صاحب شعارات الصاعقة يحكي عن حب الشهيد منسي للشعر.. وينشر قصيدة بخطه

صاحب شعارات الصاعقة يحكي عن حب الشهيد منسي للشعر.. وينشر قصيدة بخطه
- مسلسل الاختيار
- مسلسل الإختيار
- الشهيد منسي
- محمد وديع
- شعار الصاعقة
- قالو إيه علينا دولا
- أغاني وطنية
- وديع
- أمير كرارة
- مسلسل الاختيار
- مسلسل الإختيار
- الشهيد منسي
- محمد وديع
- شعار الصاعقة
- قالو إيه علينا دولا
- أغاني وطنية
- وديع
- أمير كرارة
"هي دي الصاعقة وهي دي حياتنا كلنا هنا أبطال وحداتنا، قبلها كنا في وسط الزحمة دلوقتي بيسمعوا حكايتنا، صاعقة اتعملت للرجالة حد ضعيف وسطنا ده محالة هنطلعه على طول من بينا احسن ما يكون بينا وعالة".. شعار يهتف به رجال الصاعقة أثناء تدريباتهم، للتشجيع والحماس وتجاوز التعب، بصوت قوي، ونبرة قتالية، تهز القلوب، وتحرك المشاعر فبمجرد الاستماع إليها في مسلسل "الاختيار" أثناء مشهد ركضهم مع الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة الذي يؤدي دوره أمير كرارة، وحفر في أذهان المشاهدين بإحساس لا يوصف.
ربما لا يعلم الكثيرون من هو صاحب هذا الشعار أو الشعارات الأخرى والقصائد والأغاني الخاصة بالقوات المسلحة في الأليفنات، والتي تحولت من الفصحى للعامية لتناسب الأجيال، تواصلت "الوطن" مع رائد بالمعاش محمد وديع الذي كتبها ولايزال، وكان أول من يهتف بها قبل أن يرددها أفراد الجيش، يحكي في السطور التالية ما وراء التأليف وعلاقته بالشهيد منسي وصفاته المميزة.
حكاية الشعارات والقصائد والأغاني
منذ صغره نما الموضوع لديه لسببين، الأول أن والده ضابط صاعقة حارب في حرب أكتوبر، والثاني أنه لديه موهبة في الموسيقى سواء بالعزف على البيانو أو الجيتار واللعب على الإيقاع، وفي المدرسة اعتاد على ممارسة الغناء والكتابة: "كان عندي حلم إني نفسي أبقى ضابط صاعقة فدخلت الكلية الحربية، كنا بنقعد 3 ساعات في فرق المذاكرة بتبقى بليل نذاكر اللي إحنا أخدناه الصبح، فأنا كنت عامل كشكول أكتب فيه شعر في الوقت ده كان ساعتها في انتفاضة فلسطينية والحرب على العراق، وكنت طالب مقاتل في الكلية الحربية، فالموضوع كان لمسني أوي"، وفقا لوصف وديع.
بين "الشعارات والقصائد وكلمات الأغاني".. اعتاد وديع على مسك القلم وكتابة ما يشعر به في كل مرة يشارك فيها بفرق مختلفة: "لما دخلت صاعقة كنا بنقول شعارات وإحنا بنجري بس الشعارات دي قديمة وبتاعت ناس قديمة وحلوة جدا، بس كنت عايزة أعمل حاجة بلهجة دلوقتي عامية مش لغة عربية"، الأمر الذي جعله يؤلف شعارات باللهجة العامية ومرتبطة بالفرق التي يلتحق بها خاصة.
فعندما شارك وديع في فرقة مقاومة الإرهاب كتب: "أنا فرد مقاوم للإرهاب لا عرفت الخوف ولا موتي بهاب، ما الموت جاي ومن غير أسباب، وأنا ناوي أموت عشان أبقى شهيد"، أما في فرقة السيل: "ولا صاعقة ولا مظلي ولا حتى ضفدع بشري أنا فرد السيل المصري، جاهز للعملية الجاية هقفز بمظلتي في المية، وأغطس أعدي بحور وبحور وأجري جبال داير ميدور، ولا شيء في الدنيا هيمنعني إلا البحر في يوم لو جف أو كل جبال الدنيا تزول، كل بإذن الله بيعدي ومحدش بيفكر يلغي"، هكذا كان يكتب وديع ما يشعر به هو وزملاؤه سواء عندما كان طالب أو معلم.
وعن شعار "صاعقة اتعملت للرجالة" الذي تردد في مسلسل "الاختيار"، حكى وديع كواليسه، بأنه كتبه عام 2009 /2010 لفرقة سيل رقم 5 ويهتف به حتى الآن موضحا: "الشعارات بتتوارث للأجيال وبتفضل تتردد، ومعظم الأجيال الجديدة متعرفش مين اللي كتبها اللي بيبقى عارف اللي كانوا حوليا"، معبرا عن سعادته البالغة عندما يرى شعاراته وقصائده وأغانيه تتردد على ألسنتهم وتجعله يعود لذكرياته.
"بتهون علينا ومنحسش بالتعب".. وصف وديع لهذه الهتافات الحماسية، حيث إن فرق الجيش يعتادون على الركض لمسافات طويلة تصل لـ 20 كيلو أو أكثر فعندما يرددون تلك الشعارات أو الأغاني الوطنية لا يشعرون بالتعب: "لما طلعت معاش في 2016 نزلت الحاجات دي على السوشيال ميديا وعملت قصيدة جهاد لما استشهدوا الأبطال، وعملت كذا حاجةـ ولما استشهد الشهيد منسي عملت قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه".
أغنية أو نشيد "قالو إيه علينا دولا" ظهرت واشتهرت بصوت وديع، وحصلت على ملايين المشاهدات، حيث إنه عملها بعد استشهاد البطل منسي: "كنت عاملها للقوات المسلحة عشان الناس تجري بيها جوه، فبحاول أخرج طاقات إني نفسي كنت أبقى جنب منسي ساعتها، بس أنا برة، فبحاول أوصل إحساسي وإحساس زملائي، والفكرة إني أقولها بصوتي عشان بنبرة المقاتل، الشعارات دي مش بتتغنى دي بتتردد"، حيث إنه يحاول نقل حالة المقاتل للشعب.
أغنية جديدة للشهيد منسي بعد حلقة استشهاده في مسلسل "لاختيار"
وصرح لـ "الوطن" أن في خلال 10 أيام وتحديدا بعد حلقة استشهاد منسي في مسلسل "الاختيار" سيطرح أغنية من كتابته وتوزيع وألحان أحمد مصطفى نيس، خصيصا له، بصوت مطرب، وهذا جزء من كلماتها: "وقف هنا وافتح جميع كتب التاريخ واكتب وقول أبطال بتعشق أرضها وتضحي عادي بعمرها وسط الذهول، صمت المكان فجر وأذان صلى وحي على الحياة نده الوطن لبي نداه ضحك العريس عشان عرف ليوم شهادته أكيد ينول، وإحنا مش بتوع حداد إحنا نار تحت الرماد إحنا صخر ميتكسرش وكل هزة يزيد ثبات، منسي حي ميتنسيش بعد أرضي خلاص مفيش، منسي 100 مليون يموتوا والبلاد دي متنحنيش".
علاقة وديع بالشهيد منسي
علاقة وديع بمنسي تتلخص في الاحترام والحب وصداقة عمل، حيث وصف صاحب الشعارات الوطنية وحدات الصاعقة بأنهم يطلقون عليها "أوضة وصالة"، أن الشهيد البطل كان أقدم منه والرابط الأساسي بينهم هي فرقة السيل: "هو واخد فرقة السيل رقم 1 وأنا 4 وبصفة مستمرة بنعمل تجمعات برة وبنتقابل ونعتبر كيان واحد على جنب، فبتربطنا علاقة خاصة جدا بسبب السيل".
وعن أول مقابلة له مع الشهيد المنسي، تذكر وديع أنها كانت عام 2006 في حفل تخرج للكلية الحربية، حينها تحدثوا مع بعض كثيرا وعندما ذهب بعدها إلى وحدة 999 ظل يسمع عنه كثيرا بين زملائه: "قولتله ساعتها أنا بسمع عنك كتير في الوحدة"، وعندما كان يكتب منسي قصيدة شعر أثناء تواجده في سيناء، كان يهتم بإرسالها له عبر تطبيق "واتس آب" ليأخذ برأيه وأيضا يفضفضون سويا بأخبار البلد: "كان بيبعتلي ويقولي رأيك إيه أكتر من مرة عشان عارف إني أنا بكتب شعر.
كان منسي يكتب قصائد باللغة الفصحى، وقبل استشهاده بفترة سجل بصوته نحو 12 قصيدة: "وكان بيحب والده بشكل فظيع وبيكتب شعر لوالده بالعامية"، بحسب وديع.
وديع: شخصية الشهيد منسي كانت تبهر الجميع
عند الحديث على الشهيد منسي، لم يفكر وديع في الكلمات التي يصف بها البطل، حيث قال نصا: "صاحبي وأخويا الكبير وقدوة وبنحبه جدا وبنحب اختلافه جدا وشخص يشدك وتنبهر بيه، إحنا ناس مش سهل تنبهر، من شخصيته والبساطة ونمط تفكيره دايما بره الصندوق، الناس كلها بتفكر في اتجاه وهو بيفكر في اتجاه تاني خالص في مكان محدش فكر فيه".
وتابع : "مش بياخد حاجة من على الوش، مش موظف، بيشغل دماغه طول الوقت، متابع كل حاجة، اقتصاد وسياسة والعالم كله، وإنسانيا بيوصل لمستوى لأصغر أصغر عسكري ينزل لي عشان يشوفه ويحسه ويساعده ويتعامل معاه كأنه من أهل بيته بشكل مبالغ فيه، مكنش في مسافة بينه وبين حد، وأبعد عسكري يتعامل معاه مباشرة ويقعد على الأرض وياكلوا سوا ويحط إيده على كتف العسكري ويتمشوا ويسمعوا، كان شغله كله لربنا وبلده مش عايز حاجة من الدنيا بيعمل لأخرته".
يذكر أن وديع هو من عمل على تدريب الفنان أمير كرارة مع زميل له لعمل دور الشهيد منسي، الذي كان لديه مهارات معينة اكتسبها بعد مشاركته في العديد من الفرق: "إحنا دربنا أمير كرارة وأغلب الممثلين على المهارات عشان تخلي الناس تشوفه شبه حقيقي، سواء في السباحة أو الحبل أو الرماية وغيره، وكل المراحل العسكرية، والتدريب كان نظري وعملي".