رئيس «غرفة الصناعة»: نخسر 40 مليون جنيه يومياً

رئيس «غرفة الصناعة»: نخسر 40 مليون جنيه يومياً
قال مجدى طلبة رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات: إن صناعة الغزل والنسيج فى مصر كانت تغزو معظم دول العالم، وإنها صناعة قديمة منذ الفراعنة، وازدهرت كثيراً عقب تأسيس طلعت حرب مصنع الغزل والنسيج فى المحلة الكبرى، وكانت تشهد هذه الفترة ازدهاراً كبيراً للصناعة، لكن بدأت تتراجع تدريجياً عقب منتصف فترة الخمسينات من القرن الماضى. وأضاف أن الدولة بها عدد كبير من المصانع التى لها القدرة على الإنتاج الجيد والتصدير، ولكنها أهملت هذه الصناعة منذ فترة التسعينات، وتوقفت الاستثمارات فى معظم شركات القطاع العام، التى يبلغ عددها 32 شركة، أهمها شركة المحلة الكبرى وكفر الدوار، وهذه الشركات أصبحت تكبّد الدولة خسائر تبلغ 40 مليون جنيه يومياً. وأوضح أن نسبة الأجور للعمال مقابل المبيعات فى هذه الشركات يبلغ من 75% إلى 120% من إجمالى المبيعات المحققة، وإجمالى العمال فيها 65 ألف عامل، مما يعنى تكبّد خسائر لهذه الشركات، نظراً لعدم وجود استثمارات جديدة حتى تزيد من كفاءة وزيادة الإنتاج، وبالتالى زيادة المبيعات المحققة.
وأكد أن شركات القطاع العام، تواجه ديوناً كبيرة تمنعها من استكمال العمل بنفس كفاءتها. وقال: «يجب على الدولة أن تحل المشكلة، فهناك عدد من هذه الشركات لديها أراضٍ غير مستغلة وقيمتها المالية كبيرة، وهناك شركات أخرى يمكن إعادة هيكلتها مرة أخرى». وأشار إلى ضرورة مساهمة القطاع الخاص كجزء من الحل لهذه الشركات، ولن يكون على نظام الخصخصة المتبع فى العهود السابقة، فهناك فى العالم ما يُسمى بخصخصة الإدارة، وهو التعاقد مع شركة قادرة على تنمية الشركة وإعادة هيكلتها مرة أخرى لمدة فترة محددة، ويكون لها نصيب من الأرباح. وأوضح أن هذه الصناعة تعد صناعة استراتيجية للدولة، حيث تبلغ قوة العمالة بها 30% من إجمالى القوة العاملة فى مصر، و24% من إجمالى حجم الصادرات، وحل مشكلات هذه الصناعة سيفتح مجالاً كبيراً أمام مصر لإعادة وضعها الحقيقى بين دول العالم فى ريادة هذه الصناعة، فمصر دولة مهيأة جداً لتطوير وتنمية هذه الصناعة، لكن الحكومات السابقة أهملت الصناعة لفترات طويلة.
وأضاف: «هناك حلول يمكن وضعها لتحسين وضع الصناعة، منها وضع خطة حقيقية للتطوير، فعلى سبيل المثال فى دولة الهند يوجد لديها وزارة للمنسوجات، حتى إن صادرات الهند تفوق 30 مليار دولار سنوياً، لكن الصناعة فى مصر مقسّمة على مجموعة من الوزارات والهيئات، لكن يمكن وضع هيئة واحدة فقط تكون مسئولة عن الصناعة ككل، الدول التى كانت متأخرة كثيراً عن مصر سبقتها بنسب كبيرة مثل فيتنام وبنجلاديش، وبلغت صادراتها من 18 إلى 20 مليار دولار سنوياً، فيما تبلغ قيمة صادرات مصر ملياراً ونصف المليار دولار فقط، مما يمثل رقماً ضعيفاً جداً لحجم مصر، التى يوجد لديها إمكانيات تجعلها فى ريادة دول العالم فى صناعة الغزل والنسيج، هذه الصناعة تستطيع نقل مصر نقلة مختلفة لتصبح من الدول الرائدة فى هذه الصناعة فى العالم، ومصر بالفعل لديها مصانع تصدر إلى أغلى أسواق العالم، فيجب وضع حل للمنظومة ككل خلال السنوات المقبلة، لأن لدينا عمالة ذات كفاءة عالية، ولكنها تحتاج إلى التعليم والتدريب الجيد». وأشار إلى أن هناك حاجة شديدة للتوسع فى الصناعات المغذية للغزل والنسيج وتطبيق استراتيجية الشبكة العنقودية، فى ربط المصانع الكبيرة والمتوسطة بالمصانع الصغيرة، وهى التجربة التى ثبت نجاحها فى دول مثل الهند، وسيريلانكا، وماليزيا، كما يجب الاستفادة من القطن المصرى طويل التيلة، فى تصديره كمنتجات وليس كمادة خام.
وتابع «مجدى» حديثه قائلاً: «99% من مشاكل نمو هذه الصناعة بمصر داخلية وهناك طلب خارجى متزايد على مصر، والمصانع المصرية غير قادرة على تلبيته نتيجة المعوقات والمشكلات الداخلية، ولكن هذه الصناعة قادرة على استيعاب ملايين فرص العمل للشباب وعلى إحداث زيادة مطردة فى صادرات مصر.