م الآخر| الأحزاب الكرتونية 1-2
![م الآخر| الأحزاب الكرتونية 1-2](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/225462_Large_20140430033313_7.jpg)
إن الأحزاب التي تم إنشاؤها بعد ثورة 25 يناير وإلى الآن، تسمى الأحزاب الكرتونية، وترجع التسمية إلى عدة أسباب، وهي:
1ـ أن إنشاء الأحزاب يتطلب الكثير من النماذج والتوكيلات، واستمارات التأسيس، وكانت تقدم تلك الأوراق داخل كراتين، ومن هنا جاءت التسمية الأحزاب الكرتونية.
2ـ بعض الناس من يرى أيضًا أن هذه الأحزاب لم تتجاوز الكراتين التي تم تقديمها إلى الجهات المعنية لإشهارها، بمعنى أنها ليس لها ظهيرًا شعبيًا، ومؤيدوها لا ولم يضاف إليهم فرد منذ تقديم أوراق التأسيس.
3ـ هناك من يرجع التسمية إلى أن تلك الأحزاب مثل أفلام الكرتون، أبطالها من ورق ليس لهم وجود، إنما هم في خيال المبدع الذي أسسها فقط، ليس لهم ظهير شعبي.
وسأتحدث عن مثلين للأحزاب ربما ليس لهم مكانة الآن، ولكني أريد بهذين المثلين فكرة التأسيس الأول للحزب، وهما:
الوفد: تم تأسيسه بناء على حركة تحررية، بدءها زعيم الشعب سعد زغلول، وموقف "الوفد" الذي ذهب إلى عصبة الأمم؛ لشرح موقف مصر، وبالتالي كان له هذا الظهير الشعبي الذي استمر لعقود.
الحزب الوطني: مؤسسة مصطفى كامل الزعيم الذي سافر إلى لندن، وفضح الاحتلال في داره، وتمكن من تشكيل الظهير الشعبي، وأكملها الزعيم مصطفى النحاس باشا.
تلك الأحزاب بدءت بموقف وطني وزعيم شعبي، ثم كان لها الظهير الشعبي الذي ساندها للاستمرار، أما الأحزاب الكرتونية الإحالية لا تتمتع بأي من تلك الصفات، لا يوجد لها أي موقف وطني، أو زعامة وطنية، وبالتالي ليس لها أي ظهير في الشارع، هذا من جانب التأسيس.
أما الرموز الحزبية المزعومة حاليا تتكلم عن السياسه التي دونت بالكتب، وما يجب أن تكون عليه شكل الدولة، والمجتمع السياسي، والممارسة السياسية، ويعيشون في الكراتين، وعندما تواجههم بالحقيقة يتكلمون عن نظريات، وعندما تقول لهم أن الشارع لا يطمح، ولا يطمع فيما تحلمون وتتمنون، وتخططون، وتسعون لتنفيذه، يقولون يجب أن نغير، والتغيير السلمي، والدولة العميقة وزعت.
أما شباب تلك الأحزاب، إما مندفعون وطنيون ضلوا طريق المبادئ والتعلم، وظنوا أن التغيير من الشارع فقط، والتظاهرات، والمسيرات، والاعتصامات هي السبيل، وأحيانًا الهدف، وبالتالي فهموا الثورية من باب المعارضة، وأيهم لا يستطيع أن يأخذ قرار في حياته، وإن اتخذه فنتائجه كارثية عليه وعلى من معه، لا يوجد لديه قيمة للحياة الأسرية، والاجتماعية، وعندما تتكلم معه تجده يردد شعارات قد لا يعيّها، ولا يدرك معانيها، بالطبع أنا لا أعمم، ولكن الأغلبية هي ما أعنيه، فمثلًا عندما تجدهم يقولون في مشكلة أسوان الأخيرة "يعني ايه دولة تتحدث عن انتخابات رئاسية، والناس تقتل، وتلم الجثث على سيارات الكارو" هذه العبارة تم ترديدها كثيرًا.
من وجهة نظري هذا يدل على سطحية غير مسبوقة في أي من أجيال مصر، المفهوم أن ما يحدث من مثال تلك الأزمات سببه الأساسي غياب الدولة بالشكل الرسمي النظامي، وبالتالي فإن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، هي الحل لعدم تكرار تلك الصورة من الخلافات الأحزاب الكرتونية، فهي خدعة نعيشها، ويجب التخلص منها، أو تقويمها.