المتحدث باسم لجنة المصالحة فى أسوان لـ«الوطن»: هناك محكمون دوليون طلبوا حضور جلسة الصلح بين القبيلتين

كتب: توفيق شعبان

المتحدث باسم لجنة المصالحة فى أسوان لـ«الوطن»: هناك محكمون دوليون طلبوا حضور جلسة الصلح بين القبيلتين

المتحدث باسم لجنة المصالحة فى أسوان لـ«الوطن»: هناك محكمون دوليون طلبوا حضور جلسة الصلح بين القبيلتين

أكد السيد الشريف إدريس الإدريسى، المتحدث باسم لجنة المصالحة بين قبيلتى «الهلايل» و«الدابودية»، أن الإخوان هم أحد الأسباب الظاهرة لاشتعال الأزمة بين القبيلتين بعد كتابة العبارات المسيئة على أسوار المدارس، سواء للجيش أو الإخوان من قبل شابين من القبيلتين، أحدهما يؤيد «السيسى»، والآخر «الإخوان»، مشيراً إلى أن هناك مشكلات قديمة بين القبيلتين، ولكن لم تصل لحد الاقتتال، مؤكداً أن هناك أيادى خارجية تشعل الأزمة بين القبيلتين، مستغلين حالة عدم الاستقرار التى تشهدها مصر خلال الفترة الحالية: ■ ما الأسباب الحقيقية لفتنة قبيلتى «الهلايل» و«الدابودية» وهل يقف الإخوان وراءها؟ - هناك أسباب عديدة، ولكن الإخوان أحد الأسباب الظاهرة فى بداية اشتعال الأزمة بين القبيلتين بعد كتابة العبارات المسيئة «للجيش» على أسوار إحدى المدارس، وهما شابان من القبيلتين أحدهما كتب أنه ينتمى لـ«مرسى»، والآخر لـ«السيسى»، وبدأت الإساءات للقبيلتين من طرف الشباب، وطبعاً من المفترض أن الانتماء لا يولد صراعاً سياسياً بين القبيلتين، وكل واحد له آراؤه واتجاهاته، وعلى كل طرف أن يعرض رؤيته بصورة سليمة لإقناع الآخرين، لكن الصراع سيزيد الاحتقان والقتال، وهناك مشكلات سابقة بين «الهلايل» و«الدابودية»، والكثير من الناس يعتقدون أن «بنى هلال» تجاوزوا فيها مع «الدابودية»، مما أدى إلى حدوث حالة احتقان، كما أن هناك أكثر من مشكلة لم تحل بالشكل المناسب، ودائماً كانت قبيلة «بنى هلال» تشعر بالانتصار، والناس بتيجى تحل بالعرف، والعرف بينصر الطرفين، وهناك بعض المشكلات لن تحل بالعرف مثل الخلافات التى تحدث فى الشارع. ■ ما الخطوات التى ستتخذها لجنة المصالحة لإنهاء هذه المشكلة تماماً بين القبيلتين؟ - إحنا فى أغلب جلساتنا التى عقدت بين القبيلتين، أصبح كل طرف يدين للطرف الآخر بالمعاملة الطيبة والحسنة، وكل واحد بيذكر الخير للآخر الذى تعامل به خلال الهدنة، وبالتالى بدأت تهدأ النفوس، لأن هناك روابط طيبة بين القبائل لا بد أن تذكر، وحتى اليوم لا يستوعب الطرفان ما حدث وسقوط العديد من الأبرياء من القبيلتين بهذه السرعة، وهذه كلها أسباب ستساعد فى حل المشكلة نهائياً، إضافة إلى أن هناك تفويضاً مطلقاً من قبل الطرفين للجنة المصالحة واللجان العرفية التى طالبت بالتدخل لحل المشكلة تماماً من جذورها، وهذا تأكيد على الالتزام الكامل بين الطرفين، وسنبدأ بعد ذلك الالتزام بما كتبه الطرفان بحق كل طرف عند الآخر، لأننا طالبنا كلا الطرفين بأن يكتب كل منهما ما له وما عليه كاملاً، وسنعتبرها شهادة مكملة، وبعد ذلك سنأخذ شهادة الأشخاص المحيطين بهم، لأنها ستكون محايدة وليس لها أى علاقة بما حدث، ثم نستقرئ الأمور من الشرطة والأجهزة المحيطة التى شاهدت المذبحة، وبعد ذلك ستبدأ اللجنة فحص الكلام هنا وهناك وتتبين ما به، وهناك بعض المحكمين الدوليين طالبونى بمشاركة اللجنة فى جلسة الصلح بين القبيلتين، منهم الشيخ محمد الدوسرى من السعودية، والشيخ مفتاح الأقرع، وبعض شيوخ القبائل العربية الذين ينتمون إلى التحكيم الدولى، ونرحب بكل من يقود الصلح بين الطرفين.[FirstQuote] ■ هل فشلت الحكومة فى نزع فتيل الأزمة بين القبيلتين فى بدايتها؟ - نحن لا نحمل الأمور على غير وجهها، لأن الأزمة كانت مشتعلة، وكان كل طرف عاوز ينتصر على الطرف الآخر، فالحكومة لما وصلت كانت الأحداث ساخنة بين الطرفين، ومكنش حد عنده استعداد يصل إلى الطرفين فى أماكنهم، وعلشان تقدر تتواصل مع أى شعب أو قبيلة لازم تتواصل معاها بشكل مباشر، وبعدين الحكومة ليس لها دخل فى حل الأزمة، لأن مثل هذه المشاكل تحل عن طريق الرموز العرفية والطبيعية فى المجتمع، وإحنا لنا أعراف قبلية، وإذا حاول أحد رموز الدولة حل المشكلة، فسنعتبر ذلك «شو إعلامى» لأنه ليس عنده الخبرة فى التعامل مع القبائل، لأن المشكلات التى وقعت بين القبائل العربية قبل ذلك فى مختلف الدول لم تحل عن طريق الحكومات، ولكن تم حلها عن طريق شيوخ القبائل. ■ هل جرت اتصالات بينك وبين رئيس الوزراء لمشاركة الحكومة فى وضع حلول للأزمة؟ - هناك اتصالات عن طريق اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، وهو يبلغ بعض الحلول لرئيس مجلس الوزراء، ودائم الاتصال بى، حتى حينما كنت خارج مصر، والحكومة تعهدت بتقديم كافة المساعدات للجنة المصالحة للوصول إلى حلول نهائية للأزمة بين القبيلتين. ■ ما معنى الالتزام العرفى بين القبائل؟ - هو التزام بين قبيلتين، بمعنى أن الحرب وصلت بين الطرفين لذروتها على شىء ما، فتتدخل القبائل بالحكم العرفى وتقول أوقفوا نزيف الدم بين الطرفين، وكفى ما حصل، واللى ليك تاخده عرفى، واللجنة العرفية هى المسئولة عن رجوع الحق لأصحابه، وأن أى طرف له حق، فعلى لجنة المصالحة العرفية إعادته لأصحابه، وعرف ذلك فى الجاهلية، وحين استمر فى الإسلام، هذبته الأديان بالقواعد الشرعية فى الأحكام الخاصة بالدماء، وأحكام الدم هى القصاص، ويكون للحاكم والمختص على دية أو دم، لأنه أخذ ما له بيده وليس بيد الحاكم. ■ بعد المذبحة، تعالت الأصوات المطالبة بإقالة اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان.. ما تعقيبك؟ - المشكلة فى الأساس ليست عند المحافظ، ولا مدير الأمن، ولا أى مسئول فى الدولة، لأن المشكلة قبلية حدثت بين طرفين تناحرا لأسباب داخلية، وأن الأمن لم يكن لديه أى خبر بها، وبالنسبة للأمن فلا ألومه على ذلك، لأن المشكلة تصاعدت بصورة سريعة، لأن هناك أيادى خارجية تدير هذه المشكلة وتدخلت فى إشعال الأزمة، خصوصاً أن هناك كمية سلاح غير طبيعية دخلت خلال هذه الفترة، للمحاولة للفصل بين القبائل والنوبيين، وهناك بعض الأيادى الخفية تدخلت لإشعال الأزمة خلال هذه الفترة التى تمر بها مصر بعدم استقرار الأوضاع. ■ بعض أهالى أسوان بدأوا يفكرون عقب المذبحة فى الرحيل عن المحافظة.. كيف ترى ذلك؟ - الأزمة التى حدثت بين القبيلتين أدت إلى تفكير بعض الأهالى المتعايشين فى أسوان فى الرحيل عنها عقب المذبحة، بعد أن أصابهم القلق، ولكنّ أهل أسوان الأصليين لا يمكن أن يفكروا فى الرحيل عن بلدهم، وعندما بدأت تهدأ الأوضاع تراجع العديد منهم عن فكرة الرحيل. ■ فى حال عدم الوصول إلى حلول بين القبيلتين ماذا ستفعل لجنة المصالحة؟ - أولاً الحل فى مثل هذه المشكلات لا بد أن يكون بالتفاوض، وفى حال تعثر المفاوضات فستحل المشكلة عن طريق القانون، وهنا ستكون القبيلتان خرجتا على ميثاقها العربى والقبلى، لأن القبيلة التى ليس لها رأى أو التزام لا يقال عنها قبيلة، وسيقال عنها جماعات همجية، وفى حال اللجوء إلى القانون سيكون هذا انقلاباً على شريعة القبائل.[SecondQuote] ■ هل القبائل العربية الموجودة فى مصر والخارج تؤيد ترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟ - الشعب المصرى يسعى فى الوقت الراهن إلى استقرار البلد، الذى يحتاج إلى شخصية قوية قادرة على إدارة الأمور، ورمز يجمع كل طوائف الشعب المصرى تحت مظلته، إضافة إلى احتياجها فى الوقت الحالى إلى توحد قواها، ونحتاج من كل من لديه إسهام سياسى يكون مشاركاً فى الحكومة المقبلة بشكل أو بآخر، لأن من يعمل لنفسه واسمه، ففى يوم من الأيام سينتهى ولكن من يعمل من أجل رفعة مصر سيكون مخلداً بتاريخها، حتى فناء هذه الدنيا، والمشير السيسى استطاع التصدى لشىء غير عادى، وهو التقسيم الطائفى فى مصر، لأن مصر بلد لا يحكم بالطائفية أو الانفراد، وأى حد هينفرد بالسلطة فى مصر فسيفشل.