والدراما.. ورسالة مسلسلى مع "فهمى": "خليك راجل متحمل للمسئولية"

وفى رأيك، هل انعكس ملل الحجر المنزلى بالسلب على استقبال الجمهور للمسلسلات الكوميدية؟

- الكوميديا صعبة التقديم فى كل الأوقات، بحكم اتسام المصريين بخفة الظل اللا متناهية، وبالتالى إضحاكهم فنياً أمر صعب للغاية، بل يزداد صعوبة عن تقديم عمل درامى جاد، لأنه من السهل دفعهم للتأثر بأحداث درامية معينة، ولكن أن تنتزع ضحكاتهم مع خفة ظلهم مسألة صعبة للغاية، وإذا تحدثنا عن الظروف الراهنة التى نعيشها فى الوقت الحالى، فالناس لديها حالة من الخوف والترقب نتيجة مواجهتنا لفيروس مستجد أصاب الكثير من الحالات، وبالتالى تسود حالة من الطاقة السلبية بكل تأكيد، ولكننا نسعى للاجتهاد والاهتمام بالتفاصيل لتقديم عمل مختلف فى «رجالة البيت»، إذ إن هذه الجزئية قاسم مشترك بينى وبين «فهمى»، لأننا لا نُقدم عملاً لمجرد نزوله ليس أكثر، ولكننا نسعى للاهتمام بكل تفصيلة فى الحواديت، بحيث ننوع الأحداث داخل الحلقات لمنع الشعور بالملل، إضافة إلى طرحنا لأغنيات كأداة من الأدوات التى يتم توظيفها لإثراء العمل الفنى.

معنى كلامك أنك تتدخل فى كتابة السيناريو رغبة فى التجويد؟

- نتعامل بنظام الورشة حتى وإن لم تكن موجودة بمفهومها المتعارف عليه، ولكنى أعتبر نفسى مع «فهمى» و«وتار» وأحمد الجندى ورشة ضمنية غير معلنة، لأننا نطرح أفكاراً ونتناقش فيها بغرض تجويدها.

ألم تتخوف من تعرضك للانتقاد إثر محاكاة مشهد النهاية من فيلم «العار» بشكل كوميدى؟

- سبق وقدمت مجموعة من «الاسكتشات» بشخصية «أبو حفيظة»، وكذلك الحال بالنسبة لـ«فهمى» حينما قدم برنامجاً بعنوان «فيش وتشبيه»، الذى دارت فكرته حول محاكاة الأعمال المشهورة، وعندما خضنا تجربة المحاكاة بشكل عام تقبلها الجمهور بصدر رحب، لأنها فن موجود فى السينما والتليفزيون منذ قديم الأزل، مع الأخذ فى الاعتبار أن أى فكرة ستجد مؤيدين ومعارضين لها، ولكننا نسعى فى «رجالة البيت» لإرضاء الشريحة الأكبر من الناس، بحيث نُقدم لهم عملاً خفيف الظل من وجهة نظرنا، ونتمنى أن يكون قد نال استحسان المشاهدين، وإذا عدنا إلى أصل سؤالك، فأنا لا أتخوف من مثل هذه الأمور، لأن «الكوميديا محتاجة إنك تجرأ قلبك شوية»، فإذا خفت سُتقدم أعمالاً تشبه السائد، ولكى تختلف لازم تطلع برة الصندوق.

الجميع يعرف طبيعة علاقتك بـ«فهمى» المبنية على الصداقة.. ولكن ماذا عن بيومى فؤاد؟

- أعتبر بيومى فؤاد فاكهة الفن المصرى، لأنه ظاهرة لا بد من الوقوف عندها، «فأى ممثل بياخد وقت يصل للذروة وبعدين خلاص» إلا أن الوضع يبدو مغايراً بالنسبة لبيومى، «اللى مش بتحصل له القصة دى خالص.. ونمسك الخشب»، فهو ممثل قادر على إضحاكك بسلاسة وبساطة، فضلاً عن كونه ممثل تراجيديا عبقرى، وهو ما أرجعه إلى دراسته للمسرح الذى أهله للتميز فى كل القوالب الفنية.

كيف كانت أصداء عرض مسرحيتك «عطل فنى» فى موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية؟

- استقبال الجمهور السعودى لنا فاق كل التوقعات، وكذلك إقبالهم على مشاهدة المسرحية كان كبيراً، لدرجة قيام إدارة المسرح بفتح الأماكن المغلقة للحضور، لعدم استيعاب طاقة المسرح للأعداد الوافدة لمشاهدة العرض، والحقيقة أن المملكة شهدت طفرة فنية بقيادة المستشار ترك آل الشيخ، الذى أوجه له التحية والشكر على جهوده فى هذه الطفرة، لدرجة أنه أسس منطقة «البوليفارد» فى أقل من شهرين، بكل ما تحويه من دور عرض سينمائى ونافورة راقصة ومطاعم، حيث أرى أن الجمهور السعودى يستحق هذه الطفرة لأنه ذواق للفن، وأتمنى أن نتجاوز أزمة «كورونا» بسلام كى نواصل العروض سواء فى السعودية أو مصر.

بعد نجاحك بشخصية «أبو شنب» فى حملة «2 كفاية».. ألا تفكر فى استثمارها عبر شاشة السينما أو الدراما التليفزيونية؟

- تلقيت عروضاً لتقديمها فى أفلام ومسلسلات، ولكنى وجدت أنه ليس بالوقت المناسب حالياً، لأننى خلعت عباءة «أبو حفيظة» وما زلت أثبت نفسى بشخصيتى الحقيقية فى المجال، وأحاول أن أكوّن رصيداً كبيراً بها فى السينما والتليفزيون، ولذلك أضع كامل تركيزى حالياً مع أكرم حسنى، وفى المستقبل لا أمانع من استغلالها فنياً أو عمل شخصية جديدة.


مواضيع متعلقة