الشرق الأوسط في مهب الريح تقاطعات حربين وغفلة عن المستقبل
صدمت كورونا الشرق الأوسط وهو يقع تحت مقصلة القوى الكبرى في عالم ما قبل كورونا فإسرائيل تعمل على التحول من وكيل في المنطقة الى وكيل عن المنطقة. والصين وصلت بالفعل والقول وأساليب أخرى والولايات المتحدة تعتبر الشرق الأوسط درة تاج امبراطوريتها وساحة العمل السهل والتكلفة المنخفضة والعائدات الكبيرة. وروسيا موجودة دائما وبدوافع جديدة هذه المرة.وأروبا لا تتخلى عن مستعمراتها القديمة ولا يزال لها ظل ثقيل في كثير من بلدان العالم العربي.وإيران وتركيا لديهم أوهام امبراطورية يلهثون ورائها بثوب إسلامي. وهو ما ترك دول العالم العربي كعصف مأكول.
وجاءت كورونا بفيروسها المستجد كوقيد 19لتضرب بعمق في مفاصل العالم العربي المرهقة والمنهكة. فالخليج لم يعد بتروله دولارات في البنك وريما يدخل مبكرا في مرحلة ما بعد النفط. والعراق والشام الكبير كله فرق متناحرة وجيوش متحاربة والمستفيد واحد.ومصر تفقد مواردها وتقاوم على كل الجبهات ولديها مسئوليات ادوار لا يمكن الاستغناء عنها.والمغربالعربي تحت ظل ثقيل للمستعمر القديم ومصالح قوى جديدة،ومع إبقاء خطوط النار مفتوحة لتكون أوراق تسويات ومساومات ما بعد كورونا. كل هذا وغيره سيجعلالشرق الأوسط نقطة تصادم دوائر شبكات القوى في عالم بعد كورونا. وكل هذا ونحن امام تقاطعات الحربين في غفلة تامة عن المستقبل الذي يتشكل الان. وهذا ما يدعونا جميعا للتفكير في شكلنا وموقعنا غدا في هذا المستقبل الذي سيكون في أحسن حالاته شبكة قوى متداخلة ومتنافسة ومتصارعة بمفاهيم جديدة للقوة والامن. ومجالات سباق اقتصاديثقافيعلمي مستجدة تماما. وستكون هناك فترة انتقالية قصيرة قبل ان تبرز خرائط القوى الجديدة بعد الطوفان. وهو ما يعنى ان هناك فرصة ليست بالكبيرة يجب التحرك اليها من خلال شبكة قوة عربية ولتكن البداية بثلاث شبكات في مجالات لا خلاف فيها ولا عليها وسيكون لها أولوية قصوى في امن أي منطقة في عالم بعد كورونا مثل:
1- شبكة امن صحيعربية.
2- شبكة امن غذائيعربية.
3- شبكة تعليم وبحث علميعربية.
فهل من مجيب؟
الحرب بالإرهاب / حرب كورونا
حرب بالدين / وحرب بدونه
وصف روبرت دريفوس دور الولايات المتحدة الامريكية في تربية وزراعة الإسلاميين المتشددين والتلاعب بهم وخداعهم واستغلالهم بدهاء بلعبة الشيطان.وكانت قد ورثت هذه اللعبة من سلفها الإمبراطورية البريطانية التيبدأت هذه اللعبة في شكل تبنى مشروع الجامعة الإسلامية ضد رجل اروبا المريض وقتها (الدولة العثمانية) مرورا بإنشاء اخوان الانجليز في مصر عام 1928. ووظفوا هذا التشدد في معارك الإمبراطورية الامريكية وفق لعبة الشيطان هذه في الحرب الباردة ضد اعدائهم:عبد الناصر في مصر ومصدق في إيران. ثم ضد الاتحاد السوفيتي في وسط اسيا ودول البلطيق وصولا الى أفغانستان. ثم توسيع دائرة لعبة الشيطان في إطار حروب الإمبراطورية الامريكية الوقائية في قلب العالم الإسلامي ومن حوله. وكانت نتيجة هذه اللعبة الخريطة الحالية للعالم العربي وهو يحارب نفسه بنفسه وضغوط أصحاب المصالح تحاصره واوراق لعبة الشيطان في يد من رفضوا مشروع قرار في مجلس الامن قدمته تونس في الأول من ابريل 2020 ويطالب بفرض هدنة عالمية لدواعي إنسانية ومواجه كورونا في البلاد التي تشهد صراعات مسلحة وكلها في العالم العربي. وجاءت حرب كورونا وكانت مشاهدها الافتتاحية هي غلق دور العبادة ومنع النشاطات الدينية. مما جعل العالم العربي بين شقي رحى حربين أحدهما بالدين وأخرى بدونه لان تحييد الدين عليما يبدوا سيكون له فوائد كبيرة في معارك ما بعد كورونا فيحالتي الصراع العربي الإسرائيلي وربما يكون مطلبا للصين وهي تتوسع في مجالها الحيوي في جنوب شرق اسيا. وتوسعها في الشرق الأوسط وافريقيا.
إسرائيل من وكيل في المنطقة الى وكيل عنها
قامت إسرائيل بوعد إنجليزي كوكيل غربي بالمنطقة ومارست هذا الدور تحت رعاية خاصة من الولايات المتحدة الامريكية. وقبل زمن كورونا بقليل ظهر مؤشران على تحول دور إسرائيل من وكيل في المنطقة الى وكيل عنها.
الأول هو صفقة القرن الامريكية
في 28 من شهر يناير، من عام 2020، دعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومنافسه بينيغانت ولم يدع أي مسؤولين فلسطينيين إلى واشنطن لإطلاق خطته للسلام من أجل حل الصراع القائم منذ عقود؛ حيث اجتمع بهما من أجل مناقشات منفصلة بشأن صفقة القرن؛ فيما بعد، أعلن الرئيس ترامب خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ"صفقة القرن" بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكّد بدوره أن الخطة تقدم "طريقًا واقعيًا" لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وقد نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه في تويتر تغريدات بالعبرية تقول:
"سأقف دائمًا مع دولة إسرائيل والشعب اليهودي. أنا أؤيد بشدة سلامتهم وأمنهم وحقهم في العيش في وطنهم التاريخي. حان وقت السلام.
وكلمة المنطقة في تصريح نتنياهو وكلمة وطنهم التاريخي في تغريدة ترامب تكشف طبيعة الدور الجديد لإسرائيل.ونقلت شبكة سكاى نيوز عن بنيامين نتنياهو يوم الاحد 26/4/2020 قوله "إنه "واثق" من قدرته على ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة هذا الصيف، بدعم من الولايات المتحدة.وتحدث نتانياهو أمام تجمع على الإنترنت لمؤيدين إنجيليين لإسرائيل، قائلا إن خطة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط تتضمن تحويل عشرات المستوطنات الإسرائيلية، بالإضافة إلى غور الأردن الاستراتيجي، للسيطرة الإسرائيلية.وقال نتانياهو: "بعد شهرين من الآن، أنا واثق من أنه سيتم الوفاء بهذا التعهد، وأننا سنتمكن من الاحتفال بلحظة تاريخية أخرى في تاريخ الصهيونية".
والثاني هو نتائج انتخابات إسرائيل الثالثة في غضون عام التي جرت فيالثاني من مارس 2020 والتي اسفرت عن حصول القائمة العربية الموحدة على خمسة عشر مقعدا في الكنيست الإسرائيلي كثالث أكبر قوة سياسية في إسرائيل. وهو ما يشير الى أشياء جديدة تلوح في الأفق لعل أهمها هو خيار الدولة الواحدة. ثم جاءت كورونا وافرغت المسجد الأقصى من مسلميه وحائط البراق من الباكين امامه من اليهود وكنيسة المهد والقيامة من الحجاج المسيحيين ليشيرربما الى سحب اقوى دوافع الصراع في الاراض المقدسة ويؤكد قول ترامب في تغريدته حان وقت السلام بوكالة إسرائيلية عن المنطقة. ومن الطبيعي ان تكون مجالات المال والسلاح وامن المعلومات هي المجالات الأولى.
الصين وصلت بالفعل
ابدت بكين اهتماما بإنشاء مناطق تجارة حرة مع كل البلاد العربية قبل كورونا بوقت طويل وخصصت السلطات الصينية خط ائتمان بقيمة 20 مليار دولار لاستعادة الاقتصادات المتأثرة بالصراعات العربية. وتخطط الشركات الصينية الكبرى لبدء عملية ترميم البنية التحتية السورية. في عام 2017 تم الإعلان عن الاستثمارات المحتملة البالغة 2 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجانب الصيني مهتم ببناء مجمع صناعي كبير في سوريا، حيث يمكن أن تبدأ حوالي 150 شركة صينية العمل. في وقت سابق من هذا العام، أعلن شياويان، الممثل الخاص للصين للتسوية السورية، استعداد بكين للمشاركة في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب.
تخطط الصين لزيادة استثماراتها في أفريقيا هذا العام. وهو هدف استراتيجي مهم آخر للصين. في السنوات الأخيرة، تمكنت بكين من أن تصبح شريكًا اقتصاديًا رائدًا للدول الأفريقية، والعديد منها غني بالموارد الطبيعية. كما تهتم بدول أعضاء في جامعة الدول العربية في شرق أفريقيا مثل الصومال وجيبوتي والسودان. وكانت جيبوتي هي التي اختارتها بكين لإنشاء أول قاعدة عسكرية أجنبية له.يونايتد وورلد إنترناشيونال
ومع اشتداد ازمة كورونا نقلت وكالة(شينجوا) من القاهرة 17 إبريل 2020 تواصل الصين إبداء التضامن مع دول الشرق الأوسط حيث تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 عتبة الـ200 ألف.
-- المساعدة حسنة التوقيت
بعد إرسال فرق خبراء إلى إيران والعراق قبل شهر مضى، أرسلت الصين يوم الأربعاء فريق خبراء مكونا من ثمانية أعضاء إلى المملكة العربية السعودية، وهو متخصص في مجالات مثل اختبار الفيروسات والأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي والعناية المركزة والطب الصيني التقليدي. وسيتبادلون خبراتهم مع الموظفين الطبيين السعوديين ويقدمون لهم التدريب على الوقاية والسيطرة والتشخيص والعلاج من كوفيد-19. وفي غضون ذلك، وصلت عدة دفعات من المساعدات الطبية الصينية مؤخرا إلى الشرق الأوسط. ووصلت تبرعات صينية تتضمن مواد طبية، بما في ذلك كمامات ومجموعات اختبار، إلى مصر ولبنان وتونس يوم الخميس. كما تلقت الجزائر وسوريا يوم الأربعاء تبرعات طبية من الصين.
-- تقاسم الخبرات
إلى جانب تقديم الإمدادات الطبية والدعم في الموقع، تتقاسم الصين أيضا خبراتها في مكافحة الوباء، التي اعتمدتها بلدان الشرق الأوسط على نطاق واسع وتحقق نتائج ملموسة. وفي الأسبوع الماضي، عقد خبراء طبيون صينيون وعرب مؤتمرا عبر الفيديو استضافته جامعة الدول العربية.
روسيا موجودة دائما
كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات أهمية بالنسبة للحكام الرّوس.. فلقد تمتعت منطقةَ شرق البحر الأبيض المتوسط بأهمية للرّوسُ، وقد صوّرت الدولة الروسية في بدايتها نفسها على أنها وريثة القسطنطينية، أي "روما الثالثة"، وأنها تتولّى مهمّة التبشير الإلهية بالأرثوذكسية الشرقية. واستمرّت المصالح الدّينية في روسيا الإمبراطورية، التي استخدمت أيضاً الشرق الأوسط كحلبة لمنافسة الغرب وتأمين الوصول البحري إلى البحر الأسود والبحر المتوسط سعياً لتبوّء مركز قوة عظمى.
اضطلع الاتحاد السوفييتي بدور رئيسي في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، في محاولته إحباط مصالح الولايات المتحدة في مجالي الطاقة والتجارة في المنطقة. ثمّ تراجعت روسيا لفترة وجيزة من الشرق الأوسط في عهد بوريس يلتسين في تسعينيات القرن الماضي، ولكن حتى في ذلك الوقت لم تغادر بالكامل.
وفي فترة ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، تلازم السعي وراء تبوّء مركز القوة العظمى مع الرغبة في المعاملة المتساوية من قبل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقد تم توضيح ذلك في الاجتماع الذي انعقد في نيسان/أبريل 1996 بين بيل كلينتون وبوريس يلتسين. فوفقاً لأرشيفات رُفعت عنها السرية مؤخراً، دخل يلتسين الاجتماع غاضباً ظنّاً منه أنّ الولايات المتحدة كانت تحاول تهميش روسيا في المنطقة. واستخدم كلينتون مصطلح "شراكة متكافئة"، التي بدت أنها تهدئ يلتسين، وقال إنّ بإمكان روسيا الاضطلاع بدور مهمّ من خلال نفوذها على سوريا و«حزب الله».
وبعد إن خَلَفَ بوتين الرئيس السابق يلتسين، عمل بصورة ثابتة ومنتظمة لإعادة روسيا إلى الشرق الأوسط. وأصبح نهج بوتين تجاه المنطقة امتداداً لرؤية [رئيس وزرائه] بريماكوف المتمثلة بعالم "متعدّد الأقطاب". وكانت مصالح بوتين في المنطقة سياسية في المقام الأول، ولكنّها كانت اقتصادية أيضاً. فقد حدّد "مفهوم السياسة الخارجية" لروسيا في كانون الثاني/يناير عام 2000 أولويات موسكو في الشرق الأوسط على أنّها "استعادة المراكز وتعزيزها، لا سيما تلك الاقتصادية"، وعلى عكس الاتحاد السوفييتي، لا يرتبط نظام بوتين بأيديولوجية ما، بل يعمل بدلاً من ذلك على بناء علاقات مع كل جهة فاعلة رئيسية في المنطقة والمحافظة عليها. واقتصر تقديم روسيا مساعدات لدول الشرق على إيران وسوريا وبصورة رمزية ولكن ذلك لا يعنى ان روسيا في زمن كورونا او بعدة ستخرج من الشرق الأوسط يل ستبقى وربما بقوة أكبر بعد تراجع الدور الأمريكي قليلا.
أمريكا وساحة العمل السهل والتكلفة المنخفضة والعائدات الكبيرة
دخلت الولايات المتحدة الأميركية الشرق الأوسط بموجب مذكرة مقدمة من السفارة البريطانية فيواشنطن يومالحادي والعشرين من فبراير عام 1947 حول اليونان وتركيا والتي تعنى نهاية الوصاية البريطانية في الشرق الأوسط.
وكانت الولايات المتحدة قد دخلت منطقة الخليج بموجب اتفاق كوينسيتفاق كوينسي (بالإنجليزية: Quincy Pact) تم التوصل إليه في 14 فبراير 1945 وذلك على متن طراد يو أس أس كوينسي (CA-71)، وذلك بين الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت العائد من مؤتمر يالطا. كان من المقرر أن يدوم هذا الاتفاق 60 سنة، وتم تجديد محتوى اتفاقياته لنفس المدة في 2005 من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. أهم ما جاء في هذا الاتفاق هو توفير الولايات المتحدة الحماية اللامشروطة للسعودية، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تحتاجها الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الوقت كانت منطقة الشرق الأوسط هي ساحة العمل الاسهل والارخص وذات العائد الكبير بفضل سياسية الشيخ والخيمة والسوق التي كشف عنها هنري كيسنجر وهو يقترب من التورط في ساحات عمل الشرق الأوسط وكان من بين الملفات التي حملها في حقيبته يوم الخامس من نوفمبر عام 1973 تقريرين يلخصان خلاصة الفكر الأمريكي في التعامل في الشرق الأوسط الأول بعنوان الشيخ والخيمة ويتحدث عن صنع القرار في العالم العربيالذي يكون في الغالب بيد شيخ القبيلة سواء كان يضع فوق رأسه عقالا او قبعة عسكرية
والثاني بعنوانالسوق ويتحدث عن أسلوب التفاوض العربي وكيف انه في معظمه مزايدات تبدأ بطلب المستحيل وتنتهي بالبيع بنصف او ربع الثمن.
وكان الاستثناء الوحيد هو مغامرة بوش الابن في غزو العراق والذي قدرت جامعة براون تكاليفه بمبلغ مجموعه أكثر بقليل من 1.1 تريليون دولار. بلغ الإنفاق المباشر في الحرب على العراق ما لا يقل عن 757800000000 $، وكان اغلبها عقود توريد أسلحة ومعدات من شركات على علاقة بأسرة بوشوالباقي تكاليف تكميلية في الداخل الأمريكي، مثل الفوائد المدفوعة على الأموال المقترضة لتمويل الحروب.
اما باقي الحروب والوجود والهيمنة فكانت بثمن بخس وكان دائما ما يدفعه غيرهم مثل الذي حدث في حرب الخليج الأولى التي تكلفت وفق ادق التقديرات نحو 61 مليار دولار، قدم حلفاء الولايات المتحدة منهاحوالي 54 مليار دولار من ذلك - الكويت والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى غطت 36 مليار دولار. غطت ألمانيا واليابان 16 مليار دولار.
وإذا كانت حرب السويس هي اخر مسمار في نعش الإمبراطورية البريطانية فان ساحة الشرق الأوسط هي اخر الساحات التي ستخرجمنها الإمبراطورية الامريكية. ومع شبكة القوى متعددة المراكز المنتظرة بعد حرب كورونا ربما لن تخرج الإمبراطورية الامريكية من ساحات الشرق الأوسط في المدى القريب والمتوسط على الأقل وهي على استعداد لحرق الشرق الأوسط قبل الخروج منه.
اروبا لا تنسى مستعمراتها
لم يبقى لا ورباإثر من ماضي امبراطورياتها الا بعض وجود وبعض نفوذ في منطقة الشرق الأوسط. ففرنسا لم تنسى مستعمراتها في سوريا ولبنان وتونس والجزائر والمغرب.وبريطانيا توظف خبراتها الاستعمارية في كل قضايا المنطقة وإيطاليا تعتبر نفسها صاحبة حقوق في ليبيا. وحجم التبادل التجاري بين واروبا ودول الشرق الأوسط بلغ 10،3 % من صادرات الاتحاد الأوربي غير العسكرية. وواردات بلغت عام 6،5% وبقيمة اجمالية 315مليار يورو عام 2017. كما ان منطقة الشرق الأوسط استوردت 32% من مبيعات الأسلحة حول العالم في الفترة من 2013/ 2017 نصفها تقريبا من اروبا.
إيران وتركيا أوهام امبراطورية بثوب إسلامي
أدى سقوط أعمدة الامن القوميالعربي تحت ضربات حروب بالوكالة في زمن الحرب الباردة ذا القطبين.وحروب تثبيت القطب الواحد بعدها والفوضى الخلاقة والحرب بالإرهاب الى بروز ثلاثة قوى في المنطقة هي إيران وتركيا وإسرائيل وراح كل منهم يخفى أطماعه في المنطقة بثوب ديني كان هو الهلال الشيعي في حالة إيران والمحور السني في حالة تركيا وارض الميعاد في حالة إسرائيل. ولكن في عصر ما بعد كرونا وإخراج ورقة الدين من تفاعلات هذا العصر القادم ستفقدهذه القوى الثلاث أهم أوراق تدخلها في العالم العربي
الخليج ومرحلة جديدة / النفط ليس دولارات في البنك
كتب توماس فريدمان في صحيفة نيويوركتايم راسما خطة إعادة أمريكا بعد كورونا قائلا هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن أفكر فيها - من المؤكد أن مرافق الصحة العامة المحسنة ستكون مدرجة في القائمة - ولكن هناك ثلاث استثمارات أقل وضوحًا من المؤكد أنها ستجعل أمريكا أكثر مرونة وأكثر ازدهارًا وصحة وأكثر مساواة في التيار المتردد - بعد عصر كورونا:
· طاقة رخيصة ومنتجة ومنخفضة الكربون لذا نصبح أقل عرضة للتلاعب في أسعار النفط في المملكة العربية السعودية وروسيا.
· اتصال إنترنت موسع عالي السرعة في كل مكان، ولكن بشكل خاص في المناطق الريفية في أمريكا، بحيث يمكن لعدد أكبر من الناس المشاركة في اقتصاد الابتكار.
· نشر أدوات للاختراع والتصميم والتصنيع بأسعار معقولة في جميع أنحاء أمريكا - حتى يتمكن المزيد من الأشخاص من بناء المزيد من الأجهزة في نقاط الحاجة والمساعدة في ابتكار طريقنا للخروج من هذه الأزمة - وليس فقط انتظار إنقاذها بالشحن القادم من الصين.
وقال: اسمحوا لي أن أقدم أمثلة لكل منها، بدءاً بالطاقة.
هناك الكثير الذي يحدث وراء الكواليس على جبهة الطاقة العالمية التي تحمل في الواقع وعدًا ليس فقط لجعل أمريكا أكثر استقلالية للطاقة، ولكن القيام بها على أساس الطاقة النظيفة أكثر من الوقود الأحفوري - إذا لعبنا أوراقنا بشكل صحيح. لعقود حتى الآن كانت المملكة العربية السعودية "المنتج المرجح" في العالم، وتعديل إنتاجها النفطي لتوجيه السعر إلى المستوى الذي يعجبها - عادة ما يكون أعلى. أصبح السعوديون مرتاحين للقيام بذلك لأنهم رأوا 260 مليار برميل من النفط في الأرض كمدخرات في البنك، لذلك لم يهتموا إذا ضخوا أكثر أو أقل قليلاً في أي عام، طالما أنهم استوفوا احتياجاتهم الاقتصادية المتنامية.
وكشف كيف سيفكر ساسة أمريكا مستقبلا قائلا بفضل السيارات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، والكثير من السيارات الكهربائية، ورد الفعل العكسي ضد البلاستيك القائم على النفط، والتوافق العالمي الآخذ في الاتساع بشأن تغير المناخ والإنتاج الضخم الجديد للنفط الأمريكي،على المملكة العربية السعودية ان تدرك أن نفطها في الأرض ليس نقود في البنك. إنه أصل متناقص، ربما "أصل عالق" قد لا يتمكن في يوم من الأيام من بيعه بأي سعر.
وإذا سمحت أوضاع ما بعد كورونا للصين بالتنقيب الكثيف عن البترول في بحر الصين. وقامت روسيا بزيادةالإنتاج بتوفير احتياجات اروبا من الطاقة فان الخليج ربما يبدأ مرحلة ما بعد النفط مبكرا.
العراق والشام الكبير / فرق متناحرة وجيوش متحاربة والمستفيد واحد
استهداف الشام الكبير والعراق واضعافها هدف استراتيجيإسرائيلي أعلنت عنه بشكل سريع فور تامين معاهدة السلام بينها وبين مصر جبهتها الجنوبية. وذلك بضرب المفاعل النووي العراقي بعملية أوبرا المعروفة أيضًا باسم عملية بابل، هي غارة جوية إسرائيلية مفاجئة نُفذت في 7 يونيو 1981، وأسفرت عن تدمير مفاعل نووي عراقي قيد الإنشاء على بعد 17 كيلومترًا (10.5 ميلًا) من جنوب شرق بغداد. نُفذت هذه العملية بعد أن تسببت عملية السيف المحروق الإيرانية الفاشلة بأضرار طفيفة في نفس المنشأة النووية في العام السابق، وأصلح فنيون فرنسيون الضرر بعد ذلك. وفي أعقاب ذلك، رسخت عملية أوبرا وما يتصل بها من تصريحات للحكومة الإسرائيلية عقيدة مبدأ بيغن، الذي أعلن صراحة أن الهجمة ليست حالة شاذة، وإنما «سابقة لكل حكومة مقبلة في إسرائيل». ثم عملية البستان في السادس من سبتمبر 2007 وتدمير ما يشتبه بانه موقع نووي سوري في محافظة دير الزور. وتوظيف الفرق المتناحرة والجيوش المتحاربة طوال فترة الحرب بالإرهاب لتحقيق المد الإسرائيلي الى الفرات.ومن المؤكد ان اعداد المصابين بكورونا في كل من إيران وتركيا والخسائر الكبيرة المتوقعة هناك ـوتراجع الجيوش الأجنبية عن أرضي الشام الكبير والعراق سيجعل حلم إسرائيل بالامتداد الى الفرات امرا واقعا.
مصر / تفقد مواردها وتقاوم على كل الجبهات ودور لا يمكن الاستغناء عنه
أحدثت كورونا صدمة عنيفة لموارد مصر الأساسية وأول القطاعات المتضررة كان قطاع السياحة فقد شهدت الفنادق المصرية الغاء الحجوزات كافة التى كانت في شهري /مارس و/ابريل وهو ما كبد تلك الفنادق خسائر كبيرة جدا أدى معها إلى استغناء العديد من الفنادق عن أغلب العاملين بها ، والبعض منها استغنى عن كل العاملين وأغلق أبواب فندقه .وتضررت شركات السياحة أيضا بصورة كبيرة نتيجة لالغاء المصريين لحجوزات العمرة بعد إغلاق السلطات السعودية الاراضى السعودية أمام القادمين اليها للعمرة وعدم السماح بقدوم أى جنسية من الجنسيات لأداء العمرة ، وهو ما أدى إلى خسائر بالملايين خاصة مع اضطرار الشركات على إعادة الأموال إلى المواطنين الذين تم الغاء رحلات العمرة لهم .وتكبدت شركات الطيران سواء الرسمية وهى شركة مصر للطيران وشركات الطيران الخاصة خسائر بالملايين أيضا مع الغاء حجوزات المواطنين لرحلاتهم واستعادتهم مقابل تذاكر سفرهم حتى من دون غرامات أو تحمل أية خسائر مالية لأن سبب الالغاء جاء قهريا وعلى غير رغبة المواطن ومع الظروف القهرية فإن الالغاءات تتحملها الشركات حسب القوانين العالمية للطيران الصادرة عن منظمة الآياتا.
وتراجعت أيضا تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الشهرين الماضيين مع توقعات باستمرار التراجع خلال الشهور المقبلة مع استمرار الأزمة وتمثل التحويلات أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر بعد أن سجلت 26 مليار دولار بنهاية العام الماضي.في الوقت ذاته ذكر بيان رسمي لهيئة قناة السويس إن إيرادات قناة السويس تراجعت إلى2ر458 مليون دولار في / فبراير الماضي مقابل1ر497 مليون دولار في كانون ثان/يناير الماضي نتيجة تراجع حركة التجارة العالمية ، وهو ما يتوقع أن يستمر التراجع في إيرادات القناة خلال الأشهر المقبلة نتيجة لأستمرار الأزمة العالمية واستمرار تراجع حركة التجارة العالمية وحركة السفن.وخسرت البورصة المصرية أكثر من 100 مليار جنيه حتى يوم الثلاثاء 21/4/2020 وبدأت في استعادة جزء طفيف من تلك الخسائر بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمها بمبلغ 20 مليار جنيه ، فيما يتوقع ألا تنجح البورصة في التعافي بصورة كبيرة مع استمرار البيانات السلبية عن اصابات كورونا في مصر وتوقف الحياة الإقتصادية في مصر بصورة شبه كاملة وحظر التجوال الجزئي وكلها أمور تؤثر على البورصة سلبا.وتوقع خبراء أن تكون خسائر مصر مضاعفة بسبب أزمة كورونا خاصة أن اقتصادها يعتمد بشكل أساسي على الخارج سواء عبر الاقتراض لسد فجوة السيولة الدولارية الكبيرة بالبلاد، أو عبر الاستيراد لتلبية أكثر من 60 بالمئة من احتياجاتها الأساسية والضرورية.وفي قطاع الطاقة تراجعسعر بيع الغاز المصري بعد أن كان عند سعر 5ر5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بعد تراجع الطلب في آسيا وأوروبا وانخفض سعره في العقود الفورية للأسواق الآسيوية بنحو 50 بالمئة ليصل إلى 3 دولارات فقط.
وألغت مصر عددا من عطاءات بيع الغاز المسال بسبب تدني الأسعار ما يهدد بفقدانها نصف العائد الذي حققته طوال عام 2019 والبالغ مليارا و236 مليون دولار.وقفز الدين الخارجي لمصر بنسبة 18 بالمئة على أساس سنوي بنهاية الربع الأول من العام المالي الحالي /2019 2020 إلى36ر109 مليار دولار، كما ارتفع الدين المحلي بنسبة 8 في المئة إلى18ر4 تريليون جنيه (270 مليار دولار)، بحسب بيانات البنك المركزي.
وأعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني تثبيت تصنيفها للاقتصاد المصري عند مستوى "B2" مع نظرة مستقبلية مستقرة.وقالت الوكالة في تقرير لها يوم الثلاثاء 21ابريل 2020، إن تثبيت التصنيف جاء بفضل السجل الحافل بالإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي جعلت أداء الاقتصاد المصري أكثر مرونة وقدرة على امتصاص الصدمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه دول العالم على حيازة المستلزمات الطبية لمواجهة جائحة كورونا، تستمر مصر في إرسال شحنات مساعدات طبية للعديد من الدول فقد أرسلت مصر في الحادى والعشرين من ابريل طائرات عسكرية محملة بمعدات طبية لمواجهة كورونا الى الولايات المتحدة الامريكية . وجاء ذلك بعد أيام من الإعلان عن شحنة مماثلة إلى بريطانيا، حيث قال النائب في البرلمان البريطاني «جريج هاندز»، إن هناك شحنة كبيرة من المساعدات الطبية في طريقها إلى لندن من القاهرة. وسبقت تلك الشحنات شحنات أخرى لإيطاليا والصين، أرسلتهم الحكومة المصرية برفقة وزيرة الصحة «هالة زايد»، تعبيرا عن دعم مصر لهذه الدول في مواجهة جائحة كورونا. وفي سياق مواز، قدمت جمعية الهلال الأحمر المصري في نهاية شهر مارس 2020، مساعدات طبية وإنسانية لأهالي قطاع غزة، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتقدم هذه الإشارات دليلا قويا على ان مصر رغم الصعاب كانت وستظل صاحبة دور لا يمكن الاستغناء عنه في المستقبل. ويبقى علينا ان نتلمس طبيعة وحدود هذا الدور وكيفية استثماره في عالم ما بعد كورونا متعدد المراكز ومتشابك الخطوط.
المغرب العربي/ ظل ثقيل للمستعمر القديم ومصالح قوى جديدة وتحديات بالجملة
ليست الضفة المغاربية مجرّد دول تجاور اتحاداً أوروبياً يبحث عن استمرار نموذجه الاقتصادي والسياسي، بل هي عامل أساسي في وقف عدد من المشاكل التي تهدّد هذا الاستمرار، خاصة وأنها تتوّفر على أوراق دعم تتحوّل بسرعة إلى أوراق ضغط. يُدرك قادة الاتحاد الأوروبي هذا المعطى جيداً، ويدركون أن الأهمية الاستراتيجية للدول المغاربية المتوسطية تنطلق من ثلاث عوامل أساسية:
التعاون في الهجرة: لمجاورتها مالي والنيجر، تستقبل الجزائر آلاف المهاجرين السريين الذين يرغبون في اجتياز أراضيها، متجهين غرباً إلى المغرب، أو شرقاً نحو تونس وليبيا، والهدف هو الوصول إلى أوربا. لذلك تعكف دول الاتحاد الأوربي على توقيع اتفاقيات مع البلدان المغاربية حتى تقوم هذه الأخيرة بدور "الشرطىي". ومؤخراً بدأت الاتفاقيات تتسع لتشمل ترحيل المهاجرين المغاربيين غير النظاميين الذين وصلوا أوروبا.
تكثيف الاستثمارات: تطوّرت الاستثمارات الأوروبية مؤخراً في المغرب والجزائر وتونس. المغرب من جهته يتوفر على صفة "الوضع المتقدم" التي تتيح له اندماجا نسبياً في السوق الداخلية الأوروبية، أما الجزائر، أكبر مستورد للأسلحة الألمانية في إفريقيا (1.36 مليار يورو عام 2017)، فقد بدأت في توسيع أسواقها أمام الأوروبيين لأجل تنويع الاقتصاد وتجاوز أزمة النفط. وبدورها استقبلت تونس استثمارات سخيّة ومن ذلك ما أعلنه بنك الاستثمار الأوربي عام 2016 من ضخ 2.5 مليار يورو لدعم الاقتصاد التونسي.
التعاون الأمني:استقطبت الحرب السورية آلاف الجهاديين المنحدرين من دول المغرب الكبير، كما تورّط بعضهم في هجمات بأوروبا. فضلاً عن ذلك، تنشط الجماعات الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي المتاخمة للمنطقة المغاربية، زيادة على استمرار حالة اللا استقرار في ليبيا رغم فقدان "داعش" لأغلب قواعده فيها. كلها عوامل تحتم تعاوناً استخباراتياً وأمنياً بين الدول المغاربية والاتحاد الأوربي.
ويتعرض الاتحاد الاوربى لمنافسة شرسة على النفوذ من الولايات المتحدة والصين التي أصبحت المصدر الأول لواردات دول المغرب العربى .
وهناك تحديات عديدة لعل ابرزها الواقع الاجتماعي الصعب بالمنطقة المغاربية، فالاحتجاجات الاجتماعية تكرّرت في المغرب والجزائر وتونس، وهذه الأخيرة بالذات عانى فيها الاقتصاد كثيراً من الاعتصامات والإضرابات، كما جرى عندما أعلنت شركة بتروفاك مغادرتها البلاد. كما يوجد التهديد المستمر الذي يطال الديمقراطية الهشة في المنطقة، وكذا الانتقادات الكثيرة التي توجهها المنظمات الحقوقية لدول المنطقة في تدبيرها للحقوق والحريات، والحرب في ليبيا وتقاطعاتها مع دول المغرب العربي.
الغفلة التامة عن مستقبل قريب
يتابع العالم وقادته وقادة الراي فيه مجريات ازمة الفيروس بعين والعين الأخرى على ما سيكون عليه العالم بعده. واخر ما ظهر في هذا الموضوع هو محاولة شبكة الفايننشال تايمز استطلاع اراء صناع القرار وكبار المفكرين عما يمكن توقعه من مستقبل بعد كوقيد 19. وكانت أوضح الكلمات ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون " انه يجب التفكير فيما لا يمكن تصوره، حيث يعتقد ان الازمة سوف تغير الرأسمالية ولكن القادة بحاجة للعمل بتواضع. بينما جاءت مساهمة أنديهالدين بعنوان إعادة تشكيل النسيج الاجتماعي بعد الازمة وقال ان الدرس الذي سنخرج به من الازمة هو الاعتراف بشكل أفضل بجميع المساهمات المدفوعة وغير المدفوعة التي يقدمها المواطنون. كما قال كارل فراى انه سيزداد قلق الاتمتة فقط حيث يفضل المستهلكون الخدمات الالية على التفاعلات وجها لوجه لبعض الوقت في المستقبل.ودعي امرتيا سين الى التفاؤل بإمكانية ظهور مجتمع أفضلحيث قال ان التاريخ يظهر ان بعض الازمات تؤدى الى تحسين المساواة والحصول على الغذاء والرعاية الصحية. بينمادعي هنر بولسون الى انقاذ العولمة لتحسين المستقبل وقال سيكون العالم مكانا خطيرا إذا لم نصلح المؤسسات المتعددة الأطراف. وكانت اقوى التحذيرات تلك التي جاءت من انجوسديتونالذي كتب تحت عنوان قد لا نكون متساويين هذه المرة وأوضح قائلا ان الأوبئة تجعل المجتمعات أكثر مساواة ولكن هذا الوباء قد يكون استثناءا.
ولكننا في العالم العربي لم تتقدم اية مؤسسة من مؤسساتنا للتصدي للإجابة عن سؤال المستقبل. ومع تسليمنا بحق المؤسسات الرسمية في العمل سرا استعدادا للمستقبل فان مؤسسات الفكر وقادة الراي مطالبون كل من موقعه بالمساهمة بالراي ووضع بدائل امام صناع القرار المثقلين بأعباء الازمات المتلاحقة في عالمنا العربي.
الشرق الأوسط نقطة تصادم دوائر شبكات القوى في عالم بعد كورونا
عالم بعد كورونا ليس يوتوبيا ولن يكون الفردوس المفقود. فلعبة الأمم ستستمر وإذا كنا قد عشنا تحت ظلال لعبة الشيطان في عصر الإمبراطورية الامريكية. فسيكون هناك شياطين متعددة والعاب جديدة. وسيكون الشرق الأوسط بالمغريات ذاتها لجذب كل قوى ما بعد كورونا كما جذب القوى العالمية الأخرى عبر التاريخ وهيمغريات أربعة تضم: الموارد والسوق والموقع في الجغرافيا والموضع في الثقافة والتاريخ الإنساني.
فهل من شبكة قوة عربية
ولتكن البداية بثلاث شبكات في مجالات لا خلاف فيها ولا عليها وسيكون لها أولوية قصوى في امن أي منطقة في عالم بعد كورونا مثل:
1- شبكة امن صحي عربية. نحن في أمس الحاجة اليها.
2- شبكة امن غذائي عربية. نحن نملك مقوماتها.
3- شبكة تعليم وبحث علمي عربية. تضع أجيالنا الجديدة على طريق الامل.
فهل من مجيب؟