ممرضة تستقبل خبر وفاة والدتها أثناء وجودها بالحجر الصحي في البحيرة
الممرضة: لبيت نداء مهنتي وتركت والدتي مريضة قبل وفاتها
فريق طبى بحجر كفر الدوار
في الوقت الذي مكثت فيه داخل مستشفى الحجر الصحي بكفر الدوار، بالبحيرة، تؤدي واجبها المهني كممرضة، وتعمل جاهدة لتنقذ حياة عشرات المرضى المصابين بفيروس كورونا، مع فريق طبي متكامل عكف على تنفيذ هذا الأمر، وصلها خبر وفاة والدتها التي كانت تعاني المرض قبل ذهابها لعملها بالحجر الصحي، ووسط حالة الحزن التي سيطرت عليها، لم تستطع أن تخرج لتلقي نظرة الوداع عليها، أو تحضر تشييع جثمانها.
نجلاء عمر حسن، ممرضة بمستشفى الحجر الصحي بكفر الدوار، تروي لحظات الحزن والأسى التي مرت بها، على لسان زوجها مجدي سعد، قائلة: "قبل أن تصدر وزارة الصحة قرارها بتحويل مستشفى كفر الدوار العام، لمستشفى حجر صحي، كانت أمي طريحة الفراش بقسم العناية المركزة بالمستشفى، بعد دخولها في وعكة صحية، ولم أتأخر لحظة في إخراجها من المستشفى لتجهيزها للحجر وعلاج مرضى كورونا.
وأضافت، نصحتها بالجلوس فى المنزل على أن أقوم برعايتها شخصيا، وأوفر لها العلاج اللازم، وظللت أيام على هذا الأمر أتابعها منزليا، إلى أن صدر قرار بانضمامي إلى الفريق الطبي الثاني بمستشفى الحجر، على الفور جهزت حقيبتي وذهبت ملبية نداء الواجب المهني، وأوصيت بعض زميلاتي وأقاربي على والدتي خلال فترة عملي.
وتابعت، وصلني خبر وفاة أمي أول أمس، ونزل علي كالصاعقة التي أفقدتني النطق والحركة لساعات، وظللت أفكر في طريقة لأحضر تشييع جنازتها أو ألقي نظرة الوداع عليها، ولكننى لم أجد بديلا عن جلوسي داخل الحجر بحكم واجبي المهني، وبسبب الأحداث والحالات المرضية التي كانت داخل المستشفى، استطعت أن أتمالك أعصابي ونفسي وأعود لممارسة عملي، لعله يكون في ميزان حسنات أمي، وسببا في دخولها الجنة.