العيسوي: رمضان شهر غذاء الأرواح والقرآن الكريم كتاب هداية للناس أجمعين

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

العيسوي: رمضان شهر غذاء الأرواح والقرآن الكريم كتاب هداية للناس أجمعين

العيسوي: رمضان شهر غذاء الأرواح والقرآن الكريم كتاب هداية للناس أجمعين

أقامت وزارة الأوقاف مساء أمس، الحلقة الخامسة، لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وجاءت بعنوان: "رمضان شهر القرآن" ، وحاضر فيها كل من: الدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، والشيخ محمد البسطويسي مدير عام المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة. 

وفي بداية كلمته أكد الدكتور نوح العيسوي، أن شهر رمضان هو شهر غذاء الأرواح، فيه نزل القرآن، وفيه تفتح أبواب الجنان وتُغلّق أبواب النيران، وفيه تتنزل الرحمات وتضاعف الحسنات، وفيه ترفع الدرجات وتكفّر السيئات، ففي الحديث: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي".

وأشار إلى أن العلاقة بين الصيام والقرآن علاقة وطيدة، فالحق سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان بالصيام دون غيره من الشهور تخليدا لذكرى نزول القرآن الكريم فيه، وقد قال بعض العلماء: مدح الله شهر الصيام من بين سائر الشهور لأنه قد شرف بنزول القرآن الكريم فيه، قال سبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، ومن هنا كان صيام شهر رمضان شكرا لله على نعمة نزول القرآن الكريم فيه.

كما أكد أن شهر رمضان وُصف بشهر القرآن؛ لأن جبريل كان يلقى النبي في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلما كان العام الذي قبض فيه النبي دارسه جبريل القرآن فيه مرتين، ومن هنا كان رمضان شهر القرآن، أكرم الله به نبيَّنا محمَّدًا، والقرآن كما عرفه العلماء: هو كتاب الله تعالى المنزل على قلب الحبيب المصطفى المنقول إلينا تواترًا، المتعبد بتلاوته، المتحدى بأقصر سورة منه، وقد أنزله الله على نبينا محمد في شهر رمضان، فهو أصل الدين ومنبع التشريع، ومنه تنبثق علوم الدنيا والدين، وهو المعجزة الكبرى لسيد المرسلين، تكفل الله بحفظه، وصانه من التحريف والتبديل، فقال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .

كما أكد أن الحق سبحانه وتعالى أنزل القرآن على قلب الحبيب المصطفى لأهداف كثيرة، منها: أنه كتاب هداية للخلق أجمعين، يهدي به الناس إلى طريق الحق وإلى الصراط المستقيم، وفي ذلك يقول سبحانه: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: 1، 2] ، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9] .

وفي ختام كلمته أكد فضيلته أننا جميعا علينا أن نقتدي بنبينا وأن نكثر من تلاوة القرآن في شهر القرآن ؛ حتى ننال الفضل العظيم والأجر الجزيل الذي أخبرنا به (صلى الله عليه وسلم) حيث قال : " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الْم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ"، إضافة إلى أن القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة، حيث يقول النبي : "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ".

وأكد الشيخ محمد البسطويسي، أن القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة الباقية، "مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، كيف لا؟ وقد بين المصطفى أنه جلاء للقلوب، فقال: " إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدَ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا جِلَاؤُهَا؟ قَالَ: "تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ".


مواضيع متعلقة