الشيخ يسري عزام: المسارعة إلى الخيرات مطلب شرعي

الشيخ يسري عزام: المسارعة إلى الخيرات مطلب شرعي
- وزارة الأوقاف
- وزير الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- وباء كورونا
- يسري عزام
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
- وزارة الأوقاف
- وزير الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- وباء كورونا
- يسري عزام
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
أكد الشيخ يسري عزام، أحد علماء وزارة الأوقاف، أنّ الإسلام دين الخير والصلاح، ودين السعادة والرخاء، دين يأمر بكل ما فيه صلاح الفرد والمجتمع، فأقر ويقر مبدأ المنافسة، ويشجع على استغلال إمكانات الإنسان، ويوجه إلى ما يستحق بذل الجهد فيه، وجعل في مقدمة ما يسعى إليه الإنسان وينافس فيه ما يسعده في دنياه وآخرته.
وتابع: "يقول سبحانه: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك)، فالهدف من السعي هو الدار الآخرة مع التمتع بالحياة في الدنيا".
وأكد عزام، خلال كلمته بملتقى الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الاعلي للشئون الاسلامية، أنّ المسارعة في الخيرات والمسابقة إلى الأعمال الصالحة مطلب شرعي للفوز برضا الله عز وجل، لذا نراها في سلوك كل مسلم فطن، وفي تصرفاته كل وقت وحين؛ امتثالا لأمر الخالق (عز وجل) إذ يقول: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"، ويقول: "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله".
وأضاف: "المعنى: بادروا إلى عمل الصالحات، وتنافسوا في تقديم الخيرات، ولا تضيعوا الأوقات في غير فائدة، ولا تؤثروا الحياة العاجلة على الآجلة، لا تركنوا إلى الحياة الفانية، وتتركوا الباقية، فالآخرة خير وأبقى، ولو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب على المسلم العاقل أن يؤثر خزفا يبقى على ذهب يفنى، فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟!".
وأوضح: "لقد امتثل الصحابة (رضي الله عنهم) لتوجيهات النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وسارعوا في الخيرات، وبادروا بالأعمال الصالحة ليلا ونهارا، فهذا أبو بكر (رضي الله عنه) ما وجد طريقا علم أن فيها خيرا وأجرا إلا سلكها ومشى فيها، وحينما وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أصحابه بعض الأسئلة عن أفعال الخير اليومية، كان أبو بكر الصديق هو المجيب، قال (صلى الله عليه وسلم): (من أصبح منكم اليوم صائما؟)، قال أبو بكر: أنا، قال: (فمن تبع منكم اليوم جنازة؟)، قال أبو بكر: أنا، قال: (فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟)، قال أبو بكر: أنا، قال: (فمن عاد منكم اليوم مريضا؟)، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)".
ولفت إلى روح المنافسة في الخيرات التي سادت بين الصحابة الكرام (رضي الله عنهم)، فقد أخرج أبو داود في سننه، والترمذي عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: "أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما أبقيت لأهلك؟" قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "ما أبقيت لأهلك؟" قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا".
وزاد: "لقد تأسى الصالحون برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام (رضوان الله عليهم) في المسارعة إلى الخيرات والمنافسة في الصالحات، قال وهيب بن الورد (رضي الله عنه) إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل".
وأشار عزام إلى أنّ خير الناس أنفعهم للناس، والمؤمن الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وساعات إقامته في الدنيا محدودة، ويدرك أنّ الحياة فرص، من اغتنم هذه الفرص وعمل الصالحات، فاز وسعد في الدنيا والآخرة، ومن ضيعها خاب وخسر، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)، ورحم الله من قال: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس".