من الصعيد للتمثيل.. قصة ابن منسي بـ"الاختيار": عيلتنا صعبة

05:10 م | الأحد 03 مايو 2020

بين أهالي الصعيد والفلاحين دائما يوجد عادات وتقاليد لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاوزها، ولكن أحيانا تكون لكل قاعدة شواذ أي نادرا ما يقرر البعض التخلي عن شيء بسيط طالما لا يضر وهو ما فعلته الأم ليلى محمد الكبير، مع أبناءها الصغار عبدالرحمن وديما.

لم تكن تتوقع ليلى أن تجعل أطفالها الصغار في عالم الأزياء، فالقصة بدأت بالصدفة عندما رأت الأم منذ عامين إعلان على موقع التواصل الاجتماعي لطلب عارض أزياء صغير: "بعت الصور ومكنش في نصيب وبعد شهرين لاقتهم بيبعتولي على تصوير لماركة وروحنا وكانوا مبسوطين بي، وبعد ما صورنا فضلنا مستين أول صور لبودي بقى كانت المفاجأة أن الصور باظت ومنزلتش".

ولكن حالف الحظ مرة أخرى عبدالرحمن البالغ من العمر 7 أعوام حاليا عندما تعرفت والدته على بعض الأهالي مثلها في أول عرض تصوير: "قالولي بيحتاجوا كتير سن ابنك ممكن تبعتلنا رقمك ونتواصل معاكي بعدين، وفعلا بدأ يجيلي كذا برند للتصوير الناس كانت بتطلبه وبتدور عليه".

لم تكن تعلم ليلى وأصلها من سوهاج عن هذا المجال ما جعلها تشارك في عدد من الجروبات بموقع فيسبوك والتوصل لمكاتب "الكاستنج" للتمثيل: "بس أنا اهتميت اكتر بالفاشون لأني محبتش مجال التمثيل لأنه صعب"، أما عن ابنتها ديما البالغة من العمر عامين حاليا ترددت كثيرا الأم في مشاركتها في هذا المجال.

الأم: إحنا محافظين على عادتنا وتقاليدنا اللي تربينا عليها برده

"إحنا صعايدة وعيلتنا صعبة شوية وجوزي من الغربية بس زينا، فكنت رافضة تدخل المجال الولد غير البنت".. هكذا وصفت ليلى التي نقلت مع أسرتها إلى القاهرة خوفها على ابنتها لادخالها مجال الأزياء وعدم إمكانها السيطرة عليها في الكبر إلا أنها تنوي عند سن معين منعها عن ذلك: "مش عايزة لما تكبر تنجرف لطيار أنا مش موافقة عليه مكونتش حبة، وكذا حد طلبها في تصوير لما كنا بنبقى مع بودي لحد ما مصور بنتعامل معاه دايما قالي أنه بعت صورتها لبرند وعايزينها".

بدأت ديما التصوير كعارضة أزياء وهي لم تتجاوز العام، ثم بدأ الناس بطلبها لشكلها المميز: "وشها شبه العرايس اللعبة عشان كده بيطلبوها كتير" بحسب ليلى التي تحصل على المقابل المادي وتضع الأموال لهم في دفتر توفير: "عشان لما يكبروا يفرحوا أن هما كانوا بيشتغلوا من وهما صغيرين وليهم دخل".

وعن أكثر الصعوبات التي يمر بها بودي وديما تصويرهما في فصل الشتاء بملابس فصل الصيف والعكس: "في عز الحر تقيل والبرد خفيف، لكن بناخد احتياطتنا"، أما عن قدرة الاستيعاب لدى الطفلين بما يفعلونه، فعبدالرحمن يدرك ما يفعله وسعيد بذلك، أما ديما كونها لا تزال سنها صغير فليس لديها علم بما تفعله ولكنها تلعب.

قرار ليلى وزوجها شريف الشحات، في جعل أبنائهما يشاركان في مجال الأزياء حتى يكون لديهما ثقة بأنفسهما عند الكبر ولهم شخصية: "ويعملوا كرير بجانت دراستهم وهتبقى حاجة تبسطهم، واحنا محافظين على عادتنا وتقاليدنا اللي اتربينا عليها فهطلع ولادي على كده وهدي للولد جزء من الحرية بس في حدود المتعارف عليه في المجتمع أما البنت في سن معين هتتمنع".

وحرص الوالدين في كل تصوير خاص بعبدالرحمن أن يجعلونه يتبرع بجزء من راتبه لعمل الخير: "الجانب الديني أهم حاجة معودينه مع كل تصوير يطلع جزء منه لحاجة لله".

عبدالرحمن يؤدي دور ابن الشهيد منسي في مسلسل الاختيار وديما مرشحه لدور ابنته

وصدفة مختلفة عن الأزياء جعلت عبدالرحمن يجسد دور الطفل حمزة نجل الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي قائد كتيبة 103 صاعقة، والذي يقدم بطولته أمير كرارة تجسيدا لحياته في مسلسل "الاختيار" الذي يعرض حاليا في رمضان.

حالف الحظ عبدالرحمن لعمل دور حمزة الذي سيظهر في الحلقة الـ 21 قائلا بودي لـ"الوطن": "أنا مبسوط أوي وأنا عايز ابقى ضابط جيش عشان احارب زيهم وبروح مع بابا الكشافة ولما أكبر مش هطلع ممثل أنا هطلع ضابط"، واستكملت الأم حديثه: "لما حكينا لي على دور منسي حب الموضوع أوي وأنه كان قائد عظيم حب الدور أوي وعايز يبقى بطل زيه"، كما أن شقيقته ديما مرشحة لعمل دور ابنته حيث أن المسلسل لا يزال لم ينتهي تصويره.

حاول الكثيرون التواصل مع ليلى لمعرفة كيفية مشاركة أولادها في التمثيل أو الأزياء، وهو ما جعلها تنشر جميع التفاصيل بالأرقام وأماكن مكاتب الكاستينج وكيفية الاطمئنان عليهم بدون نصب على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي.