"خالد مغربي دبابة.. أسد وجنبه إحنا غلابة".. الاختيار يحيي ذكراه

كتب: حسن صالح

"خالد مغربي دبابة.. أسد وجنبه إحنا غلابة".. الاختيار يحيي ذكراه

"خالد مغربي دبابة.. أسد وجنبه إحنا غلابة".. الاختيار يحيي ذكراه

يحيي مسلسل الاختيار، الذي يرصد بطولات أبناء الجيش المصري، وأسطورة الصاعقة الشهيد أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103، ذكرى شهداء عظماء، من بينهم البطل النقيب خالد محمد كمال المغربى، الملقب بـ"خالد دبابة"، ابن مدينة طوخ بمحافظة القليوبية.

استشهد المغربي، أثناء تأدية واجبه الوطني، والقضاء على البؤر الإرهابية، ومطاردته للجماعات التكفيرية، وهو فى طريقه لنجدة زملائه بكمين "البرث" برفح بشمال سيناء، ليستشهد جنبا لجنب، مع قائده وصديقه أحمد منسي، وخلد اسمه نشيد الصاعقة مع زملائه، وجاء بالنشيد "خالد مغربي دبابة أسد وجنبه إحنا غلابة".

والد الشهيد، أكد أن مسلسل الاختيار، جاء ليعيد للأذهان ذكرى أبطال لا يمكن نسيانهم، ضحوا بكل غال ونفيس، من أجل تراب الوطن، مشيرا إلى أن نجله الشهيد، كان من أبطال معركة "البرث" بين الإرهابين والكتيبة 103 بقيادة الشهيد أحمد منسي في 2017، حيث أنهى الشهيد خالد صلاة الفجر داخل كتيبته، وجهز معداته وأشيائه، لترك كتيبته، بناءً على نشرة بانتقاله إلى قوات الصاعقة بالإسكندرية.

يضيف والد الشهيد، في هذه اللحظة، جاءه اتصال من أحد الضباط بكمين مربع البرث برفح، بتعرضهم لهجوم إرهابي، ليهتف خالد مع جنوده "حى على الشهادة"، وفي دقائق معدودة، شكل قوة الدعم، وخرجوا لنجدة زملائهم.

يستطرد والد الشهيد، وقبل الوصول إلى موقع الاشتباكات بمسافه 700 متر، لمح الشهيد عربة بداخل إحدى العشش على جانب الطريق، وبدأ التعامل معها، وانفجرت، حيث كانت معدة بمتفجرات لتعطيل وصول الدعم، وعلى بعد 400 متر، أطلق القناصة، وابلا من النيران، وقذائف "الأر بي جي" على المدرعة، وتعامل الشهيد معهم من داخل المدرعة، وقتل العديد منهم، إلا أن الجبناء الذين يخافون المواجهة، دفعوا بسيارة دفع رباعي، يقودها انتحاري، بها متفجرات من جانب الطريق، لتصطدم بالمدرعة، وتنفجر ويستشهد إثرها.

 أرملة الشهيد قالت: إن الشهيد كان زوجا بمعنى الكلمة، وعطوفا على الجيران، كأنه ملاكا يسير على الأرض، واستشهد بعد زواجنا وأنا حامل في شهرى الخامس، ورزقنى الله بطفل، سميته خالد على اسم زوجي الشهيد، لأنه لم يره.

وأضافت أن التكفيريين، هم من أطلقوا عليه لقب دبابة، لأنه حقق انتصارات عديدة عليهم، وهاجمهم فى بؤرهم، وقتل العديد منهم، ورصدوا مكافأة لمن يمسك به، ولكن كلمة الله هى العليا، والحق دائما غالب، ونصر الله الجيش على هؤلاء الملاعين، الذين ليس لهم ملة ولا دين.

فيما روت والدة الشهيد، أخر لحظات للشهيد في أخر إجازة له، حيث زار جميع أفراد العائلة، وأوصى بدفنه بمقابر جده، ليبقى بجواره عند استشهاده، وقبل عودته من إجازته الأخيرة، قال لأحد أقاربه، "لو سمعت اليومين اللي جايين فيه حاجة كبيرة حصلت في سينا وناس استشهدت، اعرف اني أول واحد شهيد هناك، ومفيش أيام وتحققت نبوئته واستشهد".

وتذكرت خالة الشهيد، في إحدى المرات وهو جالس مع والدته، يشاهد التلفزيون، وكان وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى، يكرم أسر الشهداء، وكان النداء على أم الشهيد البطل محمد السواح، فقال خالد لأمه: "يا أمي اللي طالعة تتتكرم دي أم صاحبي، وأنا مش هاسيب حقه، ادعيلها ربنا يصبرها.. يابختك هاتبقي أم الشهيد،  ردت عليه متوجعش قلبي يابني".. قالها "أوجع قلبك ايه يا أم الشهيد.. أنا مشروع شهيد"، وفي إحدى الإجازات، ذهب مع أحد أصدقائه المقابر، لقراءة الفاتحة، وقال له "أنا هاجي هنا قريب".

وأضافت والدة الشهيد، في يوم الجنازة، وقفت إحدى السيدات بجوار والدته، وقالت لها: "انتي متعرفنيش بس انا اعرف الشهيد، انا كنت بجهز عرايس يتامى، وكان خالد الله يرحمه، بيجي كل شهر يديني مبلغ كبير أجيب بيه حاجه في جهازهم".

وفي إحدى المرات، طلبت منه مساعدة سيدة مسنة، تركها أبنائها ومحدش بيسأل عنها، أخذ عنوانها وذهب إليها، وقال لها "يا أمي اعتبريني ابنك، ومن اليوم انتي مسؤولة مني، وكل إجازه يأتى فيها كان يحضر لها احتياجاتها الشهرية من مأكل وملبس وعلاج".

الشهيد البطل خالد مغربي، ولد فى 5-12- 1992 وكان محبوبا بالمدينة بأكملها، وكان متفوقا فى دراسته، وهو أصغر أشقائه، الأول أحمد، مهندس بالمقاولون العرب، وشقيقتان إحداهما متزوجة، التحق بالكلية الحربية فى عام 2011، وتخرج فيها فى 22-6-2014، الدفعة 108 حربية، كتيبة 83 صاعقة، وتم التحاقه بقوة الدعم فى شمال سيناء، واستشهد فى 7-7-2017، وبالرغم من صغر سنه، إلا أنه نال حب قادته، ويعيش في قلوب المصريين ببطولاته وفدائه.


مواضيع متعلقة