عميد الدعوة السابق: أحكام الشريعة الإسلامية تتغير في الحالات الطارئة

كتب: سعيد حجازي

عميد الدعوة السابق: أحكام الشريعة الإسلامية تتغير في الحالات الطارئة

عميد الدعوة السابق: أحكام الشريعة الإسلامية تتغير في الحالات الطارئة

أكد الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة السابق، أن رسول الله رحمة العالمين، تأكيدا لقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وجعل عنوان رسالته الرحمة، فقال سبحانه: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، وهذا هو العنوان العام للدين الإسلامي الحنيف.

وأوضح "فاروق"، خلال لقائه بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الشريعة الإسلامية هي شريعة الرحمة والتيسير في كل جوانبها، لا تخرج عن هذا الإطار بحال من للأحوال، بل إن الشريعة الإسلامية تغير الحكم من شيء ثقيل فيه مشقة عند العذر، لذوي الأعذار، أو عند المرض أو عند الحالات الطارئة، فيتغير الحكم من حالة فيها مشقة لا يطيقها الإنسان إلى أمر آخر فيه تخفيف وتيسير، وصدق المولى تبارك وتعالى إذ يقول في كتابه العزيز واصفا هذا الدين الخاتم : "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، أي: من مشقة أو من عنت.

كما أكد عميد كلية الدعوة السابق، أن الإسلام راعى الجانب الإنساني في التشريع، حيث شرعت جوانب التيسير من أجل التخفيف على الإنسان، ومن أجل مداومته على الطاعة والتكاليف الشرعية بحب، فالجوانب الإنسانية في التشريع الإسلامي تحمل معنى اليسر والتيسير للأمة بأسرها، مشيرا إلى أن الله تعالى قد تعامل مع بني الإنسان أنهم أصحاب طاقات وقدرات محدودة، فلم يكلف الإنسان فوق طاقته، قال تعالى: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، وقال سبحانه: "لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها"، فهذا من أجل التخفيف ومن أجل مراعاة حال الإنسان؛ لكي يستطيع أن يواظب وأن يداوم وأن يكون مستمرا على التكاليف؛ لأنه لو أصابه العنت، أو أصابه الحرج، لترك التكاليف جملة واحدة.

وأضاف، "الإنسان له طاقة، وله قدرة، وله استطاعة، فلم يكلفه الإسلام الحنيف شيئا فوق استطاعته أو فوق مقدرته، بل إنه يخفف عنه في جوانب كثيرة من العبادة، فعندما فرض الله تعالى علينا الصيام، قال: "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"، فشرع للمريض وللمسافر أن يفطر في شهر رمضان تخفيفا وتيسيرا، فهذه رخصة، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه"، فالإنسان الذي يتعذر عليه القيام للصلاة صلى جالسا، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من استطاع أن يصلي قائما فليصل قائما، فإن لم يستطع فجالسا، فإن لم يستطع فمضجعا يومئ إيماء"، فمن أجل أن يداوم الإنسان على العبادة وأن يكون ملتزما بالتكاليف، جاءت الشريعة بأحوال مختلفة تناسب الناس جميعا على اختلاف أحوالهم وظروفهم.

وأشار "فاروق"، إلى التيسير والتخفيف في جانب المعاملات، ومن مظاهر ذلك ما كان بشأن الزكاة، فلم يفرضها علينا الإسلام في جميع الأحوال، ولا في جميع الأصناف، بل جعل من الأصناف ما تخرج منه الزكاة، ومنها ما لا تخرج منه الزكاة، وربط الزكاة بأمرين فيهما تيسير وتخفيف على الناس، فليس كل من ملك مالا يخرج الزكاة، بل لا بد أن يبلغ هذا المال نصاب الزكاة، والشرط الثاني: أن يحول عليه الحول.

وفي ختام كلمته أكد "فاروق"، أننا لو استعرضنا جميع التكاليف الشرعية لا نجد فيها معنى المشقة ولا معنى الحرج، فالشريعة كلها تخفيف وتيسير، يترتب على ذلك فوائد كثيرة وبدائع عجيبة، وصدق الله العظيم حيث يقول: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".


مواضيع متعلقة