إياد نصار: "ليالينا 80" يشبه أفكارى ولا أصنّفه مسلسلاً سياسياً.. وفوبيا "كورونا" أشعرتنى بأعراض وهمية

إياد نصار: "ليالينا 80" يشبه أفكارى ولا أصنّفه مسلسلاً سياسياً.. وفوبيا "كورونا" أشعرتنى بأعراض وهمية
- اياد نصار
- مسلسل ليالينا 80
- رمضان2020
- فيروس كورونا
- الفن
- اخبار الفن
- اياد نصار
- مسلسل ليالينا 80
- رمضان2020
- فيروس كورونا
- الفن
- اخبار الفن
يخوض النجم إياد نصار السباق الرمضانى بمسلسل «ليالينا 80»، الذى ينتمى إلى نوعية مسلسلات الحقب الزمنية، مرجعاً سبب اختياره لهذه التجربة التى تلت مسلسله «حواديت الشانزليزيه» إلى هوسه بمعرفة جذور المشكلات المجتمعية، فضلاً عن اختلاف نوعية الدور وطبيعة الأحداث بينهما.
ورفض نصار فى حواره مع «الوطن» تصنيف «ليالينا 80» من نوعية المسلسلات السياسية.
ما الذى حمّسك للمشاركة فى بطولة مسلسل «ليالينا 80»؟
- «ليالينا 80» ينتمى إلى نوعية مسلسلات الحقب الزمنية، التى أنجذب إليها لهوسى الدائم بأصول الأشياء والأزمات، حيث أجد نفسى شغوفاً بمعرفة جذور أى مشكلة مجتمعية، بغضّ النظر عما إذا كان توقيت نشوبها قريباً أو بعيداً، ومن هذا المنطلق، فإن اندثار الطبقة المتوسطة فى المجتمعات العربية مسألة تشغل تفكيرى، بحكم أنها كانت صاحبة ثقافة خاصة وتراقب الطبقة العليا، بل وتحاكمها، وهذه الجزئية نتطرق إليها فى «ليالينا 80»، الذى أعتبره مشروعاً يشبه أفكارى، ويطرح أسئلة تدفع المشاهد للتفكير والتدبّر.
وما أبرز هذه الأسئلة؟
- ليس بوسعى التحدّث عن هذه الأسئلة، لأنها بمثابة تفسير المشاهد للموضوع برمته، لكنّنا نُسلط الضوء مثلاً على الدور المجتمعى للطبقة المتوسطة، الذى كان من اختصاصاتها إبان فترة الثمانينات، إلا أنه تقلص إثر انشغالها بالأمان الاقتصادى بشكل يفوق دورها فى تثقيف المجتمع وتوعيته وتقديم فئات كممثلين وموسيقيين.. إلخ، لكونها الجهة التى كانت تُفرز أغلب هذه الفئات، وعلى أثره بدأ المنتمون إلى هذه الطبقة فى السفر إلى الخليج لتحقيق أمانهم الاقتصادى الذى أصبح شاغلهم الأكبر، مما أفقد الطبقة المتوسّطة دورها الأساسى فى هذه المرحلة الزمنية.
ألم تتخوف من تقديم «ليالينا 80» عقب مسلسلك الأخير «حواديت الشانزليزيه»، الذى كان ينتمى إلى نوعية أعمال الحقب الزمنية أيضاً؟
- لا أفكر من هذا المنظور طالما أن هناك اختلافاً بين المسلسلين، سواء على مستوى نوعية الموضوع نفسه وطبيعة الشخصية، فإذا وجدت موضوعاً جديداً وشخصية مختلفة، فلا أمانع فى تقديمهما بغض النظر عن جزئية التوقيت.
انطلاق الأحداث بواقعة اغتيال"السادات" كان للتعرّف على أثرها مجتمعياً.. والتكنولوجيا زادت حياتنا تعقيداً
أحداث المسلسل انطلقت بمشهد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. فإلى أى مدى ستطغى السياسة على ما هو قادم من الأحداث؟
- واقعة اغتيال السادات كانت الحدث السياسى الذى سيطر على شاشات العالم أجمع فى لحظة واحدة، أو مثلما نقول باللهجة الدارجة «كان الحدث اللى واخد العين فى هذا التوقيت»، وكان المجتمع المصرى فى خلفية هذا الحدث، ولم يفكر أحد حينها فى تأثير الحدث على المجتمع نفسه، لكن الوضع يبدو مغايراً مع «ليالينا 80»، الذى وضع الحدث السياسى فى الخلفية وصدّر المجتمع فى المقدّمة، حيث إن انطلاق الأحداث بواقعة الاغتيال كان للتعرّف على أثرها مجتمعياً، أو بمعنى أصح «نقلنا زاوية الكاميرا بدل ما كانت متسلطة على الحدث السياسى، فبقيت متسلطة ناحية المجتمع نفسه، وفى الخلفية الحدث السياسى»، وبالتالى لا أصنّف «ليالينا 80» كمسلسل سياسى، لكنه يتحدث عن تأثير السياسة على المجتمع.
فى رأيك، ما الذى يميز حقبة الثمانينات ونفتقده فى زمننا الحالى؟
- أرى أن التكنولوجيا جعلت حياتنا الحالية أكثر تعقيداً، وهذا التعقيد يزداد بالتبعية مع مرور الأعوام، بدرجة أفقدتنا التواصل المباشر، وزادت من المسافات، وذلك على عكس حقبة الثمانينات، التى كان التواصل فيها بين الناس على درجة كبيرة.
انطلاقاً من اسم مسلسلك.. ما إمكانية تقديم جزء ثانٍ منه يتناول حقبة التسعينات مثلاً؟
- هناك اتجاه لتقديم «ليالينا 90» خلال الفترة المقبلة، لكن تركيزنا الحالى ينصب على «ليالينا 80»، ومتابعة ردود الفعل حياله مع الناس خلال الحلقات المقبلة.
كيف كانت أجواء التصوير فى زمن فيروس «كورونا» المستجد؟
- أجواء صعبة وليست سهلة بكل تأكيد، حيث نتّخذ كل الإجراءات الاحترازية أثناء التصوير، لكننى أتعامل مع فيروس كل معلوماتى بشأنه لا تزيد عما يستقيه الناس من وسائل الإعلام، «ماعرفش حاجة أكتر من أى حد عارفها، لكنى بآخد الاحتياطات زى كل الناس»، وأتخذ حذرى أثناء التصوير الذى لا بد من استكماله لنهايته.
وماذا عن مشاهد التجمّعات؟
- قللنا الأعداد على نحو كبير لمنع التجمعات، واستجابة للإجراءات الاحترازية التى أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية.
وهل تشعر بوسوسة تجاه هذا الفيروس المستجد؟
- «أنا مش موسوس أوى فى حياتى»، لكن تنتابنى فوبيا طبيعية إزاء «كورونا»، لأن الإنسان قد يشعر بأعراض وهمية للمرض، وذلك جراء وجوده مضطراً داخل مكان مزدحم وما إلى ذلك، فربما يشعر بالتهاب فى الحلق أو ارتفاع فى درجة الحرارة، ومن هنا فلا بد من عدم الاستسلام لفكرة الوهم، وبعيداً عن هذه المسألة، أرى أن مشكلة هذا الوباء تكمن فى عدم ارتباطه بشخصك فحسب، وإنما قد يمتد إلى أفراد عائلتك حال إصابتك به، وهو ما يجعلنا خائفين على أسرنا، «لأن الموضوع لو كان يخصّنا لوحدنا كنا هنبقى أقل حذراً، بس المشكلة إننا خايفين على كل اللى حوالينا».
ولمَ لم تفكر فى الإقامة بمنزل مستقل لحماية أفراد عائلتك خلال فترة التصوير؟
- لن أشعر بالاطمئنان عليهم حال ابتعادى عنهم، فلا بد من وجودى معهم والتعامل بكل حذر، خاصة أن زوجتى وأولادى يلزمون المنزل، ولا يغادرونه فى ظل توقف الدراسة، وعدم ذهابهم إلى منزل جدهم وجدتهم «والد ووالدة زوجتى» بحكم أنهما من كبار السن.
من ضابط إسرائيلى بفيلم «الممر» لضابط صاعقة بالجيش المصرى فى مسلسل «الاختيار».. كيف ترى الفارق بين الدورين بحكم تقديمك لهما خلال فترة زمنية قصيرة؟
- أفكر فى تأثير أدوارى على الناس، والرسائل التى تحويها فى طيّات الأحداث، ومن هذا المنطلق، أوصلت رسالة معينة عبر شخصية «ديفيد» فى فيلم «الممر»، وكذلك الحال بالنسبة لمشاركتى كضيف شرف فى «الاختيار»، الذى صوّرت مشاهدى فيه خلال يومين، ولمست مجهوداً كبيراً من صنّاع وأبطال المسلسل، بدرجة دفعتنى لمخاطبة أمير كرارة، قائلاً: «الله يعينك».
ألم تفكر فى الاعتذار عن عدم الظهور كضيف شرف فى «الاختيار» بحكم قيامك ببطولة «ليالينا 80» فى الموسم نفسه؟
- أميل دائماً إلى المشاركة فى المشاريع جيدة الصنع، وإذا وجدت رغبة من صناع أحد الأعمال بوجودى كضيف شرف معهم، فلا أمانع فى المشاركة، حتى لو كنت أقدم مسلسلاً من بطولتى، بدليل مشاركتى فى «الاختيار» الذى نلت عن ظهورى فيه ردود فعل جيدة للغاية.
بصراحة شديدة.. هل تعتبر ظهورك كضيف شرف فى فيلم «أولاد رزق 2»، بارتدائك «حلق» خلاله كان جرأة منك؟
- ضاحكاً: «كان حلق لزق» مثلما قلت فى المشهد بالفيلم، لكننى بشكل عام ليس لدى هذه النوع من المخاوف تجاه الشخصيات، وأحياناً يلومنى المقربون منى إزاء تفكيرى فى تقديم بعض الأدوار، فيقولون لى: «اهدا شوية، الناس ممكن ماتحبش الدور ده»، لكننى أعشق هذا الجنون فى التمثيل.
ما المسلسلات التى تحرص على متابعتها حالياً؟
- أوشكت على الانتهاء من تصوير «ليالينا 80»، وأعتقد أنه سيكون أمامى متسع من الوقت لمشاهدة كل المسلسلات، خاصة مع وجود منصة «Watch it»، التى تعرض كل الأعمال عليها.
مستعد لمعاودة ارتداء عباءة "حسن البنا" فقط فى"الجماعة 3".. وأعشق جنون الأدوار الجريئة رغم تحذيرات المقرّبين منى
مع انطلاق التحضير للجزء الثالث من مسلسل «الجماعة».. فما موقفك من المشاركة فيه؟
- تنامى إلى مسامعى وجود جزء ثالث من مسلسل «الجماعة»، لكننى لا أملك أى تفاصيل بشأنه بخلاف ما أثير فى وسائل الإعلام، وبما أننى جسّدت شخصية «حسن البنا» فأعتقد أنه لن يكون هناك مجال لتقديمى شخصية أخرى بخلافه، لكننى حينما حدثنى الأستاذ وحيد حامد فى الجزء الثانى من المسلسل وطالبنى بتقديم أحد المشاهد لم أتردد حينها، لأن «الجماعة» مشروع مهم فى مسيرتى وكان نقلة فنية لى، وبالتالى إذا طُلبت منى المشاركة بشخصية «حسن البنا» فى الجزء الثالث سأوافق بكل تأكيد.
يستهدف كل الطبقات
أحداث مسلسلنا تتناول جوانب إنسانية كثيرة، والإنسانيات تهم كل البشر دون استثناء، فضلاً عن تناوله أموراً بسيطة لا تتسم بالتعقيد، حيث إنه يتحدث فى شئون تخص البنى آدمين، والبنى آدم يتقاطع مع نظيره البنى آدم، مع العلم أننى لست مع فكرة تصنيف المسلسلات من حيث تجارية أو غير تجارية، لكن المسألة برمتها تتوقف على شكل الطرح وطريقة التناول، لأن هناك أسلوباً بسيطاً وآخر أكثر تعقيداً، وذلك يتحدّد وفقاً لطبيعة الجمهور المستهدف من مسلسلك، وانطلاقاً من هذا الرأى، فحكايات «ليالينا 80» لكل الطبقات ولا تقتصر على طبقة معينة، وبالتالى فنحن لا نُقدّم مسلسلاً نخبوياً بالمفهوم المتكبّر، لكنه مسلسل ذو عمق، ويمكن مشاهدته على أكثر من مستوى.