بدو جنوب سيناء يتحدون كورونا بأطعمة متوارثة من مئات السنين

كتب: حماده الشوادفي

بدو جنوب سيناء يتحدون كورونا بأطعمة متوارثة من مئات السنين

بدو جنوب سيناء يتحدون كورونا بأطعمة متوارثة من مئات السنين

يحافظ أهالي سيناء على العادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، مهما اختلفت الأزمنة، ومن الطبيعي أن يحظى شهر رمضان برصيد كبير من هذه العادات.

فأهالي الوديان والتجمعات لديهم عادات وتقاليد في الطعام يحافظون عليها منذ القدم، وتتناسب مع بيئتهم الصحراوية وتنقلهم من مكان إلى آخر، حيث يقومون بتخزين الطعام بطريقة بدائية ومختلفة عما يقوم به أهالي وادي النيل والدلتا بحفظه في الثلاجات.

وقال الشيخ جمال عطية خبير الصحراء، كما يطلق عليه: افتقدنا في رمضان هذا العام اللقاءات والتجمعات بسبب كورونا، فقد كنا نلتقي يوميًا في شهر رمضان في المقعد (غرفة كبيرة خارج المنزل وملاصقة له)، وكل فرد يحضر الإفطار الخاص به، وكنا نجتمع كأفراد القبيلة الواحدة، لكن الوضع تغير هذا العام وأصبحنا نفطر في بيوتنا.

وأضاف: كورونا لم تحرمنا من عاداتنا وتقاليدنا في الطعام في الإفطار والسحور، حيث تعتبر أشهر الاكلات في الأفطار هي الحوت المجفف (السمك المجفف)، ويتم صناعة الصيادية وهي أشهر أكله في رمضان، والجريشة وهي القمح المطحون، ويتم إضافة اللبن له، وتصلح للإفطار والسحور.

أما "الكبسة" فهي أهم وأفضل الوجبات التي نحرص عليها معظم أيام رمضان، لأنها تعطي القوة، وتساعد في تعويض فترات الصيام، وهي عبارة عن لحم الماعز، والأرز المطبوخ بمرقة اللحمة، ويتم وضع اللحم داخل الأرز وتقدم ساخنة، حسبما يقول خبير الصحراء.

ويعد "المعدوس" حسب وصف الشيخ، من أفضل الوجبات الشهية التي تقدم في رمضان، حيث تصنع من العدس والأرز وحاليًا لبن الماعز المتوفر بكثرة في هذا التوقيت، ويقدم اللبن بجانب المعدوس، وهناك من يقوم بوضع اللبن على المعدوس، وآخرون يشربون اللبن أثناء أكل المعدوس.

وبالنسبة للسحور، قال الشيخ جميل صاحب كرم الشيخ عواد، أن السحور يكون جبن بزيت الزيتون والزعتر، أو فتة فراشيح باللبن، أو فتة بالسمن والطماطم.

أما الشيخ سليمان أبو مشغل شيخ قبيلة القرارشة، فأشار إلى الخبز البدوي المعروف باسم "الفراشيح"، وهو أفضل وأسرع نوع خبز في الوديان، ويعد وجبة رئيسية في شهر رمضان، ولا يكلف سوى موقد بالحطب وصاج يسوى عليه الخبز، مشيرًا إلى أنه يمكن صناعة خبز من نوع آخر في الفحم يطلق عليه "اللبة"، وهي تحتاج وقت لتصنيعها.

وأضاف "أبو مشعل"، أن أهل الوديان كانوا يقومون بتخزين الطعام في مغارات صغيرة وكهوف في الجبل، ولها فتحة ضيقة تمكن من أخذ الاحتياجات اليومية، أما الأسماك فيتم تجفيفها بعد شرائها من المدن، وتعلق علي حبال في الشمس حتى تجف تمامًا، وتوضع في أكياس وتستخدم صيادية في الأرز.


مواضيع متعلقة