خلال حلقات "في رحاب القرآن".. وزير الأوقاف يوضح أن الإسلام دين السلام
![وزير الأوقاف](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5849188091582390529.jpg)
وزير الأوقاف
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم"، في الحلقة الرابعة، بعنوان: "كتاب الجمال والكمال (٤)"، والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية وقناة النيل الثقافية ، وقناة نايل لايف، أن القرآن الكريم هو كتاب الكمال والجمال في كل شيء، فكما تحدث عن "العطاء الجميل"، و"الدفع الجميل"، و"القول الجميل"، تحدث أيضا عن "التحية الجميلة"، فقال تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، والتحية الجميلة هي القول الجميل، هي تحية الإسلام، هي السلام، فالإسلام دين السلام، ونبينا نبي السلام، وتحيتنا السلام، وتحية أهل الجنة السلام، قال تعالى: "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ"، وقال سبحانه: "وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ"، فهذه هي تحية الإسلام، ويجب أن نرد بمثلها أو بأحسن منها، ولا نكون ممن يبتغون الدنيا بعمل الآخرة؛ فيفرقون في رد السلام بين أناس وآخرين، تحكمهم المصالح الدنيوية في هذا.
وذكر الوزير أن القرآن الكريم تكلم عن "اللقاء الجميل" عندما تتلقى ملائكة الرحمن عباد الله المخلصين، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ، لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ، لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، كما تحدث القرآن الكريم عن "الخاتمة الجميلة"، خاتمة أهل الاستقامة، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، تتنزل عليهم لحظة الاحتضار، مع أن نزول الملائكة يكون للأنبياء والمرسلين، لكن هذه الآية الكريمة تحدثت عن نزول الملائكة على أهل الاستقامة، تقول للعبد منهم: "لا تخف يا عبد الله ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي كنت توعد، انظر إلى مقعدك في النار قد أبدلك الله به مقعدًا في الجنة، لا تحزن على ما تركت من الأهل والأولاد فهم في كنف الله ورعايته وأمنه، ولا تخف من الآتي فأنت في عفو الله وستره وعطائه وفيض كرمه، وهو وليك في الدنيا والآخرة"، فمم تخاف إذا كان الله هو وليك وولي أهلك في الدنيا والآخرة؟ يقول تعالى: "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ، نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيم".
وأوضح أن من الختام الجميل تثبيت الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"، قال بعض أهل العلم: يثبتهم بالقول الثابت، يثبتهم بالطمأنينة، وهذا حسن الخاتمة، يقول نبينا: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ"، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: ما استعملهُ؟ قَالَ: "يَهْدِيهِ اللَّهُ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَى ذَلِكَ"، وكان رسول الله دائمًا ما يسأل ربه حسن الخاتمة، فيقول (صلى الله عليه وسلم): "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فتقول السيدة عائشة: يا رسول الله إنك تدعو بهذا الدعاء، قال: يا عائشة أو ما علمت أن القلوب - أو قال قلب بني آدم - بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلي هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قلبه"، وقالوا: من قبض على شيء بعث عليه، لا سيما الشهداء، حيث يقول نبينا: "والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيلِ اللهِ واللهُ أعلمُ بمن يُكْلَمُ في سبيلِه إلا جاء يومَ القيامةِ وجُرْحُه يَثْعَبُ دمًا، اللونُ لونُ الدمِ والريحُ ريحُ المسكِ"، وما أحسنها وأجملها من خاتمة!