عاملو "دار الملك" لإيواء المشردين.. ملائكة في خدمة كبار السن بدمياط

كتب: سهاد الخضري

عاملو "دار الملك" لإيواء المشردين.. ملائكة في خدمة كبار السن بدمياط

عاملو "دار الملك" لإيواء المشردين.. ملائكة في خدمة كبار السن بدمياط

شباب من الجنسين، قضوا سنوات من عمرهم، في مساعدة الغير، سواء كانوا كبارا أم صغار، أصحاء أم مرضى، يعملون على تقسيم أوقاتهم بين العمل الخاص والتطوعي، لا يكلون أو يملون، يعملون فحسب من أجل إسعاد الآخرين، يستهدفون عدم وجود مشردين، أو مرضى عاجزون عن تدبير نفقات علاجهم. 

"الوطن"، حاورت العاملين في "دار الملك" بدمياط، أول دار في الدلتا، تعمل على إيواء المشردين وكبار السن.

بوجه بشوش، تجلس مفاز موسي فتاة عشرينية العمر، إحدى متطوعات بجمعية خير دمياط، إلى جوار الحالات التي استضافها الدار، لمتابعة شؤونهم والاستعلام منهم، هل هم بحاجة لشئ أم لا؟ تترجل مفاز في أنحاء الدار، تساعد هذا وذاك.

تقول مفاز لـ"الوطن"، أعمل أساسا في مجال تنمية اللاجئين، هذا مجال عملي، إلى جنب عملي التطوعي، حيث انضمت للجمعية قبل 9 سنوات، في كل مرة ننزل إلى شوارع دمياط، نبحث عن المشردين لننقلهم للدار، ونقدم لهم كل الخدمات اللازمة.

ونستعين بالأطباء المختصين، للكشف عليهم والاطمئنان على صحتهم، وتوفير الأدوية اللازمة، ثم نتواصل مع الجهات المعنية، من التضامن والشرطة، في محاولة للاستعلام عن ذويهم، وأشارك في كل مشروعات الجمعية، سواء المختصة بتوفير العلاج لغير القادرين، أو توفير فرص العمل  والمساعدة المادية لغير القادرين، فضلا عن نزول القرى الفقيرة، وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

يلتقط حبيب المتولي 30 عاما، مندوب مبيعات ومتطوع في الجمعية طرف الحديث، قائلا: أنزل مع أعضاء الجمعيات في مختلف الجولات، حيث توليت مسؤولية نقل الحالات من الشارع إلى الدار، وكان وضعهم صعب للغاية، فأحدهم وجدناه ينام على أحد الأرصفة، والآخر وجدناه ينام بداخل سيارة.

وتابع المتولي، تطوعت قبل 4 أعوام للجمعية، وخلال تلك الفترة، تعلمت الكثير، بداية من العمل على تقديم المساعدة للجميع، والموازنة بين العمل العام والتطوعي، وحب الغير وتقديم المساعدة، طالما كانت في استطاعتي.

وتجلس شيرين محمد الشامي 40 عاما، إلى جوار الحالات، تعمل على خدمتهم من تقديم الوجبات إلى تنظيف الغرف، تقول كنت أعمل في أحد مصانع الاستثمار بمحافظة بورسعيد، وبعدما علمت بخبر افتتاح الدار، قدمت أوراقي للعمل، وبالفعل قبلت واستلمت العمل كمشرفة خاصة، وأعمل على خدمة النزلاء، من نظافة وتقديم الوجبات، وترتيب الغرف وتنظيفها، حيث أبدأ العمل من الساعة الثامنة صباحا، حتى الثامنة مساء، كما أقدم لهم المشروبات الساخنة، من شاي وقهوة وخلافه، فالدار تعمل على تقديم الخدمات لكل النزلاء.

تستطرد شيرين قائلة: كنت أعاني الأمرين خلال فترة عملي بمصنع بورسعيد، من تعب وإرهاق، ولكن العمل هنا مريح إلى حد ما، يكفي عملي بالقرب من منزلي، حتى أكون قريبة من بناتي، خاصة أن زوجي مريض، ولا يعمل.

في دور آخر، خصص للمشغولات اليدوية من تصميم مفارش وملابس لخدمة الدار، تجلس نهى صلاح 35 عاما، إلى جوار زميلاتها، يعملن على ماكينات خياطة، لتفصيل المفارش والملابس، تقول: منذ عامين وأنا أعمل بالجمعية في المشغل الخاص بها، ضمن مشروع إنتاجي.

وأضافت: جئت إلى هنا، وكنت في مرحلة تعلم التفصيل، وقدمت أوراقي، وحصلت على كورسات متخصصة في التفصيل لمدة شهر ونصف عندهم.

أما رحمة العراقي 20 عاما، طالبة بالفرقة الأولى بكلية تجارة، تجلس أمام أحد أجهزة الكمبيوتر، لمتابعة عملها بالسوشيال ميديا، تقول: انضممت للجمعية قبل عام، وحين ورود بلاغ إلينا بالعثور على مشردين، ننزل كفريق للشارع، للتعامل مع الحالة، وتقديم كل الاجراءات اللازمة، ونقل الحالة إلى الدار، حيث نجد تعاون من المواطنين، الذين يستفسرون منا في بادئ الأمر عن هويتنا، وأحيانا نجد عدم استيعاب بعض الحالات لدورنا.

وتقف غادة ناصر 30 عاما، حاصلة على دبلوم فني طباخة، بخط إنتاجي، لتجهيز الوجبات بالدار، وزميلتها نورا الحريري 40 عاما، أم لثلاث أطفال، تعمل بالجمعية قبل عام، وكانت إحدى مستفيدات الجمعية، منذ عام 2014.

وقالت: كانت الجمعية تساعدني في علاج ابنتي المصابة بالزئبة الحمراء، التي توفيت منذ فترة، متابعة: تعلمت الجرأة في الطبيخ، والتحدث مع الآخرين، فخرجت من قوقعتى للمجتمع الفعلي، وتعلمت هنا صناعة الحلويات بأنواعها المختلفة، وطهي أكلات مختلفة، مشيرة إلى حصولها على راتب ساعدها كثيرا على تدبير نفقات المعيشة، مضيفة هنا تشعرين وكأنك وسط أسرتك.

 


مواضيع متعلقة