مصنع غزل ونسيج دمياط عمره أكثر من 80 عاما ويعاني من نقص المواد الخام

مصنع غزل ونسيج دمياط عمره أكثر من 80 عاما ويعاني من نقص المواد الخام
الغزل والنسيج واحدة من الصناعات الكبرى التي طالما اشتهرت بها محافظة دمياط، منذ القدم، عمل بها الآلاف من أبناء المحافظة، وتميزوا بها حيث كانت دمياط واحدة من أوائل المحافظات التي ظهرت بها تلك الصناعة، فرغم امتلاكها واحدا من أكبر مصانع الغزل والنسيج، إلا أنه يعاني من مشكلات عدة لعل أبرزها عدم توفر المواد الخام كالقطن فضلا عن نقص الميزانية المخصصة من قبل الدولة للمصنع الذي تم إنشائه منذ عشرات السنين.
في هذا الصدد يقول محمد الفار، 31 عاما، أمين مساعد عضو لجنة نقابية بمصنع الغزل والنسيج في دمياط لـ "الوطن"، "للأسف نواجه أزمة عدم توفر قطع غيار للماكينات الموجودة كماكينات الغزل والنسيج، فمنذ خمسين عاما لم يتم تزويد الماكينات بقطع غيار جديدة، فضلا عن عدم توفر المادة الخام كالقطن"، متابعا "عقب أحداث ثورة 25 يناير 2011، والمصنع شبه متوقف والمواد الخام للأسف غير متوفرة، حيث بتنا نعمل لصالح الغير، ففي حال وفر العميل المادة الخام متمثلة في القطن هنشتغل".
وأضاف "الفار"، قائلا "عملائنا حاليا من الشركات الخاصة هم من يوفرون المادة الخام اللازمة لنقوم بتصنيع ما يتطلبونه هذا بالإضافة لتأخر صرف المرتبات كل شهر فمن المفترض القبض يوم 28 ولكننا أحيانا نقبض مرتباتنا أيام 3 أو4 أو8 من الشهر التالي".
أما عن وسائل النقل المخصصة لعمال مصنع دمياط للغزل والنسيج، فحدث ولا حرج، بحسب "الفار" الذي يقول "لم يتم تغييرها منذ إنشاء المصنع عام 1948".
يستطرد "الفار" الذي يعد أصغر عضو لجنة نقابية، قائلا "عملت في المصنع منذ 9 سنوات، ولدينا 15 أتوبيس يعمل منهم فحسب 2 فقط ودائما ما يتعطلا عن العمل"، مطالبا بتوفير المادة الخام وقطع غيار للماكينات التي لم تجدد منذ زمن، وإدخال خطوط أتوبيسات جديدة للعمال البالغ تعدادهم 1800 عامل وعاملة من بينهم من يقطنون في ضواحي دمياط البعيدة وآخرين يقيمون بمحافظة الدقهلية بدلا من المتهالكة.
وأشار عضو اللجنة النقابية، لتلقيهم وعدا من الدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة، بالعمل على تطوير مصنع غزل 2 خلال الفترة المقبلة، وإدخال خط قماش جينز، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على زيادة الرواتب أو زيادة الميزانية لمصنع دمياط، خاصة وأن الميزانية المخصصة حاليا لهم 1.5 مليون جنيه فقط، في وقت تبلغ رواتب العاملين نحو 5 ملايين و500 جنيه شهريا.
وتابع "للأسف غزل ونسيج دمياط مديونين لشركات الكهرباء والغاز والمياه والتأمينات بملايين الجنيهات"، مضيفا "لكي نغطي تكاليفنا من مياه وكهرباء ومرتبات نحتاج لميزانية 10 ملايين جنيه شهريا، وليس المليون ونصف التي يتم صرفها لنا في وقت تحصل شركة الدقهلية البالغ عدد عمالها نفس تعداد شركتنا على ميزانية شهرية 4 ملايين جنيه، أما شركة ميت غمر البالغ عدد عمالها 800 عامل فقط، مخصص لها ميزانية 3.5 مليون جنيه".
ويختتم "الفار" حديثه قائلا "متوسط أجر العامل في المصنع 3000 جنيه، فأنا بعد مرور 9 سنوات على عملى بالمصنع راتبي 1700 جنيه، وأقصي راتب لدينا 4000 جنيه"، مشيرا إلى عدم توفر العلاج بصفة منتظمة في مستشفى المصنع، لذا يقوم العامل بشراء العلاج من الخارج ويأتي للمصنع بالفاتورة ليحاسب عليها فيما بعد.
جدير بالذكر أنه تم إنشاء مصنع غزل ونسيج دمياط عام 1948، ويبلغ عدد عماله حاليا 1800 عامل وعاملة، وبه 4 خطوط إنتاج وهم مصنع غزل "1 و2" - تطريز وقسم النسيج وينتج المصنع منتجات "غزل وقماش"، وتبلغ مساحته 280 ألف متر به مستشفى يفتقر للإمكانيات يقدم خدمات طوارئ فحسب.
ويلتقط جمعة النحاس 48 عاما، نائب رئيس لجنة نقابية بالمصنع طرف الحديث قائلا، "بعمل بالمصنع قبل 31 عاما، وللأسف قبل سنوات ونحن نعاني من نقص خامات مثل القطن، متابعا ما يورد إلينا من رواتب لايغطي ثلث رواتبنا، مشيرا إلى عدم قدرتهم على شراء القطن، وما يورد لنا فحسب هو على حساب العميل نفسه وشغلنا كقطاع عام يمثل 15%، فحسب، والباقي قطاع خاص حاليا حسب ما بيورد لنا".
وأضاف "النحاس" قائلا، "من المفترض إنتاج المصنع 260 طنا شهريا على مدار 26 يوما بمعدل 10 أطنات يوميا، حال قمنا بالعمل بطاقتنا كاملة، وهو ما لايتم حاليا حيث ننتج ما لايتجاوز الـ 15%، وينقسم قسم الغزل الذي يعد أكبر الأقسام بالمصنع لـ "الخلط والبرم والغزل والتدوير".
وطالب "جمعة" قطاع الأعمال العام بتوريد الخامات لهم ليعودوا للعمل مجددا، فالمصنع بدون مواد خام لن يعمل كرب الأسرة دون راتب لن يتمكن من الإنفاق على أسرته، كما طالب بتجديد أتوبيسات الشركة خاصة وأنها متهالكة ولم تجدد منذ سنوات طويلة منذ الستينات تقريبا، كما طالب بتطوير مستشفى المصنع القاصرة على استقبال حالات الطوارئ فحسب.