«كايرو جرافى»: عرض راقص فى شوارع القاهرة لاختبار حرية المرأة المصرية

كتب: إنجى الطوخى

«كايرو جرافى»: عرض راقص فى شوارع القاهرة لاختبار حرية المرأة المصرية

«كايرو جرافى»: عرض راقص فى شوارع القاهرة لاختبار حرية المرأة المصرية

أرادتا أن تعبرا بالرقص عن علاقتهما بمدينة القاهرة، بشوارعها، بزحامها الخانق، بشكل التعامل مع أهلها، فلم تجد كل من الصديقتين كندة حسن وداليا نعوس، اللبنانيتين، سوى وسيلة واحدة لذلك هى الرقص فى شوارع القاهرة وسط العامة من خلال عرض تعبيرى أطلقا عليه «كايروجرافى». «أردنا أن نختبر قدرتنا على مواجهة القيود التى يفرضها المجتمع على الجميع وبشكل خاص المرأة»، كلمات تبرز بها «كندة» الهدف من العرض الذى لا يتعدى زمنه 18 دقيقة، ويظهر به عدد من الشباب والفتيات الذين يقدمون حركات رقص تعبيرية فى مختلف أنحاء محافظة القاهرة بما فيها ميدان التحرير وعبدالمنعم الرياض وفى موقف أوتوبيس عام. الحياة فى القاهرة لما يزيد على 5 سنوات بحسب «كندة» التى تعمل فى مجال الإخراج والتصوير السينمائى مع زميلتها «داليا» دفعتها إلى التفكير فى تقديم عرض راقص فى الشارع تبين به حجم مساحة الحرية الشخصية التى يمكن أن يحظى بها المواطن، فالمصريون لا يكتفون فقط بالرقابة التى يمارسها المجتمع عليهم، بل صارت هناك رقابة ذاتية سببها الخوف من رأى المجتمع نفسه: «الناس فى مصر لما بتنزل الشارع بيحسوا إنهم متراقبين، وده بيخليهم يتصرفوا تصرفات معينة ممكن تكون بعيدة عن طبيعتهم عشان فكرة كلام الناس». المرأة بحسب «كندة» هى أكثر المتضررين من فكرة الرقابة التى يمارسها المجتمع، فهى تحاول أن تخفى شخصيتها وأى اختلاف بالذوبان وسط الحشود: «مساحة حريتها أنها تمشى بأمان فى الشارع من غير تحرش، أنها تدخن سيجارة، تضحك بصوت عالٍ، والحاجات دى تقريباً مش موجودة، انتهت». وهو ما حاولت «كندة» إظهاره فى العرض بعد أن تم تصويره، فالحركات الراقصة التى كان يؤديها المشاركون كان يصاحبها خلفية صوت لكلمات التحرش التى يمكن أن تتعرض لها أى امرأة: «حاولت أن أجعل الحركات الراقصة تتماشى مع كلمات المعاكسة بحيث يصل للمتفرج حجم المعاناة التى تشعر بها المرأة».