شيخ الأزهر: "قطع صلة الرحم" جريمة تعادل الفساد في الأرض

كتب: محمد عزالدين

شيخ الأزهر: "قطع صلة الرحم" جريمة تعادل الفساد في الأرض

شيخ الأزهر: "قطع صلة الرحم" جريمة تعادل الفساد في الأرض

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنّه إذا كانت الرحمة مطلوبة من المسلم مع جميع الناس، فحق الوالدين والأهل أن ينالهم النصيب الأوفى من هذه الرحمة.

وأضاف شيخ الأزهر، خلال برنامجه "الإمام الطيب"، المذاع على شاشة قناة "dmc": "أول ما ينبغي أن نعلمه في هذا الموضوع هو ما ثبت في الحديث الشريف، أنّ الرحم وقفت بين يدي الله تعالى بعد أن خلق الخلق وتعلقت بالشرع واستجارت به وسألته أن يعيدها من القطيعة، وكأنّها كانت تتحسب لما سيصيبها في قابل الأزمان والآماد، واستجاب الله لها وأجارها ووعدها بأن يصل من يصلها ويقطع من يقطعها، وقال لها فيما ترويه أحاديث صحاح، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت بلى فقال فهو لكِ".

واقتبس شيخ الأزهر من الآية الكريمة "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"، لافتا إلى أنّ خطاب القرآن في هذه الآيات موجه لمن أعرض عن أوامر الله تعالى وتولى عنها وأفسد في الأرض وأشعل فيها الفتن والحروب والسلب والنهب، ما أدى إلى تمزق الأسر وتفريق العائلات وتشريد ذوي الأرحام، وهؤلاء الذين لعنهم الله في الآية بسبب صممهم عن الاستماع للهدي الإلهي.

وأشار إلى أنّ الدرس الذي نستخلصه من هذه الآيات الكريمة، هو أنّ جريمة قطع الرحم تكاد تعادل جريمة الفساد في الأرض بكل بشاعتها، وبكل ما ينتج عنها من حروب وهلاك وتدمير، موجّها رسالة للمواطنين: "علينا أن نعلم أنّ صلة الرحم ليست مجرد فضيلة من الفضائل للمسلم أن يفعلها فيثاب عليها أو يتركها فيعاقب عليها، وشيء من هذا الفهم الخاطئ لا يزال ينتشر بين كثيرين وكثيرات ممن يستهينون بصلة الرحم وتهون عليها قطعيتها، والحقيقة التي ينبغي أن نتوقف عندها هي أنّ صلة الرحم أمر من أوامر الشريعة يستوجب الطاعة، وقطيعتها نهي إلهي يستوجب الكف والامتناع".             


مواضيع متعلقة