الغربية.. مسقط رأس قارئ "القصر الملكي" و"شيخ القراء"

الغربية.. مسقط رأس قارئ "القصر الملكي" و"شيخ القراء"
الغربية محافظة أنجبت العديد من مشاهير قراء القرآن الكريم والمنشدين للمدائح النبوية والابتهالات أطربوا العالم العربي والإسلامي بأصواتهم الملائكية وقراءاتهم المتميزة، وعلى رأسهم "شيخ القراء" الشيخ محمود خليل الحصري، أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم، وشيخ عموم المقارئ المصرية والحاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
سيف: "الحصري" متواجد بيننا بأعماله الخيرية
قال الشيخ إبراهيم عبد العزيز، موظف بمديرية الأوقاف بالغربية، إن الشيخ محمود الحصري، هو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وهو شيخ القراء حيث ولد بقرية شبرا النملة، التي تبعد عن العاصمة "القاهرة" نحو 100 كيلو مترات، وهو من أسرة بسيطة وتمكن من حفظ القرآن وتجويده وهو ابن 8 سنوات على يد مشايخ وقراء المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، والتي لا تبعد عن قريته سوى 5 كيلو مترات، وفى عام 1950 عين قارئا لمسجد السيد البدوي، وبعد 5 سنوات انتقل الى القاهرة، وعين قارئا لمسجد سيدنا الحسين، كان صاحب حنجرة متميزة وقرأ القرآن الكريم في القصر الملكي في لندن، والعديد من دول العالم، وأمام الرؤساء والملوك الذين كانوا يستقبلونه أثناء زيارة بلادهم، وحاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967، وفى 1961 صدر قرار جمهوري بتوليه شيخ عموم المقارئ المصرية.
يقول محمود سيف، محامى من أهالي قرية شبرا النملة، مسقط رأس الشيخ الحصري، إن "الحصري" لقب وليس اسم العائلة، حيث إن والده السيد خليل كان دائما يقوم بفرش أي مصلى بالحصر، ورغم عدم وجود أفراد من عائلة الشيخ محمود الحصري، بالقرية، لكنهم دائمو التردد على القرية، والقيام بأعمال خيرية لأهالي القرية، ويوجد بالقرية معهد أزهري ومسجد إلى جانب دار لتحفيظ القرآن الكريم قام بإنشائهم الشيخ محمود الحصري، إلى جانب جمعية خيرية ودائما ما تأتى نجلته "ياسمين" الى القرية كل فترة ويتم إقامة المسابقات الدينية والتشجيع على تحفيظ القران للأطفال.
ومن أبناء محافظة الغربية أيضا، قارئ القصر الملكي، الشيخ مصطفى إسماعيل، ابن ميت غزال، إحدى قرى مركز السنطة، ولد في عام 1905، يقول علي ترك، من أهالي القرية، إن الشيخ مصطفى إسماعيل، من أسرة تعمل في الزراعة، وحرص والده منذ صغره على حفظه للقرآن الكريم في كتاب القرية، وكان منذ صغره معروفا بين أهالي القرية بصاحب الصوت العذب المميز، حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز عمره الـ 15 عاما، وعمل في إذاعة القرآن الكريم، وأعجب بصوته الملك فاروق وأصدر أمرا ملكيا ليكون قارئا للقصر الملكي، حصل على وسام الجمهورية فى عيد العلم عام 1965 وكان أيضا القارئ الخاص بالرئيس السادات وفى 1977 كان ضمن الوفد الذى اصطحبه الرئيس السادات لزيارة مدينة القدس وقرأ القرآن فيه.
ترك: "إسماعيل" سبب في انتشار الكتاتيب بالقرية
وأشار إلى أن تلك الفترة كثرة الكتاتيب وتحفيظ القرآن في القرية والسبب يرجع إلى الشهرة الكبيرة التي حظى بها ابن قريتهم الشيخ مصطفى إسماعيل، حيث كان الأبناء يشجعون أبناءهم على حفظ القرآن واتخاذ الشيخ مصطفى إسماعيل مثالا وقدوة لهم.
بجوار السيد البدوي، شيخ العرب، سكن قيثارة السماء، صاحب الحنجرة الذهبية والابتهالات والمدائح النبوية الشيخ سيد النقشبندي، تاركا محافظة سوهاج حيث كان يقيم مع والدته فى طهطا، بعد أن طلب منه العارف بالله سيدى أحمد البدوي، في المنام الاقامة بجواره، لتكون مدينة طنطا شاهدة على انطلاقته وشهرته.
تقول صديقة أحمد، حفيد الشيخ سيد النقشبندي، إن جدها من مواليد محافظة الدقهلية عام 1921 ، وانتقل مع والدته إلى محافظة سوهاج بعد أن انفصلت عن والده وحفظ القرآن وهو ابن 10 سنوات، وظل مقيما مع والدته في محافظة سوهاج وكان يزور والده على فترات ويذهب معه إلى زيارة أولياء الله الصالحين، حيث كان والده يعمل إماما وخطيبا فى الأوقاف.
حفيدة القشبندي: جدي فضل الإقامة بجوار السيد البدوي عن القاهرة
وبينت أن جدها تزوج من ابنة عمته، وأقاموا في البداية في مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ، وبعد فترة سافر ومعه زوجته إلى سوهاج وأقاموا هناك مع والدته، حتى جاء إليه العارف بالله سيدى أحمد البدوي، فى المنام يطلب منه الإقامة بجواره فى مدينة طنطا، وبالفعل توجه إلى طنطا مصطحبا معه أسرته، والتي كانت شاهدة على خروجه للنور وشهرته بعد أن كان منشدا في الليالي والاحتفالات ثم عمل في الإذاعة حتى وفاته، وكان مقربا للرئيس الراحل انور السادات وكان يحب أن يسمع ابتهالاته دائما.
وأوضحت أن جدها رغم عمله في الإذاعة بالقاهرة إلا انه رفض الانتقال الى القاهرة وفضل التواجد فى طنطا بجوار السيد البدوي وتحمل مشقة السفر يوميا، حتى توفى فى 14 فبراير 1976 وعمره 55 عاما، وتم دفنه بجوار والدته فى مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وأوصي بعدم اقامة عزاء له والاكتفاء فقط بالجنازة، وورث والدها "احمد" الابن الأكبر للشيخ النقشبندي، والذى توفي منذ عامين، جمال الصوت وحب الإنشاد عن جدها الذى كان يصطحبه معه في كل الحفلات.