"بلومبرج": كورونا يمنح "قبلة الحياة" لوسائل الإعلام التقليدية

كتب: محمد البلاسي

"بلومبرج": كورونا يمنح "قبلة الحياة" لوسائل الإعلام التقليدية

"بلومبرج": كورونا يمنح "قبلة الحياة" لوسائل الإعلام التقليدية

قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن أزمة جائحة فيروس كورونا الجديد ألقت الضوء على وسائل الإعلام التقليدية، حيث كشفت أن الصحف الكبرى قد يكون لها فرصة جيدة للنجاح في المستقبل.

وتابعت الوكالة في تقرير لها بأن هناك قضايا ينبغي أن تكون فيها وسائل الإعلام التقليدية قادرة على تحقيق تفوق دائم على منافسيها مع مزيج من الدقة والمرونة، حيث إن تلك الوسائل لها دور رئيسي في تشكيل الفكر الجديد للعالم.

وأشار التقرير إلى أن من الواضح أن العديد من الصحف الدوريات لم تنجو من فقدان نسب من المبيعات والإعلانات، والأسوأ من ذلك أن مشهد الأخبار والرأي أصبح أقل كثيرا من ناحية التنوع، كما أن المجلات الصغيرة، لا سيما غير الربحية، أصبحت الأكثر ضعفا.

وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام الاجتماعية وما يسمى بـ"المؤثرين" الذين روجوا إلى نظريات مؤامرة تربط فيروس كورونا الجديد بتقنية 5G كان ينبغي إهمالها ووضعها منذ فترة طويلة في "مزبلة التاريخ"، كما أن أزمة كورونا قوضت ثقافة المشاهير بشكل كبير.

ولم يغفل التقرير أن بعض القنوات ووسائل الإعلام التي تغلب الأيدلوجية الحزبية مثل فوكس نيوز، قللت بشدة من أهمية أخبار الوباء، ما ألحق الضرر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة في نظر جمهورها المسنين، الأكثر تعرضاً للفيروس.

وأوضح التقرير أن وسائل الإعلام التقليدية لديها الآن فرصة لإعادة بناء سمعتها، وتعزيز دورها الأساسي في المجتمعات الديمقراطية، حيث إن العديد من وسائل الإعلام التقليدية تحاول الآن أن تكون أكثر يقظة وتلبي احتياجات المرحلة المقبلة، حيث دعت صحيفة فاينانشال تايمز مؤخراً إلى إجراء إصلاحات جذرية، وهذا يتطلب من الحكومات قبول دور أكثر نشاطا في الاقتصاد، ورؤية الخدمات العامة كاستثمارات وليس كالخصوم وجعل أسواق العمل أكثر أمنا، كما طالبت الصحيفة بإعادة النظر في السياسات التي كانت تعتبرها غريبة حتى وقت قريب، مثل الضرائب الأساسية على الدخل والثروة.

وأضاف التقرير أن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، على سبيل المثال، سرعان ما عادت إلى الظهور ليس فقط كمصدر للأخبار غير المنحازة والرأي العلمي، لكن كمثال على أن هناك أشخاص يتقاضون أجورا سيئة على الخطوط الأمامية للنضال ضد الفيروس، وأنه ليس من قبيل المبالغة القول إن مصير العديد من المجتمعات الديمقراطية سيعتمد على مدى أداء وسائل الإعلام التي تبقى على قيد الحياة كي تؤدي واجبها.


مواضيع متعلقة