بعد حلقة الاختيار.. سكان مدينة نصر عن ذكريات رابعة: رعب أسوأ من كورونا

كتب: هدى رشوان وسمر صالح

بعد حلقة الاختيار.. سكان مدينة نصر عن ذكريات رابعة: رعب أسوأ من كورونا

بعد حلقة الاختيار.. سكان مدينة نصر عن ذكريات رابعة: رعب أسوأ من كورونا

أيام وليال من الرعب المتواصل حُرم فيها الكثير من سكان منطقة رابعة العدوية، من الذهاب إلى أعمالهم في الصباح خشية التعرض لأذى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، واضطر فيها البعض الآخر منهم، ادعاء تأييد حكمهم بتعليق صورة رئيسهم على زجاج السيارة أو إطلاق اللحي للرجال منهم، كل ذلك للنجاة من لحظات المساءلة كلما مروا عليهم دخولا وخروجا، الجميع ملتزم في بيته ينتظرون كل ساعة لحظة الخلاص لإنقاذهم مما وصفوه بـ"الكابوس"، حين اختار أنصار محمد مرسي الاعتصام في عام 2013 بميدان رابعة العدوية للتمسك بحكم محمد مرسي.

مع عرض أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل الاختيار الذي يجسد شخصية الشهيد أحمد المنسي ورجال كتيبته، والتي تضمنت مشاهد لأحداث اعتصام رابعة العدوية لأنصار جماعة الإخوان للتمسك بحكمهم في البلاد، استعاد سكان منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر ذكريات الخوف والرعب التي عاشوها تحت وطأة أنصار الإخوان الذين احتلوا مداخل العمارات وافترشوا الشارع: "كانت أيام أسوأ من أزمة كورونا الحالية كنا بنخاف نطلع من البيوت ولو طلعنا يوقفونا يشوفوا البطاقة ويفتشونا أيام صعبة الله لا يعيدها"، يقول عماد عطا الله أحد سكان رابعة في بداية حديثه لـ"الوطن".

السكان: كنا بنخاف نطلع من البيت بيفتشونا 

كلما فتح نافذة البيت رأى عطا الله، حسب وصفه، أفعال شاذة تصدر منهم، يقضون حاجاتهم في مداخل العمارات ويقيمون في المساجد غير مراعين لحرمة بيوت الله، حتى وصل الأمر أن اعتدوا على واحد من جيرانه ودمروا سيارته في غيابه لكونه يعمل ضابطًا: "المسلسل قلب علينا المواجع الكل كان في حالة رعب متواصل ليل ونهار وما صدقنا الكابوس انتهى يوم فض الاعتصام".

الأمر لم يقتصر عند التفتيش فقط، بل تسبب في حرمان والدة محمد حمودة، مريضة السرطان، من الذهاب بانتظام إلى المستشفى لتلقي جلسات العلاج الكيماوي، لما تتعرض له من مساءلة ونظرات مرعبة من أنصار الجماعة في أثناء الدخول والخروج من البيت، حسب وصفه لـ"الوطن" تسببت تلك الفترة في تأخير حالتها الصحية.

نسمة اضطرت لوضع صورة مرسى على السيارة ومينا أطلق لحيته

كونها من سكان مدينة التوفيق القريبة من ميدان رابعة، اضطرت نسمة عادل، تلك الفترة وضع صورة محمد مرسي على "تابلوه" سيارتها لتجنب تعرضها للمساءلة من المعتصمين في أثناء المرور عليهم، وبحسب وصفها: "عشان نعدي كان لازم يتأكدوا إننا من أنصار مرسي، وعشان محدش يضايقنا كنا بنضطر نحط صورة مرسي على تابلوه العربيه عشان نعدي بسهولة منهم".

كلما أرادت سمر محمود، الخروج من بيتها، يعترض طريقها رجال من أنصار التنظيم الإرهابي يلاحقونها بنظرات، وصفتها في حديثها لـ"الوطن" بالمرعبة، حتى تتبعها أحدهم في أحد الأيام لكونها من سكان منطقة مليئة بالضباط: "كانوا ماشيين ورانا بالشوم وبيوقفوا راجل كبير يوقف أي عربية معدية يفتشها ويشوف البطاقة الأول مبيحترموش خصوصية الناس".

كشخص يعمل في إحدى شركات الاتصالات لا يمكنه العمل من البيت أو الغياب المتكرر، اضطر الشاب المسيحي مينا كرم لإطلاق لحيته طوال فترة الاعتصام، خشية تعرضهم له بالأذى، خاصة إذا طلبوا الاطلاع على بطاقته الشخصية، وحسب تعبير مينا: "لما كانوا بيشوفوا شكلي أوقات كتير بيعدوني بيفتكروني منهم".

كانوا يرهبون بالسكان بطرق أعمدة الإنارة بالشوم والعصيان 

كنوع من أنواع الترهيب، كان يسير بعض رجالهم بالعصي والشوم المثبت به مسامير ويطرقون بها أعمدة الإنارة وأرض الشارع لتخويف سكان المنازل في المنطقة: "كنا بنصحى من النوم على صوتها مرعب وقلق مستمر على بيوتنا اللي خايفين عليها من السرقة"، تقول مروة علي، في وصف أيام الاعتصام الإرهابي.

السيدة الثلاثينة تعرضت لنزيف شديد خلال فترة حملها، ولم يتمكن زوجها من نقلها إلى المستشفى وظلت ساعات في رعب هي وزوجها من منظر المعتصمين، وبحسب قولها لـ"الوطن" كانت هي وزوجها يحملون هم لحظة النزول إلى الشارع لاعتراض الإخوان لهم وتفتيشهم لهم.

وشهدت أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل الاختيار، اندلاع أحداث ثورة 30 يونيو وتدخل الجيش حتى إذاعة بيان 3 يوليو بإسقاط حكم الإخوان وإعلان المرحلة الانتقالية في البلاد.


مواضيع متعلقة