غنايم: المراقبة وإتقان العمل من ثمرات الصوم الحقيقي

غنايم: المراقبة وإتقان العمل من ثمرات الصوم الحقيقي
- رمضان
- الأعلى للشئون الإسلامية
- المراقبة
- الاتقان
- العلم
- رمضان
- الأعلى للشئون الإسلامية
- المراقبة
- الاتقان
- العلم
قال الدكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إنّ المراقبة وإتقان العمل ثمرة من ثمرات الصوم الحقيقي، ومن أهم القيم السامية والأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام، فهي طريق الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل عند الله، والحق سبحانه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه.
وأضاف أنّ الله حثّنا على مراقبته في كل أحوالنا وتصرفاتنا، فقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
وتابع خلال الحلقة الحادية عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعنوان "رمضان شهر المراقبة وإتقان العمل"، أنّ المراقبة هي استشعار العبد معية الله سبحانه وتعالى ، وهي متحققة في جميع العبادات، وفي الصيام بالدرجة الأولى؛ لأنه لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى، وهذا ما فسره الحديث الشريف "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي".
وأوضح أنّ الصيام يربي النفس على مراقبة الله (عز وجل) في السر والعلن، إذ يغرس في نفس الصائم الصبر على طاعة الله سبحانه، ويعلمه قوة الإرادة وضبط النفس، ففي كثير من الأوقات يكون الطعام والشراب بين يدي الصائم بعيدًا عن أنظار الناس، ومع ذلك يمتنع عن تناولهما خوفًا من الله (عز وجل) وخشية منه سبحانه، وعلمه بأن الله تعالى يراه، ومطلع عليه في سره وعلانيته.
وأشار إلى أنّ المراقبة عبادة مستمرة في كل قول أو فعل، وهي في كل العبادات يجب أن تتحقق، ففي الصلاة بإتمام أركانها وشروط صحتها وسننها، وفي الزكاة كذلك فلا يُخرج الإنسان زكاة ماله رياء، أو ليقال أنه جواد وصاحب عطاء وبذل، بل يخرجها ابتغاء وجه الله، وكذلك في الحج، إذ يستحضر الحاج مراقبة الله في كل المناسك والشعائر.
ولفت إلى أنّ المراقبة كما تكون في العبادات، تكون أيضًا في الأقوال، قال تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، ومن ثم فيجب علينا جميعا ونحن في شهر الصوم أن نستشعر مراقبة الله تعالى في السر والعلن، فلا ينتظر أحدنا رقابة البشر، بل يراقب كل منا ربه فيما ولاه عليه لتحيا قلوبنا وتستيقظ أرواحنا وتستقيم حياتنا، فتنهض الأمة وترتقي ، فإن سعادة المجتمع وتقدمه مرهونة بيقظة ضمائر أبنائه ومراقبتهم لله.
وفي ختام كلمته، أكد أن الصيام لا يمنع إتقان العمل، وليس فيه أي نوع من أنواع التكاسل، فرمضان هو شهر الجد والنشاط لأنه وقع فيه أعظم الانتصارات، يوم بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، والعاشر من رمضان، ما يدل على أنّ الصيام سبيل القوة مع الله (عز وجل)، ومع الأعمال.