بطل من بدو سيناء:ساعدنا في إخفاء فرقة صاعقة داخل مغارة من العدو خلال الاستنزاف

04:51 م | الأحد 26 أبريل 2020

القبائل البدوية في سيناء قدموا لمصر العديد من التضحيات والبطولات، ووقفوا جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية في معاركها التي خاضتها من أجل تحرير سيناء، وجسدت هذه التضحيات الانتماء الحقيقي لبدو سيناء لوطنهم مصر.

وفي الذكرى الثامنة والثلاثين لتحرير أرض سيناء، نقدم نموذجًا للمجاهدين البدو الذين قدموا العديد من البطولات والتضحيات في صمت، من بينهم المجاهد سالم عوده السميري من قبيلة القرارشة والملقب بـ( صقر القرارشة ) .

وسرد المجاهد سالم عوده السميري ذكرياته خلال عمله في فرقة الاستطلاع خلال حروب الاستنزاف التي كانت تقوم بها القوات المسلحة المصرية قائلًا: " صدرت لنا التعليمات بمساعدة أفراد فرقة صاعقة مصرية كانت خلف خطوط العدو، بعد أن أنهت مهمتها القتالية بنجاح وقد حدث عطل بالطائرة بمنطقة وادي صدره، بالقرب من مدينة أبورديس، نتيجة لتعرضها لنيران العدو، خلال طريق عودتها لنقل القوة المصرية المكونة من 23 ضابط وجندي.

وأضاف "السميري" أن مهمتنا كانت هي إخفاء هذه المجموعة عن عين العدو، وتأمين عودتهم سالمين. وتابع: " قمنا باصطحاب هذه المجموعة إلى إحدى المغارات وقمنا بطمس جميع الآثار التي تدل على مكانها، واحرقنا ملابسهم العسكرية وأبدلناها بملابس بدوية، وكان أحد أفراد القوة مصابًا وقام طبيب شركة سيناء للمنجنيز بعلاجه، بمنطقة الكيلو 45".

وأكد أن مهمة توصيل الطعام للقوة داخل المغارة، كانت هي الأصعب، حيث كان من السهل على العدو الإسرائيلي متابعتا، خاصة أننا كن نحمل كميات من الطعام تكفي عدد 23 فرد لعدة أيام، وهذا ما فكر فيه العدو بالفعل حيث كثف من طلعاته الجوية الاستكشافية للعثور على الجنود وأسرهم على الفور ولكننا نجحنا بدهاء في مراوغة العدو وتضليله.

وأوضح "السميري" أنه جرى التنسيق مع الحاج عايد أبو سبيل شيخ قبيلة العليقات ليتسلم رجال الصاعقة ليلًا في إحدى الليالي الغير قمرية، وبالفعل جرى تسلل رجال الصاعقة بين دروب الجبال الوعرة، حتى وصلوا إلى وادي مسلة، وتابع الحاج عايد أبو سبيل ومجموعته، مهمة عودة تلك المجموعة إلى القاهرة سالمة، وبالفعل وصلت المجموعة إلى القاهرة خلال أيام معدودة.